المحادثات الروسية - الأوكرانية تصل إلى طريق مسدود .. اتهام الغرب بتأجيج الصراع
واجهت محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا أمس، عقبات في الوقت الذي ضاعفت روسيا من أهدافها من السيطرة على ماريوبول، المدينة المحاصرة جنوبي أوكرانيا.
وقال الجانبان: إن هناك صعوبات في المفاوضات من أجل إنهاء الحرب، التي بدأت قبل شهر تقريبا عندما بدأت روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
ووصلت المحادثات بين الطرفين إلى طريق مسدود، حيث أكد ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يمثل كييف في المحادثات، أن "المفاوضات صعبة للغاية".
ونقلت وسائل إعلام محلية عنه قوله: إن "الجانب الأوكراني يتخذ مواقف واضحة وجوهرية".
وأشارت موسكو إلى وجود رياح معاكسة، وألقت باللوم على الولايات المتحدة بسبب تأثيرها في كييف.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله: "من الصعب التخلص من الشعور بأنهم في أوكرانيا يمسكون بأيدي زملائهم في الولايات المتحدة".
واتهم الغرب بالرغبة في تأجيج الصراع من أجل الاستفادة من توصيل الأسلحة إلى دولة حليفة.
وأقرت روسيا بشكل واضح على نحو غير معتاد بأن من بين أهداف عمليتها العسكرية في أوكرانيا السيطرة على مدينة ماريوبول الساحلية الأوكرانية، التي لا يزال بها ما يقدر بنحو 100 ألف إلى 150 ألفا من المدنيين بعد أسابيع من القتال العنيف.
وقال كيريل ستيبانوف نائب مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين للمنطقة الفيدرالية الجنوبية في روسيا: إن السيطرة على ماريوبول ستحقق ربطا بريا آمنا مع شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا.
وأضاف لوكالة "ريا نوفوستي" الروسية، أنه بمجرد سيطرة القوات الروسية على طريق "إم 14" سيصبح هناك ممر نقل يربط بين شبه جزيرة القرم وبين منطقتي دونيتسك ولوهانسك.
ويسيطر الانفصاليون المدعومون من روسيا على كثير من مناطق دونيتسك ولوهانسك، وتمكنوا من توسيع مناطق سيطرتهم منذ بدء التدخل الروسي.
واتهم عمدة كييف فيتالي كليتشكو، خلال مؤتمر عبر الفيديو مع مسؤولي مدينة ميونخ، روسيا بارتكاب "إبادة جماعية" في أوكرانيا.
وقال كليتشكو للمسؤولين من ميونخ، وهي مدينة شقيقة للعاصمة الأوكرانية ، "إنهم يدمرون السكان المدنيين. إنهم يدمرون بلادنا". مضيفا أن القنابل الروسية تقتل كل شيء في دائرة نصف قطرها 500 متر.
بدورها، قالت وزارة الدفاع الروسية في موسكو: إن الهجمات الصاروخية الروسية قامت بتدمير مخبأ للمعدات العسكرية بالقرب من مدينة روفنو، إضافة إلى منصتين لإطلاق الصواريخ بالقرب من كييف.
وأوضح إيجور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع، أن الهجوم بالقرب من روفنو قضى على أسلحة وتكنولوجيا عسكرية، من بينها ما تم الحصول عليه من الغرب. كما نشرت الوزارة مقاطع فيديو لصواريخ يتم إطلاقها.
من ناحية أخرى، أسقطت القوات الروسية مروحية من طراز سو 24- وعدة طائرات مسيرة أوكرانية. وقال كوناشينكوف: إنه تم تدمير 100 هدف عسكري أمس. ولم يتسن التأكد من أي من هذه التقارير بصورة مستقلة
من جهتها، أعلنت القوات المسلحة الأوكرانية أنها تحافظ على مواقعها في المعارك أمام القوات الروسية، بعد نحو شهر من بدء العمليات العسكرية.
وأوضحت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، أن التقدم الروسي توقف على عدة جبهات، على سبيل المثال بالقرب من سلوفيانسك في منطقة دونيتسك جنوب شرقي البلاد.
وللمرة الأولى ظهرت مؤشرات، بحسب "الفرنسية" على انتقال القوات الأوكرانية إلى الهجوم مع استعادتها بلدة قريبة من كييف وشنها هجمات على القوات الروسية في جنوب البلاد.
في مدينة ميكولايف الجنوبية، أحد حصون القتال في جنوب البلاد، قال الأهالي: إنهم مصممون على البقاء في المدينة رغم القصف المتواصل.
وخلال مراسم دفن الجندي إيجور دوندوكوف (46 عاما) بكى شقيقه سيرجي لدى تقبيله وجه شقيقه.
وقال سيرجي: "دعمنا التزامه بالدفاع عن وطننا" مضيفا "هذه أرضنا، نحن نعيش هنا، إلى أين نهرب؟ ترعرعنا هنا".
في العاصمة كييف انتهى في وقت مبكر أمس حظر تجول استمر 35 ساعة بعد أن دمرت الضربات الجوية مركز ريتروفيل التجاري الضخم موقعة ثمانية قتلى على الأقل.
وقالت روسيا: إن مركز التسوق كان يستخدم مستودعا لمنظومات صواريخ وذخائر.
وأورد المحامي ماكسيم كوستيتسكي (29 عاما) أن الأهالي استغلوا حظر التجول لتجميع صفوفهم.