الاستقرار المستهدف

تسقط نظرية المؤامرة لدى بعض المتأثرين بمخرجات الاستخدام المفرط لتلك النظرية التي باتت شبيهة بحكاية الذئب والغنم، فأصبحت تطلق في سياقات ليست ذات علاقة بالمواقف، ومقامات قد لا تقبل التأويل، وظروف طبيعية متوقعة ليست مستنكرة، وكل هذا دون شك لا ينفي تكاثر المؤامرات في زمن يستوجب الحذر الشديد، خاصة إذا ما غلب اليقين وبدد الاعتقاد.
لا يمكن وضع استهداف الخليج وأهله خاصة السعودية إعلاميا في إطار نظريات المؤامرة، لكون الحالة منظورة مشتعلة ماثلة للعيان في الوقت الحالي لأسباب عديدة، لعل في مقدمتها الاستقرار والازدهار الذي تتمتع به دول الخليج بالمجمل، والنهضة الشاملة التي تعيشها السعودية تحديدا، حتى أضحت واحدة من أهم الدول الكبار مع تواصل تعزيز دورها الريادي في مجال تقديم يد العون للقاصي والداني من باب إنساني بحت، ودون انتظار منفعة في منطقة تموج سخونة بفعل الأطماع وغياب الاستقرار وتأثير مشاريع تصدير الخراب، مضاف إلى هذا مزايا لا تعد ولا تحصى اكتسبتها السعودية ليس أولها التفاعل السريع مع هموم الأشقاء والأصدقاء وحاجاتهم المادية والمعنوية، ولن يكون آخرها رعاية هذا الكم الكبير من الوافدين الآمنين المستظلين تحت جناح الاستقرار في أجواء سعودية مفعمة بالطمأنينة، ويعلم المنصف الصادق ترتيب المملكة المتقدم جدا بين دول العالم فيما يتعلق بالعمل الخيري الخالص لوجه الله، حتى بات العربي الحر والمسلم الحق أينما كان فخورا منتشيا بما تحقق لوطن أصيل ينشد العلياء، بل يعمل لتحويل الشرق الأوسط وفق رؤية يقودها ولي العهد إلى أوروبا جديدة بمزايا ذات أثر تنموي إيجابي في حياة سكان المنطقة.
نعود إلى نظرية المؤامرة لنؤكد بأن اليقين الثابت ينفي الاعتقاد الغامض، فالمملكة تتعرض بالفعل لحملات ممنهجة مدفوعة مكشوفة ومرصودة بل معلومة المقاصد، نراها بالعين المجردة بعد أن كانت خفية مفهرسة تظهر وتخبو على استحياء داخل أروقة الخيام، قبل انتقالها إلى فضاء الإنترنت بفعل التمويل وحجم البغض الطبقي القائم على أحلام إبليس بالجنة، بما يعني الإصرار على تصدير الخراب والعودة إلى نقطة توقف الخريف العربي ولا شيء يدفع البلاء سوى الإرادة الإلهية، وذلك التلاحم الصادق بين القيادة والشعب القائم على مبدأ راسخ المنطلق من "على نياتكم ترزقون "، بعد أن تكسرت المحاولات كلها منذ ما يزيد على 300 عام وتساقط المخططون والمنفذون، فيما بقيت السعودية شامخة تتوق للعلياء بحكم وحدة صف عصية مدهشة حتى بات الحالمون بانهيارها الأكثر دراية بحجم ما تعيشه من رقي متصاعد بلغ مرحلة جودة الحياة بكل ما تعني العبارة، وظلت دول الخليج الشقيقة تنعم بالخيرات مدركة لهيئة وشكل ومصادر المخططات التي تحاك، وملمة بحجم البغضاء والأحقاد والتفرقة المبتغاة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي