كيف نستثمر حرارة الأرض لتوليد الكهرباء؟ «3 من 3»

يقول الخبراء إن مشروع توليد الطاقة الكهربائية بالاستفادة من حرارة الأرض يساعد الدول الإفريقية على التطور بسبل عدة. ويقول هنري بول باتشي بالديه، مدير تطوير أنظمة الطاقة في بنك التنمية الإفريقي، "لا تصدر الطاقة الحرارية الأرضية أي انبعاثات. وهذا يساعد كينيا للحصول على تمويل للأنشطة المناخية بأسعار منخفضة لمواصلة تنفيذ جدول أعمالها للتنمية".
ويستطرد بالديه، قائلا "تسهم الطاقة الحرارية الأرضية في توليد الكهرباء. وكلما زاد التحول إلى استخدام الكهرباء في بلدك، أو زادت إمكانية حصول الناس على بدائل الطهي النظيفة، زاد تراجع ممارسات إزالة الغابات وحرق الفحم". "ومن الواضح أن هذا الأمر يساعد النساء تحديدا ويحسن صحتهن وأرزاقهن".
وتقوم كينيا حاليا بتصدير التكنولوجيا والدراية الفنية إلى مختلف دول المنطقة. ويقول مانجي، "نحن نقدم الدعم الفني اللازم لعمليات الحفر في إثيوبيا وجيبوتي. لكننا نتطلع أيضا إلى تقديم دراسات عن سطح الأرض إلى دول أخرى، مثل رواندا وجزر القمر".
غير أن الصورة ليست وردية تماما. فالسكان الأصليون والجماعات الحقوقية يزعمون أن عديدا من مشاريع الطاقة المتجددة تفسدها الانتهاكات والاستيلاء على الأراضي. فالأشخاص الذين تمت مقابلتهم في المجتمعات المحيطة بمتنزه "بوابة الجحيم" يزعمون أن المسؤولين وشركات الطاقة الحرارية الأرضية استغلوا أميتهم وعزلتهم وعدم امتلاكهم وثائق قانونية من الحقبة الاستعمارية تثبت ملكيتهم للأرض.
وقال أحد رعاة الأغنام في الأربعينيات من العمر وهو من قرية ناراشا، التي يبلغ عدد سكانها نحو 500 نسمة، وتقع بالقرب من إحدى محطات توليد الطاقة الحرارية الأرضية، "لقد رصدت شركات الطاقة الحرارية الأرضية جهل المجتمعات هنا واستغلته". "كانت هذه أراضي الماساي (جماعة عرقية)، ولم نحصل على أي شيء".
وذكرت شركة KenGen أنها أقامت "علاقات عمل جيدة" مع المجتمعات المحيطة، وقامت ببناء منازل لأولئك الذين أعادت توطينهم ووفرت وظائف للسكان المحليين. ولم يتفق السكان المحليون مع ما جاء في هذا التصريح.
وقال أحد نشطاء المجتمعات المحلية بالقرب من قرية ناراشا، طلب عدم ذكر اسمه، "لدينا جيولوجيون ومهندسون -من الخريجين الجدد- لكن لا يتم توظيفهم. إنهم يعطون الوظائف لأشخاص ليسوا من هنا".
كذلك أثار الأكاديميون والنشطاء في مجال الحفاظ على البيئة مخاوف بشأن الأضرار التي لحقت بالبيئة الطبيعية والحياة البرية المحيطة بموقع متنزه "بوابة الجحيم".
وأثبتت كينيا نفسها كرائدة على مستوى العالم في مجال توليد الطاقة الحرارية الأرضية. لكن حتى يتم إحراز تقدم بشكل عادل، سيتعين على شركة KenGen وشركات الطاقة الحرارية الأرضية، العمل بجد لإشراك المجتمعات المحلية في عملها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي