جــارة الحــــرّة

تدخلت القيادة، كعادتها، لتحل مشكلة القصور في "النوائي"! فمن تسكين وإعاشة وعلاج.. إلى طمأنة!!
وفي العيص بسطاء لم تعرف الصحافة كيف تكتبهم؟ وكانت الصورة أصدق من كل قلم تقريباً، ولنا هنا أن نعود للوراء شكراً.. للحسن بن الهيثم على ما أعتقد! فحالات إنسانية كتلك التي في العيص لا يرصدها حتى أدب الرحلات، بقدراته القائمة، بل يحتاج إلى جهد أشبه بذاك الذي بذله المستشرقون في القرن التاسع عشر من تدوين حياتنا وأدق تفاصيلها بالرسم والتصوير اليدوي، وما كان ليجاري خلود أعمالهم أحد بتدوين مباشر.. وحفنة من مفردات!
هل سيثور البركان أم لا؟
الجواب دفين في جوف "حرّة"! وأبت الحرَّة أن تجيب منذ ألف عام.. ولا أحسب الحرَّات ستجيب اليوم نزولاً عند قراءاتنا!!
تم إبعاد السكان.. (جيّد)!
تم إيوائهم... (رائع)!
إذا ما حاجتنا إلى جلد الذات الآن؟
لو تساءلنا وقلنا: ما الذي منع أمريكا بعظمتها من أن ترد "كاترينا"؟
إنها الطبيعة يا إعلامنا!
ولو جير نصف الوقت الذي خصصناه للنحيب للخروج بالوثائقيات عن المكان والإنسان لكان الدرب أنور للمسؤول في مستقبل المنطقة، وهل ستظل مقاماً صالحاً لبسطاء جاوروا الحرّات.. ولونوها بشجاعة القانعين!
أسألكم بالله...
من منا قادر على مجاورة بركان؟
من منا قادر على امتصاص غضبه ألف عام؟!
من منا يمر بهيبة مارد نائم في غدوه ورواحه ألف مرة؟!!
كم واحد منا يشتم رائحة احتمال ثورة الكامن من حمم مع كل ما تيسر من طعام؟!!!
كثيراً ما نتذكر سطوتنا.. وننسى أن الإنسان والأرض عندنا أكثر من مجرد مساحة، فنحن صحراء حيناً، وواد حيناً، وسيل حيناً، وزرع حيناً، وجبال في أحيان.. و"نورة" التي كانت تسلي نهارها بالنظر إلى الحرّة..
رأت مبكراً أن الأرض "قِــبـــلة"!

أعود وأقول..
في العيص يا سيدي.. بسطاء ، وعظمة هؤلاء تكمن في طهرهم من ذعرنا.. فقد جاوروا البركان.. وروّضوه، وجل ما كان يهمهم هو مدرسة، ومشفى، وشيء من كهرباء!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي