السياسية

السعودية حديث العالم .. وجدة "المدينة الآمنة"

السعودية حديث العالم .. وجدة "المدينة الآمنة"

عالم يتطاحن ونزاعات تروع شعوبا، وجدة ما زالت تفتح ذراعيها للجميع.

السعودية حديث العالم .. وجدة "المدينة الآمنة"

تقارير غربية: ما تتخذه السعودية نموذج يحتذى به.

كان العالم حينها يلملم شتاته بعد حرب عالمية ثانية، دمرت أركانه، وكانت هي تستعد لفتح ذراعيها كعروس اكتملت زينتها وقويت شوكتها، فلم يكن منها سوى هدم سورها في 1947 بأمر من الملك المؤسس عبدالعزيز رحمه الله، حتى يتسنى لها الانفتاح على الحياة الحديثة مع الحفاظ على هويتها العربية، هكذا كانت مدينة جدة التي ستصبح بعد أكثر من سبعة عقود على تلك اللحظة، مأوى للخائفين ومستقرا للاجئين بداية من مسلمي الروهينجا في خمسينيات القرن الماضي وحتى اللاجئين السودانيين 2023.
واليوم كالبارحة، عالم يتطاحن ونزاعات تروع شعوبا، وجدة ما زالت تفتح ذراعيها للجميع في دلالة على أن الدول الكبرى تحمل على عاتقها قدرها المحتوم، لذلك لم يكن غريبا أن تؤكد أنانلينا بيربوك وزيرة خارجية ألمانيا، لنظيرها السعودي الأمير فيصل بن فرحان، شكر بلادها لما قامت به السعودية من إجلاء رعايا بلادها من السودان، واصفة جدة بـ"المدينة الآمنة"، ومشيدة بالكفاءة العالية في نقل الفارين من أرض الخرطوم التي تقع على بعد 970 كيلومترا من جدة، وتتشح بالدماء وسط قادة يحملون السلاح علنا.
إشادة وزيرة الخارجية الألمانية في الوقت الذي اتجهت فيه أنظار العالم إلى القمة العربية الاستثنائية في عروس البحر الأحمر، ليست سوى حلقة من سلسلة طويلة تصدرت فيها المملكة عناوين صحف العالم وصارت حديث جميع الأوساط، بداية من السياسة واستقبال الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والسوري بشار الأسد، مرورا بساحات المؤسسات الدولية، وانتهاء بملاعب كرة القدم.
والبداية من ملف الإغاثة الإنسانية الذي يشغل العالم الآن، وقد احتلت السعودية المركز الثالث في قائمة الدول المانحة للمساعدات الإنسانية وآخرها 400 مليون دولار لإعادة إعمار أوكرانيا، وهو ما دفع الرئيس الأوكراني زيلينسكي إلى التصريح بأنه "يشكر الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي على دعمه المستمر".
وتعقيبا على إجلاء المملكة لتسعة آلاف شخص ينتمون إلى جنسيات مختلفة من السودان، عبر أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة في بيان رسمي عن امتنانه لحكومة المملكة التي نجحت في إنقاذ موظفي المنظمة الدولية وتأمين أسرهم قائلا، "نمتن كثيرا للدور الذي لعبته حكومات السعودية وتشاد وكينيا، أما الرئيس الأمريكي جو بايدن فعلق قائلا، "أشكر السعودية التي كانت مساعدتها حاسمها في إخراج أفراد الحكومة الأمريكية من الخرطوم".
يد تنقذ الضحية وأخرى تحول دون ظلمها، قاعدة عملت بها الرياض وظهرت بشكل قوي في استئناف العلاقات مع إيران والترحيب بعودة سورية إلى جامعة الدول العربية للتخفيف من معاناة أهلها، وفي الحدث الأول كان الترحاب سيد الموقف بداية من العراق التي أكدت أن ذلك "دفعة نوعية للتعاون"، ووصولا إلى تركيا التي وصفت الخطوة بمساهمة كبيرة في استقرار المنطقة، وبالنسبة إلى عودة سورية، هرول المجتمع الدولي مشيدا بحكمة قيادة المملكة، فأكدت روسيا على لسان ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية، أن تلك خطوة طال انتظارها ومكسب للجميع، فيما ثمنت الصين دور المملكة.
ولتكتمل دائرة تحسين جودة الحياة للجميع، وهو هدف إنساني رفيع سعت إليه المملكة بقوة، ولكن تلك المرة من خلال مواجهة آثار التغيرات المناخية وطرح مبادرات كالسعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، والأخيرة بدعم وصل إلى 2.5 مليار دولار خلال الأعوام العشرة المقبلة للحفاظ على هذا الكوكب، وتلك خطوة تلتها خطوات عديدة بداية من السعي لزرع عشرة مليارات شجرة، ووصولا إلى تقليل الانبعاثات وإيجاد بيئة آمنة.
وكالعادة كانت تلك الخطوات حديث جميع الأوساط العالمية، فالإشادات الأمريكية والفرنسية حضرت منذ اللحظة الأولى عبر بيانات رسمية تؤكد أن ما تتخذه السعودية نموذج يحتذى به، فيما أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن جهود السعودية "فرصة ممتازة" للجميع، وأعلن معهد ماساشوتس للتقنية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي تقدم السعودية عشرة مراكز خلال عام واحد في قضايا المناخ، إضافة إلى صعودها 27 مركزا في قائمة الدول التي لا تنتج انبعاثات كربونية مضرة.
لا حديث العالم توقف ولا المملكة اكتفت بالملفات الدولية، بل كان لها نصيب كبير في مجالات القوى الناعمة وعلى رأسها الفن، وذلك بعد إطلاق مهرجان البحر الأحمر لأول مرة في 2020 في مدينة جدة لدعم أسس السينما السعودية والعربية.
وخلال نسختين فقط، جذب المهرجان نجوم العالم الذين وصفوا ما يحدث على أرض السعودية بـ"الحلم الذي ظنوه بعيدا".
نجاح مهرجان البحر الأحمر لم يتوقف عند محيطها العربي، فنجوم بحجم شارون ستون وبريانكا شوبرا وشاروخان شاركوا في الدورتين، والأخير عبر عن سعادته بتغريدة كتب فيها، "قضيت وقتا رائعا وأتطلع إلى بعض القصص الرائعة في الأفلام السعودية كل التوفيق لبرنامج رؤية 2030"
ومن الفن إلى الرياضة كانت صحف ووكالات العالم على موعد مع زلزال كروي، بانتقال النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى نادي النصر السعودي كانون الأول (ديسمبر) الماضي، فعلقت صحيفة "آس الإسبانية" واصفة النصر السعودي بناد طموح لديه آمال كبيرة، فيما أكدت "ماركا" الإسبانية أن انتقال صاروخ ماديرا جاء بعد مفاوضات حاسمة، ووصفت "ديلي ميلي" البريطانية الانتقال بـ"تحد جديد لكتابة التاريخ".
وعلى المستوى الشعبي، كان انتقال "الدون" زلزالا آخر على فضاء التواصل الاجتماعي، إذ شاهد 18 مليون شخص تغريدة انتقاله إلى السعودية في ساعة واحدة، فيما زاد حساب النصر السعودي على "تويتر" بأكثر من مليون متابع جديد خلال أول ست ساعات، وأكدت شبكة "سكاي سبورتس" أن حفل تقديم رونالدو في الرياض وصلت نسبة مشاهدته إلى ثلاثة مليارات عبر 40 قناة من مختلف دول العالم، ليتجاوز بذلك عدد المتابعين لنهائي كأس العالم 2022 بين الأرجنتين وفرنسا التي وصلت إلى ملياري مشاهدة، والسؤال الآن، هل يكون حديث العالم المقبل عن السعودية، خبر انتقال ميسي إلى الهلال السعودي، فبحسب "الماركا" التي أشارت إلى وصول قيمة الصفقة 500 مليون يورو، لحقه تأكيد رئيس النادي أنهم يرغبون في ضمه. أحداث أكبر في الطريق ستجعل المملكة بالتأكيد قوة دبلوماسية واقتصادية ورياضية تجذب العالم أجمع إليها خلال الأعوام المقبلة.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من السياسية