هل الحب في وردة؟

في كل عام يمر يوم الحب، "الفلنتاين داي"، وتزدحم محال الورد وتكتسي اللون الأحمر وتظهر الدببة بشتى الأحجام على السطح، يخطر في بالي سؤال، هل الحب يكمن في وردة أو في دبدوب أو حتى في هدية بآلاف الريالات؟!
أعلم أن هناك من سيقول دعوا الناس تفرح، والورد سعادة، والهدايا تعبير عن الحب، أتفق معكم، لكن أي حب؟ وهل هذه هي الطريقة الوحيدة للتعبير عن الحب؟ إذا لم تصلك وردة فهل معنـى ذلك أنه لا يوجد هناك من يحبك؟!
إنه فهم خاطئ وتقليص لمعاني الحب السامية، وأقصد الحب بجميع أشكاله وألوانه، ذلك الشعور الذي نتنفسه ولا نكاد نعيش دونه، وعند فقده تفقد الحياة جمالها ومعانيها، فالحب إنسان تجده في لحظات الألم، أو غربة النفس فتتقوى به وتتسلل الفرحة إلى نفسك بوجوده شيئا فشيئا، والحب مكان تلجأ إليه لإطلاق العنان لروحك لكي تسمو وتحلق وتعيش لحظات من الصفاء والنقاء، فتجد نفسك وتعيد ترتيب أوراقك، أو في سجدة تختلي فيها بالحبيب الأعظم فتبث همك وحزنك وتغتسل روحك، أو في آية تجد فيها ضالتك وتعيد التوازن إلى حياتك، إنه الحب بمعانيه السامية بعيدا عن تقليعات الوردة الحمراء التي أتت إلينا من عمق التاريخ من الرومان حين ربطوا الورد بالحب والتضحية من أسطورة عمرها 35 مليون عام، التي تقول إن الوردة الحمراء كانت الوردة المفضلة لـ"فينوس"، رمز الحب والجمال، وآمنوا بأن الورد كله كان في الأساس أبيض، إلى أن تحول لونه إلى الأحمر بسبب دماء "فينوس"، التي جرحت قدماها بأشواك الورد عندما كانت تحمي حبيبها من غضب إله الحرب. وأسطورة أخرى تقول إن الورد الأحمر نبت حين بكت "أفروديت" بعد مقتل "أدونيس"، فامتزجت دموعها بدمه، وانبثقت من التراب وردة حمراء جميلة،
وفي الشرق ربطوا الورد الأحمر بالحب والرومانسية أيضا، حيث أنشأ الهندوس آلهتهم "لاكسمي"، إله الثروة والازدهار، باستخدام 1008 بتلات وردة حمراء صغيرة، و108 ورد كبير.
وفي العصر الفكتوري كان الناس مهووسين بالورد ولغته الخاصة لذا استخدموه في التعبير عن مشاعرهم وقدموه كهدية للمحتفلين في أعياد الميلاد والمناسبات.
ولا يقتصر الأمر على الورد وألوانه بل حتى عدده له معنى، فوردة واحدة تعبر عن الحب والرومانسية، أما وردتان فتعنيان اعتذارا. وتقديم باقة من الورد تتكون من 12 وردة هذا يعني طلب الزواج، أما رقم 36 فهو الأكثر رومانسية، حيث يعد اعترافا لأول مرة بالحب الحقيقي وبداية علاقة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي