عافت .. يخذلونك فتعذرهم لله درك!
لله در هذا الرجل الشهم الملقى على سرير المرض - أقصد عافت - صاحبنا الذي تحدثنا الأسبوع الماضي عن حاله بعد رفض إدارة الأحوال في حائل إصدار بطاقة جديدة إلا بحضوره شخصيا رغم أنه على سرير المرض في المنزل، مما أدى إلى تجميد حساباته وتعطيل كثير من أموره. هذا الرجل الذي قاوم الفشل الكلوي وهشاشة العظام، قال رغم التقصير الواضح في حقه إنه "يعذر الأحوال" بعد أن قالوا "لمرساله" إنه لا يوجد أجهزة تصوير متنقلة، ويمكن استدعاؤه خلال شهور الصيف في حال توافر الإمكانات. هكذا ببساطته وطهارته لم يتبرم ولم "يولول"، بل قال في مكالمة هاتفية جرت البارحة الأولى وسرقت النوم من عيني "أعانهم الله يا ولدي .. قالوا لي غيرك كثير، نصبر ونشوف". هكذا يأخذهم على محمل الخير، ويبحث لهم عن الأعذار، بينما هم صامتون.
طبعا في الصيف ستضيق ساحات الأحوال المدنية في كل المناطق بالمراجعين من الشباب الذين سيستخرجون بطاقات جديدة، على اعتبار أن هذا هو موسمهم، وهكذا ستنسى قضية عافت وأمثاله، ويتحول وعد الصيف إلى سراب.
لكن دعوني أقول لكم، إن عافت زف في مكالمته التي حقنت في عروقي مزيدا من الحياة، البشرى بأن البنوك التي يتعامل معها – ولله الحمد – تجاوبت مع قضيته وأعطته مهلة لتعديل الوضع حتى لا يتعرض لمزيد من التعطل على صعيد أموره المالية. طبعا هي بنك أو بنكان لصرف مساعدات الضمان الاجتماعي أو معاش التقاعد القليل ولا شيء غيرها.
في تقديري أن القضية ليست قضية عافت وحده، بل ربما هناك العشرات في المناطق يعانون المشكلة ذاتها، ويحتاجون إلى أن توفر لهم الأحوال المدنية بشكل عاجل أجهزة متنقلة.
أدعو معي ليشفي الله عافت وجميع المسلمين، ويكتب لهم الأجر والعافية، وأن يجزيهم عن صبرهم على المرض وعلى تقصيرنا المثوبة، وأن يقيض لهم من يفرج كربهم ووييسر لهم أمورهم .. آمين.