اعتراف صيني نادر .. نصف مليون إصابة بكورونا يوميا في مدينة واحدة
قال مسؤول صحي صيني كبير أن نصف مليون إصابة بكوفيد تسجل يوميا في مدينة تسينجتاو وحدها، في اعتراف نادر بأن الإحصاءات الرسمية لا تعكس واقع حجم الانتشار الجديد للوباء، كما ورد في مقال طالته الرقابة بسرعة. مع تزايد استياء السكان، تخلت الصين مطلع الشهر الجاري عن الركائز الأساسية لسياسة "صفر كوفيد" لاحتواء الوباء، وألغت إجراءات الإغلاق والفحوص والحجر وقيود السفر التي تؤثر كلها في الاقتصاد الصيني. ومنذ ذلك الحين، تفشى الوباء في الصين، وترك جزء كبير من السكان لتدبر أمورهم بأنفسهم، بينما تواجه الأسواق نقصا في أدوية خفض الحرارة والاختبارات الذاتية بسبب تزايد الطلب.
وبحسب "الفرنسية"، تكافح المدن في جميع أنحاء الصين للحد من ارتفاع الإصابات الذي أدى إلى إفراغ رفوف الصيدليات وامتلاء غرف المستشفيات. لكن إلغاء الفحوص الإلزامية جعل من شبه المستحيل تقدير أعداد الإصابات، بينما غيرت السلطات منهجها في إحصاء الوفيات. وباتت حصيلة الوفيات لا تشمل سوى الأشخاص الذين ماتوا بسبب فشل الجهاز التنفسي المرتبط بكوفيد - 19 مباشرة. ويرى خبراء أن هذه الخطوة تهدف إلى خفض عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا. قال بو تاو الذي نشرت تصريحاته في المقال "إن المدينة الساحلية التي يبلغ عدد سكانها نحو عشرة ملايين نسمة تشهد مرحلة انتشار سريع للعدوى قبل اقترابها من الذروة".
وأضاف المسؤول نفسه أنه "من المتوقع أن يتسارع معدل الإصابة بنسبة 10 في المائة أخرى خلال عطلة نهاية الأسبوع". وتوقعت حكومة مقاطعة جيانجشي "شرق" في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي الجمعة أن يصاب 80 في المائة من سكانها - أي نحو 36 مليون شخص - بالفيروس حتى آذار (مارس). وأضافت أن "أكثر من 18 ألف مصاب بكوفيد تم إدخالهم إلى المستشفيات الكبرى في المقاطعة في الأسبوعين الأخيرين، بما في ذلك نحو 500 حالة خطيرة، لكن لم تسجل وفيات". ويبدو، حسب مؤشرات، أن البنية التحتية ما زالت تحت ضغط مع اقتراب عطلة نهاية الأسبوع، بينما حذر بعض مسؤولي الصحة في المناطق من أن "الأسوأ قادم".
وقالت سلطات دونجوان في جنوب البلاد الجمعة "إن التوقعات تشير إلى أن عدد الإصابات الجديدة قد يبلغ 300 ألف يوميا"، موضحة أن وتيرة انتشار الفيروس تزداد تسارعا. وقال مكتب الصحة في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 10,5 مليون نسمة في بيان "إن عددا من البنى التحتية الطبية والموظفين يواجهون صعوبات كبيرة وضغطا هائلا غير مسبوق". ونشر المكتب تسجيلات فيديو يظهر فيها مرضى موصولون بأمصال وريدية يصطفون خارج عيادة، أو طبيب ينام على مكتبه بعد أن عمل عدة أيام متتالية.