الأسهم السعودية تختبر نفسها في الرمق الأخير من الربع الثاني

الأسهم السعودية تختبر نفسها في الرمق الأخير من الربع الثاني

تخوض سوق الأسهم السعودية في الرمق الأخير من الربع الثاني خلال العام الحالي، بعد أسبوع منيت فيه بخسائر وصفها مراقبون بـ''غير المتوقعة''.
وهنا يؤكد الدكتور حمد التويجري ـ محلل اقتصادي ـ أن ''الوضع (بشأن تحرك مؤشر سوق الأسهم السعودية) غامض'' في الوقت الحالي، معتبرا في الوقت ذاته أن ضعف الإفصاح في القطاع المصرفي المحلي ''يجعل من الصعب التوقع بما يحدث''.
وكانت سوق الأسهم قد تعرضت الأسبوع الماضي لخسائر حادة و''غير متوقعة'' ـ بحسب تقرير أصدرته مجموعة كسب المالية ونشرته ''الاقتصادية'' أمس ـ، وانخفض المؤشر العام 6 في المائة مقارنة بإغلاق الأسبوع قبل الماضي فاقداً أكثر من 380 نقطة.
هنا يؤكد الدكتور حمد التويجري أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك سعود، أن سوق الأسهم السعودية ''تخضع لتوجهات'' كبار المضاربين، معتبرا أن تلك الشريحة من المضاربين تشكل ''الوزن الأكبر'' في الثقل المؤثر على توجه المؤشر العام في السوق، وأن ''هناك محافظ ربحت خلال الفترة القصيرة الماضية أكثر من 500 في المائة بسبب كثرة موجات الهبوط والصعود'' في مؤشرات سوق الأسهم السعودية.
وإضافة إلى ذلك، يرى التويجرى أن ''الوضع الآن (بالنسبة إلى الاقتصاد العالمي) فيه غموض''، مشيرا إلى أن تقريرا حديثا صدر عن البنك الدولي أعطى مؤشرا على أن الأزمة ستستمر أكثر من المتوقع''، مرجحا أن ''يؤثر'' هذا الأمر في سوق الأسهم السعودية ''لأننا بعد أكتوبر... سوقنا أصبحت حساسة جدا.. المؤشر العام بات مرتبطا بصورة أقوى بالأسواق العالمية... أصبح المتداولون (في السوق المحلية) يتساؤلون عن إغلاقات الأسواق الأمريكية''.
وقال تقرير للبنك الدولي إنه يتوقع أن يسجل الاقتصاد العالمي انكماشا بنسبة 2.9 في المائة خلال عام 2009 أي أعلى من تقديراته السابقة التي أصدرها في شهر آذار (مارس) الماضي التي كانت تشير إلى انكماش بنسبة 1.7 في المائة.
وقبل أسبوعين، تباينت توقعات ثلاث مؤسسات دولية بشأن الاقتصاد العالمي حيث رفع صندوق النقد الدولي تقديراته للنمو، فيما خفض البنك الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي، أما منظمة التجارة العالمية فإنها لا ترى إشارات إيجابية في الوقت الراهن.
وتسود تباينات لافتة في أوساط صندوق النقد الدولي بخصوص التوقعات المتعلقة بمستقبل نمو الاقتصاد العالمي، إذ رجح جون لبيسكي المساعد الأول لصندوق النقد الدولي الأسبوع الماضي، أن يراجع الصندوق تنبؤاته بشأن النمو الاقتصادي لعام 2010 في اتجاه التحسن، مع وجود دلائل على تراجع الانكماش الاقتصادي. لكنه عاد ليحذر من أن المبكر ''إعلان الانتصار'' مع بقاء الأوضاع المالية بعيدة عن الوضع الطبيعي والاقتصاد العالمي في حالة ركود.
يذكر أن صندوق النقد الدولي يسعى لتعديل تنبؤاته بشأن الاقتصاد العالمي في السابع من تموز (يوليو) المقبل في واشنطن.
وفي تنبؤاته السابقة في نيسان (أبريل) الماضي، أشار الصندوق إلى أن الاقتصاد العالمي سيعاني انكماشا بنسبة 1.3 في المائة خلال العام الجاري، وهو أسوأ تراجع منذ الحرب العالمية الثانية.
ومن ثم تراجع الصندوق للقول إن الاقتصاد العالمي سينمو 1.9 في المائة خلال العام المقبل.
وأبدى التويجري، وهو الرئيس التنفيذي للشركة العربية لأعمال الأوراق المالية، عدم رضاه عن الإفصاح في القطاع المصرفي السعودية، وأنه تبعا لذلك فإن ''النتائج ليست معلومة، يصعب التكهن بها... نرى تطمينات، لكن بنوكنا لا تتحدث''، مستهجنا أن ''هناك بنوكا خليجية تحدثت عن ديون لها على شركات سعودية... هل يعقل أنه لا توجد بنوك سعودية دائنة لتلك الشركات، هذا أمر يصعب تصديقه''.
وتتوافق رؤية التويجري مع تقرير أصدرته مجموعة كسب المالية وبيت الاستثمار العالمي (جلوبل) ونشرتهما ''الاقتصادية'' أمس الجمعة، إذ أكدت كسب أن التراجعات السعرية في المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية ''تؤكد العلاقة ما بين التحركات في الأسواق العالمية والسوق المحلية''، في حين رأت ''جلوبل'' أن السوق السعودية تأثرت سلبا بتراجع الأسهم الأوروبية والأمريكية في مطلع الأسبوع، إضافة إلى التراجع المتواصل الذي شهدته أسعار النفط في أعقاب نشر تقرير متشائم أصدره البنك الدولي الإثنين الماضي حول توقعاته للاقتصاد العالمي خلال عام 2009 الذي جاء مغايرا لآمال المستثمرين الذين كانوا يتوقعون عودة الانتعاش بنهاية العام الحالي.
وشهدت أحجام التعاملات في سوق الأسهم السعودية انخفاضاً ملحوظاً خلال جلسات الأسبوع، إذ بلغ متوسط قيمة التعاملات اليومية لهذا الأسبوع 6.2 مليار ريال مقارنة بمتوسط قيمته 7.3 مليار ريال للأسبوع الماضي. كما واجه عديد من أسهم الشركات التي ارتفعت خلال الفترة الماضية انخفاضات أكثر حدة من غيرها مما يعني اقتناع مالكي تلك الأسهم بارتفاع أسعارها وجني أرباحها بأسرع وقت.
ولاحظ مراقبون تسارع وتيرة المضاربات في السوق المحلية، وبخاصة على أسهم الشركات الصغيرة ''كمحاولة لاستغلال التذبذبات الحادة لتحقيق أرباح ذات مخاطر مرتفعة''.

الأكثر قراءة