استمرار المحادثات الروسية - الأوكرانية .. ولا سلام بعد

قال الكرملين أمس إن روسيا تبذل جهدا جبارا في المحادثات بشأن اتفاق سلام محتمل مع أوكرانيا، يمكن أن يوقف بسرعة العملية العسكرية الروسية هناك.
وأوضح دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، أن الوفد الروسي "يبذل جهودا جبارة ويظهر استعدادا أكبر من الجانب الآخر"، مضيفا "الموافقة على وثيقة السلام والالتزام بجميع عناصرها وتنفيذها يمكن أن يوقف ما يحدث بسرعة كبيرة".
وردا على سؤال حول تقرير لصحيفة "فاينانشال تايمز" بأن أوكرانيا وروسيا أحرزتا تقدما كبيرا في خطة سلام مؤقتة، قال بيسكوف: "هذا ليس صحيحا، هناك عناصر صحيحة، لكن التقرير بشكل عام غير صحيح".
وأضاف أن الكرملين سيعلن تحقيق تقدم عندما تكون هناك حاجة لذلك.
وقال بيسكوف: إن مزاعم الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن الرئيس فلاديمير بوتين مجرم حرب غير مقبولة، وإن الولايات المتحدة ليس لها الحق في وعظ روسيا بعد مشاركتها في كثير من الصراعات.
وأعلنت سلطات مدينة ماريوبول الأوكرانية التي تحاصرها القوات الروسية إجلاء 30 ألف شخص في غضون أسبوع، مضيفة أنها لا تزال تجهل حصيلة قصف مسرح لجأ إليه مدنيون أمس الأول.
وأفادت بلدية المدينة بأن الوضع "حرج" مع قصف روسي "متواصل" ودمار "هائل". وأضافت "تفيد التقديرات الأولية بأن 80 في المائة من مساكن المدينة دمرت".
من جانب آخر، قال بن والاس وزير الدفاع البريطاني خلال زيارة إلى وارسو أمس، إن بريطانيا ستنشر نظامها الصاروخي سكاي سيبر في بولندا في الوقت الذي يتحرك فيه حلف شمال الأطلسي لتعزيز الأمن في جناحه الشرقي في ظل التدخل الروسي في أوكرانيا.
وقالت بريطانيا في وقت سابق: إن نظام الدفاع الصاروخي قادر على إصابة أجسام في حجم كرة التنس تتحرك بسرعة الصوت.
وأضاف والاس في مؤتمر صحافي "سننشر منظومة صواريخ سكاي سيبر متوسطة المدى المضادة للطائرات في بولندا مع نحو 100 فرد للتأكد من أننا نقف إلى جانب بولندا لحماية مجالها الجوي من أي عدوان آخر من جانب روسيا". وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون: إنه سيتم نشر النظام الصاروخي بناء على طلب من الحكومة البولندية وسيظل تحت سيطرة القوات البريطانية طوال الوقت، مضيفا "هي كما كانت دائما قدرة دفاعية بحتة نقدمها إلى بولندا وفق أسس ثنائية".
ورفض الكرملين قرار محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، الأمر الذي أصدرته لروسيا أمس الأول بوقف عملياتها العسكرية في أوكرانيا على الفور.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين: "لن نتمكن من أخذ هذا القرار في الحسبان" مؤكدا أنه ينبغي للجانبين، روسيا وأوكرانيا، الاتفاق على إمكان تنفيذه. وأوضح أنه "في هذه الحال، لا يمكن التوصل إلى أي اتفاق".
وكانت محكمة العدل الدولية قد أمرت روسيا بـ"تعليق" تدخلها في أوكرانيا، معربة عن "قلقها العميق" حيال استخدام موسكو للقوة. وصدر الحكم بناء على طلب عاجل قدمته أوكرانيا بعد أيام من بدء التدخل الروسي في 24 شباط (فبراير) الماضي. وقال بيسكوف: إن وفد موسكو إلى المحادثات مع كييف لإنهاء القتال "أظهر استعدادا أكبر بكثير من نظرائنا، للتفاوض".
من جانب آخر، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أن فرنسا ستعد روسيا مسؤولة عن أي استخدام لأسلحة كيمياوية أو بيولوجية في حرب أوكرانيا. وأضاف "إذا وقعت هجمات كيمياوية أو بيولوجية في أوكرانيا، فسنعرف من المسؤول الوحيد عنها. ستكون روسيا". وقال الوزير الفرنسي: إن