أسعار جنونية ترهق الأرجنتينيين .. ارتفعت 30% لدى تجار الجملة

أسعار جنونية ترهق الأرجنتينيين .. ارتفعت 30% لدى تجار الجملة

تغير باولا باسو على عجل بطاقات الأسعار في متجر في إحدى ضواحي بوينوس آيرس، مع استمرار تكلفة السلع في الارتفاع بعد انتخاب خافيير ميلي رئيسا جديدا للبلاد.
وتقول باسو إن "الأمر لا يتوقف".

يبلغ معدل التضخم السنوي في الأرجنتين 143 في المائة، وارتفعت الأسعار أكثر بعدما خففت الحكومة المنتهية ولايتها هذا الأسبوع الضوابط على أسعار السلع الأساسية والتي من المتوقع أن يلغيها ميلي.
وتروي باسو وهي صاحبة متجر بقالة في حي مورون الذي تسكنه الطبقة العاملة في الضواحي الغربية للعاصمة "الزبائن يطلبون... شراء بضع بيضات فقط. الأمر مؤلم، الناس محتاجون والأمر يشبه أخذ كرامتهم منهم، لكن الأسعار جنونية".

على الرفوف تحمل بعض المنتجات أربعة ملصقات أسعار الواحد فوق الآخر، ما يدل على التضخم الجامح.
ويقول فرناندو سافوري، زوج باولا ونائب رئيس اتحاد أصحاب متاجر البقالة في بوينوس آيرس "ما يحصل هذه الأيام هو جنون".
ويضيف "رغم أننا غيرنا الأسعار الأسبوع الماضي، شهدنا زيادات تراوحت نسبتها بين 25 و30 في المائة لدى تجار الجملة" منذ الانتخابات.

ويوضح أن سعر المعكرونة على سبيل المثال ارتفع 50 في المائة ومنتجات التنظيف 30 في المائة.

انخفاض متوقع

ومن المقرر أن يتولى ميلي منصبه في العاشر من ديسمبر.
ويشرح الخبير الاقتصادي هيرنان ليتشر لـ"الفرنسية" أن النهاية الوشيكة للاتفاق بشأن الضوابط على الأسعار تفاقم التضخم، مشيرا إلى أن "الزيادة ستكون ملحوظة أكثر الشهر المقبل لأن السوق تتوقع انخفاضا كبيرا في قيمة البيزو عندما يتولى ميلي منصبه وبالتالي احتمال انتعاش التضخم".

وضبطت الحكومة في الأعوام الأخيرة سعر صرف البيزو ولكن مقابل تكلفة كبيرة تحملتها الخزينة، وقال ميلي إنه سيضغط من أجل إلغاء هذه الضوابط.

أمر مرهق

في سوبرماركت مورون، يدقق ماريو أمور (70 عاما) في ملصقات الأسعار.
ويقول مغادرا المكان بأكياس فارغة "مجددا، ارتفعت الأسعار كثيرا. أنا أبحث عن المتجر الذي يبيع بأفضل الأسعار. لا أعرف من أين أشتري".

وفي ممر آخر في السوبرماركت، تقول كلارا تيديسكو (60 عاما) إنها "روعت" بعدما رأت أن سعر الجبن "ارتفع مجددا هذا الأسبوع".
وتضيف "إنه أمر مرهق. تحللون الأسعار وتتنقلون من مكان إلى آخر وتقارنون وتحسبون ثم تعودون. شراء البقالة أصعب من العثور على زوج".

في حي ماتاديروس، يترك بائعو اللحوم لوحات الأسعار فارغة.
وتقول إيفلين جارسيا، وهي مديرة أحد محال بيع اللحوم "لم نعد نضيع الوقت في تدوينها، فهي تتغير كل يومين" مضيفة "الزبائن يعرفون ذلك، لا يغضبون. هو حزن أكثر مما هو غضب".

وفي الأرجنتين التي يحب سكانها بشدة لحم البقر، انخفضت مبيعات أغلى قطع اللحوم فيما ارتفعت مبيعات القطع ذات الجودة الأقل.
تقول إيفلين الذي كان متجرها فارغا "غير الناس عاداتهم أصلا بحيث لم يتبق في أطباقهم إلا القليل من اللحم. والآن، لا أعلم ماذا سيفعلون. ارتفعت أسعار كل شيء بنسبة تزيد على 10 في المائة هذا الأسبوع".

في إحدى الأسواق قرب مورون، تزيل كلاريسا غوميس الغبار عن صندوق الكيوي في كشك الفواكه والخضراوات الذي تملكه حيث ارتفعت كل الأسعار هذا الأسبوع.
وتقول "يشتري الناس تفاحتين، وموزة واحدة. وإذا استمر هذا الوضع سأضطر للبيع بالشريحة".

سمات