السوق السعودية تتمسك بـ "الأخضر".. والسيولة عند عتبات 10 مليارات ريال
سجلت سوق الأسهم السعودية ارتفاعا ضئيلا (نقطتان) في جلسة أمس ليغلق المؤشر عند 5802 نقطة، في وقت واصلت السيولة تواجدها على مقربة من حاجز عشرة مليارات ريال (9.45 مليار ريال).
وأكد محمد بن فريحان ـ محلل مالي وفني ـ أن ارتفاع مؤشر سوق الأسهم السعودية في الفترة الحالية "ليس استثناء"، لكنه رجح أن تتعرض السوق لجني أرباح "صحيحة وصحية السبت أو الأحد"، مستبعدا أن يتعرض القطاع المصرفي خلالها للتصحيح.
وكان المؤشر قد وصل في الساعة الأخيرة من الجلسة إلى أعلى نقطة له خلال التداولات أمس وهي 5890.12.
وجاء الارتفاع في جلسة أمس بدعم من البتروكيماويات بشكل عام وخاصة سهم سابك حيث وصل إلى 64.25 ريال وهو أعلى سعر له منذ أكثر من خمسة أشهر ، لكنه أخذ في التراجع في الساعة الأخيرة ساحباً معه المؤشر العام للسوق حتى دخل في الظلال الحمراء وظل يتأرجح بينها وبين الضوء الأخضر إلى أن أغلق بارتفاع طفيف عند النقطة 5802.14 كاسباً 1.85 نقطة مواصلاً بذلك ارتفاعه للجلسة الثالثة على التوالي.
وبلغت كمية التداولات 375.5 مليون سهم بتراجع 17.8 في المائة عن كمية التداولات أمس الأول والتي كانت 456.9 مليون سهم، وتم تداول أسهم أمس من خلال تنفيذ 225.3 ألف صفقة.
واعتبر ابن فريحان، وهو عضو في جمعية المحللين الفنيين، أن"الأداء الإيجابي للمؤشر أخذ إيجابيته من إعلانات البنوك (المحلية) بغض النظر عن مقارنتها بأرباح سابقة"، كما أن السوق السعودية "تشارك أسواق العالم تفاؤلها بانحسار الأزمة (المالية العالمية)... دول العالم وضعت خططا لتحفيز اقتصاداتها وشركات أمريكية وأوروبية حققت نتائج أفضل من التوقعات".
وكان محمد بن فريحان أكد في وقت سابق أن النتائج الفصلية للقطاع المصرفي أعطت ارتياحا للسوق، مشيرا إلى أن تلك النتائج أعطت انطباعا بأن القطاع "لم يتأثر سلبا بالأزمة المالية ..."، وأن القوائم المالية للشركات الأخرى "كانت مطمئنة" ("الاقتصادية" 20/4/2009).
ولفت وقتذاك إلى أن القوائم المالية الفصلية لشركات أمريكية كبرى مثل جوجل، جنرال إلكتريك، إنتل، وبنك أوف أمريكا "أعطت نوعا من الثقة عالميا بشأن أكبر اقتصاد في العالم"، قبل أن يستدرك "لكن من المهم انتظار نتائج الربع الثاني". ولاحظ أن "السيولة (في سوق الأسهم السعودية) تتجاوب إيجابيا وهو رفع متوسطها اليومي إلى خمسة مليارات ريال خلال الأسابيع الماضية"، في وقت توقع أن تستمر السيولة على منوالها الحالي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة "مع ارتفاع نسبي إيجابي".
وارتفع سهم الراجحي في جلسة أمس 0.7 في المائة ليغلق عند 71.5 ريال وبحجم تداول بلغ 4.7 مليون سهم، بينما ارتفع سابك 1.7 في المائة ليغلق عند 59.75 ريال وبحجم تداول بلغ 34.3 مليون سهم، وكذلك فقد أغلق "الاتصالات السعودية" مرتفعا 1.65 في المائة ليغلق عند 49 ريالا محققا حجم تداول بلغ 1.5 مليون سهم، وارتفع سهم سامبا بنسبة بلغت 1.28 في المائة ليغلق عند 59 ريالا وبحجم تداول بلغ 486.8 ألف سهم، بينما أغلق سهم كهرباء السعودية منخفضاً بنسبة 0.5 في المائة عند عشرة ريالات محققا حجم تداول بلغ 7.8 مليون سهم.
وهنا يؤكد ابن فريحان أنه تم خلال جلستي أمس وأمس الأول "شراء واضح على سابك من قبل الصناديق الاستثمارية مع وجود جني أرباح على معظم شركات السوق"، وبحسب ابن فريحان فقد "أدى رفع سهم سابك إلى رفع المؤشر العام، وهو ما أدى تاليا إلى عدم بث الذعر عند جني الأرباح"، وهو ما اعتبره "جني أرباح صحيا وصحيحا ومطلوبا"، معتبرا أن "ثباته (سهم سابك) فوق مستويات 50 ريالا يعتبر إيجابيا ... وبالأخص ثباته فوق 55"، وأن "الهدف المقبل لسهم سابك سيكون "فنيا بين 77 و83 ريالا فيما تبقى حتى نهاية الربع الثاني".
ولا يستبعد ابن فريحان تراجع المؤشر المحلي على المدى القصير إلى ما دون 5500 نقطة التي تشكل نقطة دعم فني ونفسي للمؤشر "وبعدها نعود إلى الموجة الصاعدة إلى ما بين 6200 و6500 نقطة".
وبينما تتزايد السيولة في سوق الأسهم السعودية فإنه توقع "استمرارها في التصاعد.. نستطيع أن نقول إن دخلنا في بداية دورة اقتصادية جديدة"، غير أنه شدد على أن "إعلانات الربع الثاني ستكون المحك الرئيسي للأسواق في العالم".
ونجت أربعة قطاعات في الإغلاق في المنطقة الخضراء بينما فشلت البقية في ذلك ويتصدر القطاعات المرتفعة قطاع البتروكيماويات مرتفعاً بنسبة 0.8 في المائة كاسباً 32.15 نقطة مواصلاً بذلك ارتفاعاته للجلسة السابعة على التوالي ومدعوماً من سهم سابك حيث ارتفع بنسبة 1.70 في المائة ليغلق عند 59.75 ريال، تلاه قطاع المصارف مرتفعاً بنسبة 0.44 في المائة كاسباً 75.33 نقطة، أما قطاع الإعلام فقد ارتفع بنسبة 0.3 في المائة كاسباً 6.17 نقطة معوضاً بذلك جزءا من خسائره في جلسة أمس.
من ناحية أخرى فقد تصدر قطاع الفنادق القطاعات المنخفضة حيث انخفض بنسبة 3.56 في المائة خاسراً 190.61 نقطة لينخفض بذلك للجلسة الثانية على التوالي، تلاه قطاع الاستثمار المتعدد منخفضاً بنسبة 1.98 في المائة خاسراً 50.59 نقطة، أما قطاع التأمين فقد انخفض بنسبة 1.82 في المائة خاسراً 18.76 نقطة.
وتصدر قطاع البتروكيماويات قطاعات السوق أمس من حيث القيم المتداولة أمس 34.92 في المائة بمقدار 3.3 مليار ريال من إجمالي الـ 9.5 مليار ريال التي حققها السوق أمس، تلاه قطاع التأمين مستحوذاً على 11.11 في المائة من إجمالي القيم المتداولة بقيمه بلغت 1.04 مليار ريال، أما قطاع المصارف فقد استحوذ على 9.57 في المائة تلاه قطاع الاستثمار الصناعي مستحوذاً على 9.20 في المائة، بينما استحوذت باقي قطاعات السوق على 35.2 في المائة من إجمالي القيم المتداولة في الجلسة.
وتصدر سهم الجبس قائمة الأسهم الأكثر ربحية بنسبة ارتفاع بلغت 4.42 في المائة عند 50.25 ريال يليه سهم الصحراء للبتروكيماويات الذي أغلق مرتفعاً بنسبة 2.16 في المائة عند 18.90 ريال بينما أغلق سهم كيان السعودية على ارتفاع بلغت نسبة 2.09 في المائة عند 12.20 ريال.
في الجهة المقابلة، احتل سهم بدجت صدارة الأسهم الأكثر خسارة متراجعا بنسبة 7.52 في المائة عند 64.5 ريال، وكذلك فقد أغلق سهم السعودية الهندية على انخفاض بنسبة 6.66 في المائة عند 56 ريالا يليه سهم الأهلي تكافل الذي ينخفض بنسبة 6.47 في المائة عند 83 ريالا.