من الأسهم إلى العملات .. ارتفاع العائدات يلقي بظلاله على ارتفاع الأصول الخطرة

من الأسهم إلى العملات .. ارتفاع العائدات يلقي بظلاله على ارتفاع الأصول الخطرة

أدى ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، إلى إرسال ارتعاشات عبر المناطق الأكثر خطورة في السوق، ما ترك المستثمرين يتساءلون عن مدى سوء تأثير ذلك على الارتفاع الذي رفع كل شيء من الأسهم إلى البيتكوين هذا العام.

وقد حفز النمو الاقتصادي القوي، التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي، سيترك أسعار الفائدة أعلى لفترة أطول، ما دفع عوائد سندات الخزانة هذا الشهر إلى أعلى مستوياتها منذ 2007.

وقد جعل هذا الارتفاع من الصعب تجاهلها بالنسبة لحاملي الأسهم وأصول المضاربة الأخرى، التي ارتفعت منذ 2007، معظم العام حتى مع ارتفاع العائدات بشكل مطرد، وارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 أعوام، إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من 15 عاما عند 4.35 في المائة أمس الإثنين.

وتراجع قطاع التكنولوجيا في S&P 500 بنسبة 5.7 في المائة، والبيتكوين 10 في المائة، فيما انخفض صندوق "ارك انوفيشن اي تي اف"، وهو معقل للعديد من الأسماء ذات النمو المرتفع، بنسبة 18.5 في المائة، في المقابل ارتفعت الأسهم على نطاق واسع أمس، حيث ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.7 في المائة.

ويمكن لعوائد سندات الخزانة المرتفعة "التي تتحرك عكسيا مع أسعار السندات"، أن تخفف من بريق أصول المضاربة من خلال تقديم عوائد جذابة للمستثمرين على استثمار ينظر إليه على أنه خالي من المخاطر في الأساس، لأنه مدعوم من قبل الحكومة الأمريكية، كما يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى زيادة تكلفة رأس المال في جميع أنحاء الاقتصاد، ما يزيد من صعوبة خدمة الديون على الجميع، من الأفراد إلى الشركات.

وقال سمير سامانا كبير استراتيجيي الأسواق العالمية في معهد ويلز فارجو للاستثمار، إن يوم الحساب هنا بالنسبة لأصول مثل العملات المشفرة والشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة التي استنفدت أموالها النقدية، مضيفا "الأقل هو تفضيل أجزاء السوق الأقل اعتمادا على الاقتراض والائتمان".

ويأتي الاختبار الحاسم للأسواق في وقت لاحق من الأسبوع مع الاجتماع السنوي لمحافظي البنوك المركزية في جاكسون هول، ومن المقرر أن يلقي رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول محاضرة حول التوقعات الاقتصادية يوم الجمعة.

وقال مات مالي كبير استراتيجيي السوق في ميلر تاباك، "إن المستثمرين يدركون أن أسعار الفائدة لن تنخفض بالسرعة التي كانوا يعتقدون، إنه يجعلهم يعيدون التفكير في استراتيجياتهم".

وكان المستثمرون الأمريكيون بائعين صافين لصناديق الأسهم للأسبوع الثالث حتى 16 أغسطس، وفقا لأحدث البيانات الأسبوعية من "ريفينيتيف ليبر"، وفي الوقت نفسه اجتذبتهم العائدات المرتفعة في صناديق أسواق المال، التي تدفقت عليها، 32.5 مليار دولار خلال الأسبوع الماضي، وهو أكبر تدفق منذ 5 يوليو.

وانخفضت مراكز أسهم المستثمرين، وفقا لقياس "دويتشه بنك" للأسبوع الرابع إلى أدنى مستوى في شهرين، لكن الرهان ضد الأسهم كان خاسرا هذا العام، حيث يعتقد العديد من المستثمرين أن الأسهم ستحافظ على قوتها، في عام شهد انتعاشها من مخاوف الركود واسعة النطاق والاضطرابات في القطاع المصرفي، حيث ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 14.6 في المائة منذ بداية العام حتى الآن.

قال الاستراتيجيون في "جولدمان ساكس"، إن حيازات الأسهم من قبل المستثمرين الأفراد والمؤسسات تقف دون معاييرها التاريخية، ما يشير إلى أنه قد يكون هناك وقود إضافي متبقي لدعم السوق الصاعدة إذا ظل الاقتصاد قويا، وكتب الاستراتيجيون في الشركة "إذا استمر الاقتصاد الأمريكي في طريقه نحو الهبوط الناعم، فإننا نعتقد أن الانخفاض الأخير في التعرض للأسهم سيكون قصير الأجل".

ويعتقد راندي فريدريك، المدير الإداري للتداول والمشتقات في مركز شواب للأبحاث المالية، أن أرباح مؤشر ستاندرد آند بورز 500 من المحتمل أن تصل إلى أدنى مستوياتها في الربع الثاني وستتوسع في الربع الثالث، ما يدفع المؤشر إلى مستوى قياسي بحلول نهاية العام، ويقل مؤشر S&P 500 بأكثر من 8 في المائة عن أعلى مستوى إغلاق له في يناير 2022.

وقال راندي فريدريك "لقد انتهى عصر أسعار الفائدة المنخفضة، وستواجه الشركات الجديدة التي تدير الكثير من الديون التي يتعين ترحيلها بأسعار فائدة أعلى صعوبات، لكننا نعتقد أن هذا هدوء مؤقت للسوق بشكل عام".

سمات