أهمية الحدائق النباتية
مفهوم الحدائق النباتية مفهوم قديم يعود إلى ما قبل الميلاد. يرى المؤرخون أن أول إنشائها يرجع إلى الحضارة السومرية قبل الميلاد بـ2300 عام، ويعد الخليفة الأموي عبدالرحمن الداخل أول من أسس مفهوم الحدائق النباتية في أوروبا، حيث قام بغرس الأشجار الدمشقية في حديقة قصره.
علميا تعرف الحديقة النباتية Botanical garden بأنها الحديقة التي توثق النباتات حسب تصنيف المملكة النباتية بزراعتها في أرض واسعة تضم أعدادا كبيرة من النباتات الغريبة، وكذلك النباتات الشائعة مع وجود معلومات كاملة بجانب كل نبات وكتابة اسمه العلمي والفصيلة التي ينتمي إليها، وتكون مرجعا للهواة والدارسين لعلوم النبات.
الناظر والمتأمل إلى واقع الحدائق النباتية الآن في العالم يرى أنها قد أصبحت متاحف مكشوفة ومكان جذب سياحي رئيس، يجد فيه الزائر كل مقومات السعادة والأنس وقضاء وقت ماتع يتخلص فيه من ضغوط المدنية المختلفة، حيث تنتشر المسطحات الخضراء الواسعة والبحيرات الجميلة بما تحويه من أسماك وطيور، وكذلك المطاعم والمقاهي التي روعي في تصميمها التجانس مع البيئة النباتية.
تنتشر الحدائق النباتية في كثير من مدن العالم مع تفاوت في أحجامها وطبيعتها، ومن أكبر تلك الحدائق وأكثرها تنوعا حدائق "كيوKew" الملكية في إنجلترا، التي تضم ما يزيد على 6.5 مليون عينة. ثم المجموعة النباتية لحديقة ليننجراد في روسيا، وفيها أكثر من 4.5 مليون عينة، والحديقة النباتية في نيويورك في الولايات المتحدة، التي تضم ما يزيد على ثلاثة ملايين عينة. كما تعد حديقة سنغافورة النباتية من أجمل الحدائق النباتية في العالم، وهي تمتد على مساحة 74 هكتارا.
الحدائق النباتية تجاوزت مفهومها التقليدي لتصبح موردا ثقافيا مهما تستطيع الدول من خلاله، بجانب المحافظة على ثرواتها الطبيعية، إعطاء انطباع جميل للسياح عن مدى تقدمها الحضاري والاقتصادي وحرصها على الحد من التلوث البيئي ووسيلة فنية رفيعة. في المملكة يوجد عديد من الحدائق النباتية أكثرها مرتبط بالجامعات، ومما يفرح ويسعد سكان المملكة ما تضمنته رؤية 2030 من الاهتمام بجودة الحياة، فحديقة الملك سلمان التي تنشأ الآن في العاصمة الرياض وتقع على مساحة تزيد على 16 كيلومترا مربعا تعد نموذجا رائعا. الحدائق النباتية أصبحت الآن بحق ضرورة من ضروريات الحياة ورابطا قويا يربط الإنسان بالبيئة وينقله من عالم المادة إلى عوالم الأنس والانشراح.