أخبار

موسكو تكثف ضغطها على دونباس .. وكييف تأمر كتيبة آزوف بإلقاء السلاح

موسكو تكثف ضغطها على دونباس .. وكييف تأمر كتيبة آزوف بإلقاء السلاح

أوكرانية تقف بجانب منزلها المدمر في قرية فيليكا كوسترومكا."أ.ب"

أعلن قائد كتيبة آزوف الأوكرانية، الذي لا يزال متحصنا مع عدد غير معلوم من الجنود في مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول، أمس، أنهم تلقوا أمرا من كييف بإلقاء الأسلحة لإنقاذ حياة العسكريين، في وقت تكثف موسكو ضغطها على دونباس التي حولتها إلى "جحيم"، بحسب كييف.
وقال القائد دينيس بروكوبينكو الذي يربط ذراعه اليمنى، في فيديو عبر تيليجرام من مكان يبدو أنه ملجأ تحت الأرض، إن "القيادة العسكرية العليا أعطت أمرا بإنقاذ حياة الجنود ... والتوقف عن الدفاع عن المدينة"، بحسب "الفرنسية".
وبعد عملية إجلاء مدنيين ثم مئات الجنود الأوكرانيين أصبحوا بحكم الأمر الواقع أسرى لدى الروس، أشار بروكوبينكو إلى أن "العملية مستمرة" لإجلاء جثث عسكريين.
وكتيبة آزوف هي وحدة نخبة أسسها قوميون أوكرانيون وشاركت في الدفاع عن مصنع آزوفستال خصوصا إلى جانب وحدة من مشاة البحرية.
وكان المجمع الصناعي الضخم مع دهاليز تحت الأرض حفرت في الحقبة السوفياتية، آخر جيب للمقاومة الأوكرانية في مدينة ماريوبول الساحلية المطلة على بحر آزوف التي تعرضت لقصف روسي مركز.
وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أن 1908 جنود أوكرانيين متحصنين في مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول استسلموا منذ الإثنين الماضي و"جعلوا أنفسهم أسرى" لدى القوات الروسية.
وسبق أن نشرت موسكو صورا تظهر مجموعات رجال يرتدون زيا قتاليا، بعضهم على عكازات وبعضهم مضمد، يخرجون من المصنع، بعد معركة طويلة أصبحت رمزا للمقاومة الأوكرانية.
وبحسب كييف، دمر 90 في المائة من هذه المدينة وقتل فيها ما لا يقل عن 20 ألف شخص.
ولم تتحدث كييف عن استسلام في آزوفستال. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء الخميس الماضي، "أقوم بكل ما يمكن لكي تكون القوات الدولية الأكثر تأثيرا على علم بما يجري، ومنخرطة قدر الإمكان في إنقاذ أبطالنا".
وترغب أوكرانيا في تنظيم عملية تبادل أسرى غير أن روسيا أبلغت أنها تعد قسما منهم على الأقل مقاتلين من "النازيين الجدد" وليسوا جنودا.
وبعد فشلها في السيطرة على كييف وخاركيف ثاني مدن أوكرانيا (شمال شرق)، تركز روسيا جهودها العسكرية في شرق البلاد وجنوبها. وتسعى موسكو خصوصا إلى سيطرة كاملة على دونباس التي تخضع جزئيا لسيطرة انفصاليين روس منذ 2014. وأكد وزير الدفاع الروسي، أمس، أن السيطرة الكاملة على لوغانسك (شرق) التي تشكل مع دونيتسك منطقة دونباس، باتت شبه منجزة. من جانبها، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية، إن الجيش الروسي "كثف هجماته ومحاولات الهجوم" في دونباس، التي تم صدها كلها، وقصف "كامل خط الجبهة".
وكان الرئيس الأوكراني قال، "إنه الجحيم" في دونباس "وهذه ليست مبالغة". وأشارت دوائره صباح أمس إلى عمليات قصف على محور يبدأ في شمال شرق البلاد ويصل إلى جنوبها.
وتسببت ضربات روسية في سقوط 12 قتيلا و40 جريحا الخميس في سيفيرودونيتسك في منطقة لوغانسك (شرق)، وفقا لسيرغيه غايداي الحاكم المحلي الذي قال، إن القسم الأكبر من القصف أصاب مباني سكنية وإن الحصيلة قد ترتفع.
بحسب السلطات الأوكرانية، لا يزال 15 ألف شخص يعيشون في ملاجئ في سيفيرودونيتسك التي دمرتها القنابل.
وأفاد فريق لوكالة فرانس برس موجود في المكان، أن هذه المدينة الصناعية تحولت منذ أيام إلى ساحة معركة وترزح تحت وطأة نيران المدفعية.
وتشكل سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك آخر جيب للمقاومة الأوكرانية في منطقة لوغانسك. ويحاصر الروس حاليا هاتين المنطقتين اللتين يفصل بينهما نهر، ويقصفونهما دون توقف لإنهاك المقاومة ومنع وصول تعزيزات.
وصرحت وزارة الدفاع الأوكرانية أن "العدو شن محاولات هجوم باتجاه سيفيرودونيتسك، لم تنجح وأرغم على الانسحاب"، مشيرة إلى "معارك قرب توشكيفكا" الواقعة على بعد 40 كيلو مترا جنوبا. وقالت الرئاسة الأوكرانية إن "عملية إجلاء السكان مستمرة".
ووافق الكونجرس الأمريكي على رزمة مساعدة ضخمة لأوكرانيا بقيمة 40 مليار دولار لدعم جهودها العسكرية في مواجهة روسيا، في وقت بدأ وزراء مال مجموعة السبع بمناقشة المبالغ التي يمكن لكل دولة تقديمها لكييف. ويفترض أن تسمح رزمة المساعدات الأمريكية الجديدة لأوكرانيا بالتزود خصوصا بآليات مصفحة وتعزيز دفاعها الجوي.
على خط مواز، تعهدت مجموعة السبع بتقديم 19.8 مليار دولار "بهدف مساعدة أوكرانيا في سد عجزها المالي". إلا أن ألمانيا أعلنت أنها لا تؤيد فكرة الحصول على قرض أوروبي مشترك لتمويل إعادة إعمار أوكرانيا.
ووصف سيرجي شويجو وزير الدفاع الروسي، انضمام فنلندا والسويد لحلف شمال الأطلسي "ناتو" بالتهديد لروسيا، وأعلن خططا لبناء قواعد عسكرية جديدة للتصدي لهذا الخطر.
وقال شويجو في اجتماع وزاري أمس إن الموقف على الحدود الغربية لروسيا يتسم بالخطورة العسكرية المتزايدة، وجاء تصريحه بعد أن تقدمت الدولتان الواقعتان في شمال أوروبا إلى حلف الناتو.
وأضاف شويجو أن التوترات في المنطقة الروسية الدفاعية الغربية تزداد بشدة، وأعلن خططا لبناء 12 قاعدة عسكرية جديدة هناك بحلول نهاية العام الجاري.
وتابع وزير الدفاع قائلا، "في ذات الوقت، تزيد الولايات المتحدة وحلف الناتو من مستوى تجهيزاتهما العملياتية والعسكرية على حدودنا".
كما شكا من مناورة جديدة أجرتها دول حلف الناتو على حدود روسيا، في إشارة إلى مناورات "ديفندر يوروب 2022".
واتهم شويجو الولايات المتحدة بزيادة عدد الرحلات التي تقوم بها قاذفات القنابل الاستراتيجية بدرجة كبيرة في أوروبا في الأعوام القليلة الماضية، من 15 إلى 45 رحلة سنويا. وأضاف شويجو، أن السفن الحربية الأمريكية المسلحة بصواريخ بات يتم مشاهدتها بصورة أكبر في بحر البلطيق، موضحا أن روسيا تحرز تقدما في أوكرانيا وأن الجيش سيتم تسليحه قريبا بطائرات مسيرة استراتيجية يمكنها توفير الإنفاق على الأفراد والاستطلاع والذخيرة.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار