شركات الأدوية بين الرضا والسخط

"ولم أقض حق العلم إن كان كلما
بدا طمع صيرته لي سلما
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم
ولو عظموه في النفوس لعظما"
القاضي الجرجاني

تتميز العلوم بالتجديد والتغيير والتطوير، وما كان صوابا في زمن مضى، فليس من الضرورة أن يبقى كذلك مع تقادم الزمن.
ولذا يعكف المختصون في العلوم على مساءلة واقعهم، والسعي إلى تطويره، وإيجاد نجاحات أفضل في جوانب شتى.
وهذا ما حدث في الطب، حيث تلاشت عديد من العقاقير والجراحات، وحل مكانها غيرها بفاعلية أعلى ومضاعفات أقل.
وعادة ما تنفق شركات الأدوية أموالا طائلة على أبحاثها، وبنجاحات متفاوتة، فتعوض بالدواء الناجح تكلفة أبحاثها وتحظى بمكاسبها.
ويصعب عادة على الحكومات وهي المعنية بشؤون شتى أن تغدق الأموال على الأبحاث الطبية مثلا ومن ثم ارتقاب نتائجها بعد عشرات الأعوام.
ولذا تتعاون الجامعات ومراكز الأبحاث مع شركات الأدوية مع التزامها بتسجيل وتدقيق نتائج هذه الأبحاث ومخرجاتها وتوافقها مع أخلاقيات البحث العلمي، وكذلك تطلب المجلات العلمية ذكر المركز أو الشركة الداعمة للبحث عند نشره.
ومن المتعارف عليه أيضا كواجب أخلاقي على شركات الأدوية أن تقوم بتعزيز العملية التعليمية في المجتمع ودعم المؤتمرات والدورات التدريبية.
وبين فينة وأخرى نسمع اعتراضا وتشكيكا ونشرا لممارسات خاطئة من بعض شركات الأدوية، وهذا موجود كغيره من المجالات، إلا إنه ليس الغالب وليس الطابع العام، ولعل من الأجدى أن تشعل شموع التعاون بين الجامعات والباحثين المرموقين مع الشركات الداعمة للخروج بأبحاث رصينة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي