دلالات الاستضافة

عندما تفوز الرياض باستضافة إكسبو 2030 في الجولة الأولى للمرة الأولى في تاريخ الترشيحات، وبثلثي الأصوات وفارق شاسع يفصل بينها وبين أقرب منافسيها، فالنتيجة تعني أن العالم الذي اختار الرياض يثق بالمملكة، ويؤمن بالإمكانات والقدرات السعودية على إدارة نسخة فاخرة مختلفة ذات أثر ملموس في مضمار تفكيك المعوقات التي تواجه البشرية في زمن مختلف، عقب جائحة وحروب وأزمات اقتصادية متتابعة بحكم تجربة الرياض الثرية والقدرة الماثلة للعيان، إبان إدارة رؤية عظيمة تحققت على أرض الواقع قبل الأوان، فتحول وطن بحجم قارة إلى واحة أمن واستقرار وسلام تشع تنمية مستدامة تجاوزت الآفاق حتى أضحى الشرق الأوسط هدفا لرقي تنموي يشمل الإنسان والمكان، وفقا لتصورات وتطلعات عراب الرؤية الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
لم يكن فوز الرياض باستضافة إكسبو 2030 حدثا مفاجئا، فالمملكة تحصد ثمار جهد متواصل أحدث نقلة نوعية ذات أثر فاعل في حياة المواطن والمقيم بعد أن تحقق ما لم يكن في الحسبان خلال أعوام قصيرة من عمر الزمن على جميع المستويات، بفضل التحول الرقمي المذهل المؤدي لتجاوز آثار جائحة كورونا بسهولة من خلال اعتماد التعاملات عن بعد بما في ذلك الدراسة وتسيير الأعمال كافة، وصولا إلى إنهاء جميع الاحتياجات بضغطة زر دون الحاجة لتخطي عتبة المنزل، ولعل في اختيار الرياض لاستضافة حدث ضخم كهذا عبر اكتساح الأصوات، ما يشير إلى الأثر الضئيل لحملات التشوية المدفوعة الساقطة أمام الأحداث الجسام والاختيارات المستقبلية، ويؤكد انحصار محاولات التشوية البائسة في فئة محددة تتلقى الثمن من جهة معينة بما يؤكد أن الممول والمرتزق ليسا ذا قيمة على الإطلاق.
بقي أن نشير في عز الفرح إلى أن نهاية العقد الحالي بداية لاكتمال عمر الرؤية، وهو موعد لبزوغ طلائع الإنجازات الضخمة على جميع المستويات، بل موعد منتظر لحصاد ثمار جهود لم ولن تتوقف، وهو تاريخ لشموخ متواصل وبهجة مفعمة بالنجاح، خاصة أن العالم سيصبح في قلب الرياض، وأن التوقعات تشير إلى استقبال أكثر من 50 مليون زائر، وأن الأثر الإيجابي سيعم الكون، وأن انطلاقة الاحتفال بتوديع الاعتماد على النفط بدأت، وأن تضاعف الإيرادات المتنوعة قد تحقق فأصبح واقعا ملموسا، وأن المستقبل مشرق زاهر، فهنيئا للمملكة قيادة وشعبا، وأهلا وسهلا بالعالم في الرياض.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي