قطاع غزة يشهد أكثر الأيام دموية خلال 15 عاما 

قطاع غزة يشهد أكثر الأيام دموية خلال 15 عاما 

 قال مسؤولون فلسطينيون إن قطاع غزة شهد أكثر الأيام دموية خلال 15 عاما في أعقاب الهجوم غير المسبوق لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل بعدما أودت ضربات جوية إسرائيلية بحياة نحو 300 فلسطيني خلال 24 ساعة.
وقال أقارب إن من بين القتلى توأمين يبلغان من العمر ثلاثة أشهر قُتلا مع والدتهما وثلاث شقيقات في ضربة جوية أمس السبت في خان يونس بجنوب قطاع غزة.
وقُتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص في تلك الضربة التي دمرت أربعة منازل. ولا يزال رجال الإنقاذ يحاولون العثور على ناجين تحت الأنقاض اليوم الأحد.
ووصف المتحدث العسكري الرئيسي لإسرائيل الهجوم الذي شنه مقاتلو حماس، والذي قتل ما لا يقل عن 700 إسرائيلي واختطاف العشرات، بأنه "أسوأ مذبحة للمدنيين الأبرياء في تاريخ إسرائيل" وقال إن الرد سيكون قاسيا.
وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس بمقتل 370 فلسطينيا حتى الآن وإصابة 2200 آخرين، مع مقتل ما يقرب من 300 أمس السبت، وهو أكبر عدد من الفلسطينيين الذين قتلوا في غزة بسبب الهجمات الإسرائيلية في يوم واحد منذ عام 2008.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بالانتقام الشديد لهذا اليوم الأسود".
وفي غزة، استيقظت صابرين أبو دقة، التي انتشلت من أنقاض المنازل التي قصفت في خان يونس، في المستشفى لتجد أن ثلاثة من أطفالها قتلوا وأصيب اثنان منهم بينما لا يزال مصير السادس غير معروف.
وقالت بصوت متعب وهي تتحدث من المستشفى "كل شي وقع فوق روسنا، أولادي كانوا حواليا". ونادت على أطفالها من أسفل الأنقاض لكن لم تسمع ردا.
وقالت "صاروا يرفعوا عني الركام شوية شوية، ثلاث ساعات وهم بيرفعوا الركام عني".
وبدأت الضربات الجوية الإسرائيلية على غزة بعد وقت قصير من هجوم حماس واستمرت طوال الليل وحتى اليوم الأحد مما أدى إلى تدمير مكاتب ومعسكرات تدريب للحركة إضافة إلى منازل ومبان أخرى.
قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته المقاتلة دمرت 800 هدف للمسلحين حتى الآن في قطاع غزة. ورفض سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي لحكومة حماس، ذلك ووصفه بأنه "غطاء لتبرير عدوان الاحتلال على المدنيين وعلى ممتلكاتهم".
وفي مدينة رفح المتاخمة للحدود المصرية، قتلت ضربة جوية إسرائيلية 12 فردا من عائلة أبو قوطة. وأضافوا أنه من المعتقد أن سبعة آخرين من أفراد الأسرة ما زالوا تحت الأنقاض.
وتدير حماس قطاع غزة، الذي يسكنه حوالي مليوني شخص، منذ سيطرتها على القطاع في عام 2007. ويعاني اقتصاد القطاع منذ فترة طويلة من اختناق بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل والقيود التي تضعها مصر.
ومع بدء الضربات الجوية أمس السبت فر آلاف الفلسطينيين الذين يعيشون بالقرب من الحدود مع إسرائيل من منازلهم.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن ما لا يقل عن 20 ألف فلسطيني لجأوا إلى 44 مدرسة تديرها في قطاع غزة.
وقالت الأونروا في بيان إنه تأكد أن من بين القتلى صبيان، وكلاهما طالبان في المدارس التي تديرها الأمم المتحدة في خان يونس وبيت حانون. وأضافت أن ثلاث مدارس تابعة للأونروا تعرضت "لأضرار" ناجمة عن الضربات الجوية الإسرائيلية.
ولجأ عيد العطار الذي يعمل معلما إلى مدرسة تابعة للأونروا مع أطفاله الخمسة وشقيقه الذي يتنقل بكرسي متحرك عندما استهدفت ضربات جوية إسرائيلية محيط منازلهم في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة. وقال "عشنا خلال خمسة حروب متتالية منذ 2008 وكل حرب بتكون أصعب وأقسى من اللي قبلها".
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن المستشفيات مكتظة وتعتمد على المولدات الكهربائية للحصول على الكهرباء بعد أن قطعت إسرائيل إمداداتها لقطاع غزة والبالغة 120 ميجاوات أمس السبت.
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمس السبت إن إسرائيل ستقطع إمدادات الطاقة عن قطاع غزة، معلنا أن "ما حدث حتى الآن لن يستمر" في إشارة إلى أن إسرائيل تعتبر الهجوم بمثابة تغيير كامل لقواعد اللعبة.

الأكثر قراءة