جبنة «الروكفورد» في خطر .. تآكل حرفة يبلغ عمرها قرونا

جبنة «الروكفورد» في خطر .. تآكل حرفة يبلغ عمرها قرونا
الشركة العالمية للألبان تنتج 52 في المائة من إجمالي إنتاج الروكفور.

باتت شركات الصناعات الغذائية الكبرى في فرنسا تهيمن على إنتاج الروكفورد على حساب المنتجين المستقلين الذين لم يبق منهم سوى قلة، ويرى البعض في ابتلاع الشركات الكبرى هذا القطاع خطرا على نوعية هذه الجبنة التي تكمن قيمتها في كونها تصنع بطريقة تقليدية وحرفية.
ووسط خرافة، يبدي كريستيان كروس أسفه لما يصفه بتآكل حرفة يبلغ عمرها قرونا عدة. فالروكفورد التي تخضع للإنضاج في أقبية قديمة في مقاطعة أفيرون في جنوب فرنسا، هو أول نوع من الأجبان حصل على تسمية المنشأ المحمية عام 1925، أي: قبل نحو قرن.
وبحسب "الفرنسية"، يقول كروس (56 عاما) الذي يعيش في سان-روم-دو-سيرنون، بالقرب من روكفور-سور-سولزون، حيث يتم إنضاج قوالب الروكفورد "عندما كنت في العاشرة، كان عدد المزارع نحو أربعة آلاف، واليوم تبلغ 1300".
على جدار المبنى الزراعي الذي يملكه كروس، وضع شعار "أيتها الشركة لن تنالي مني"، في إشارة إلى أغنية لرونو وإلى شرطة "سوسييتيه ديه كاف" التابعة لشركة "لاكتاليس"، المؤسسة الصناعية الرئيسة في هذا القطاع.
ويتولى كريستيان كروس الذي يملك قطيعا يضم 380 رأسا تمثيل اتحاد الفلاحين داخل الاتحاد العام للروكفور الذي يضم منتجي الحليب والشركات السبع المصنعة، وهي ثلاث صناعية وأربع مستقلة.
ويوضح كروس أن "أسعار الحليب تراجعت" فيما انخفض عدد المنتجين "منذ أن اشترت "لاكتاليس" شركة "سوسييتيه ديه كاف" عام 1992.
أما سيباستيان فينييت الأمين العام للاتحاد العام للروكفور فيلاحظ "تفتتا في الاستهلاك منذ أعوام"، بمعدل 1 في المائة سنويا، وهو انخفاض يعادل ذلك الذي تشهده المزارع المخصصة للروكفورد. أما الشركة العالمية للألبان التي تشير أنها تنتج "52 في المائة من إجمالي إنتاج الروكفورد البالغ 15.885 طن"، فتؤكد أنها "زادت بشكل كبير" من سعر الحليب في أكتوبر.
وتفيد المجموعة التي يبلغ حجم مبيعاتها 22 مليار يورو، من بينها 120 مليونا متأتية من الروكفورد، بأنها توفر خمسة آلاف وظيفة مباشرة وغير مباشرة في المنطقة.
وللشركة تاليا وزن كبير خصوصا في روكفورد- سور- سولزون حيث تمتلك "لاكتاليس" 80 في المائة من المباني والأرض، بما في ذلك أغلب الأقبية والكهوف الطبيعية الكبيرة التي تصطف على رفوفها الخشبية قوالب الروكفورد من أجل إنضاجه بطريقة لا مثيل لها.
ويرى أوج مودر المدير العام في "لاكتاليس" أن المجموعة تؤدي "دور قاطرة" في هذا القطاع، مشيرا إلى أنه "في وضع سلبي قليلا". ويقول "يتمثل المحور الأول لعملنا في تثبيت حجم الإنتاج، وبمجرد استقراره، سيتعين علينا الشروع في النمو مجددا".
أما فيرونيك ريشيه لوروج، رئيسة ومؤسسة جمعية "فروماج دي تيروار"، فترى أن وجود جهات من هذا النوع في مثل هذا القطاع النموذجي "ضار".
وتلاحظ أن "الأجبان الصناعية تمثل 90 في المائة من مجمل الأجبان الفرنسية. وتضيف "في مجال تسميات المنشأ المحمية، التي يمكن مقارنتها بقطعة الأزياء الراقية "هوت كوتور"، ينبغي الحد من وجود الشركات العالمية لتمكين القطاع بأن يزدهر بطريقة متناغمة".
أما فنسان كومب، رئيس شركة "كومب" التي تنتج بطريقة حرفية 180 طنا سنويا من الروكفورد من ماركة "فيو بيرجيه"، فيرى أن "لكل موقعه، وأسواقه، وجودته".
ويشرح قائلا "نحن نحترم المواصفات، لكننا نضع قيودا أخرى على أنفسنا للحصول على منتج متميز".

الأكثر قراءة