مكافآت كليات المجتمع .. تصريحك يا وزارة بيانك يا شورى!

هل يمكن تخيل طالب جامعي بدون مكافأة جامعية؟ شخصيا لا أتصور ذلك إلا إذ كان من أبناء أو بنات المقتدرين الذين يحضرون إلى الجامعة على "بانوراما" (اللهم لا حسد)، وإلا فإن الغالبية من الطلاب والطالبات يعتبرون المكافأة على "قلة مبلغها" وتـأخر صرفها لأشهر عديدة حلا لإشكالية كبيرة يمكن أن تعترض مستقبلهم أو كما يقال "نقوط حلق".
هذا ما يقوله الواقع وتؤكده الشواهد الكثيرة، ويمكن بالمرور على بعض البنوك التي تتولى صرف المكافآت معرفة مدى حاجة الناس إلى هذا المبلغ القليل. الكلام أعلاه عن تأخير المكافأة، لكن ماذا لو كان الطلاب لا يحصلون على مكافأة أصلا .. هؤلاء لا يدرسون في المرحلة المتوسطة ولا هم في الثانوية الليلية بل هم طلاب وطالبات في كليات اسمها كليات المجتمع تتبع للجامعات الرئيسية أو فروع لها.
من جانبي لا يمكن تفسير عدم حصول الطلاب على حق يحصل عليه أقرانهم، في كليات أو تخصصات أخرى، إلا إن كانت الجامعات ومن وراءها وزارة التعليم العالي لا تعتبر هذه الكليات تابعة لها. وحتى مقابل هذا العذر نتذكر أن هذه الكليات تسوق نفسها على أن مخرجاتها تتوائم مع سوق العمل .. وهنا نسأل على الأقل ألا يستحق سوق العمل (وليس الطلاب) الدعم والمؤازرة وسط الأمواج المتلاطمة من العمالة الأجنبية.
آخر تطورات هذه القضية كانت تصريحات المشرف على الشؤون المالية والإدارية في وزارة التربية التي نقلها الزميل عودة المهوس أمس وقال فيها إن الوزارة "تسعى" لاعتماد المكافأة. طبعا التصريح يبقى تصريحا، كما أن "البيان" يبقى بيانا وإلا لكان بيان مجلس الشورى الصادر في 9/4/2007 رأى النور، خاصة أن المجلس قال فيه نصا إنه " قرر صرف مكافآت مالية شهرية لطلاب كليات المجتمع أسوة بطلاب الجامعات ومؤسسات التعليم العالي الأخرى".
أتمنى ألا تكون الجامعات صدقت نفسها عندما تقول إن من يقبل على هذه الكليات هم الطلاب الذين لا تؤهلهم معدلاتهم للدخول للجامعات الرئيسية. هذا طبعا غير صحيح لأسباب منها أن كليات المجتمع تنتشر في المناطق البعيدة والمحافظات التي غالبا لا يستطيع طلابها الدراسة بعيدا عن ذويهم، فضلا عن كون طلاب هذه الأماكن من ذوي الدخل المتوسط أصلا. حتى لو كان ذلك صحيحا، فإنه لا يجيز حرمان هذه الفئة من المكافآت إن لم يكونوا هم الأشد حاجة إليها.
الطريف في الأمر إن إحدى الكليات نشرت على موقعها على الإنترنت ملاحظة تؤكد فيها أنها لا تتقاضى رسوما دراسية وتفتخر أنها مجانية، وكأنها تريد إبعاد "الشبهة" عنها .. يا كريم!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي