2021 بلا رجعة
بعد ثلاثة أيام نودع 2021، الذي جاء أكثر لطافة من العام الذي سبقه، مقارنة بالتحديات ومراحل الحظر وبدايات اللقاحات التي عاشتها جميع دول العالم لأول مرة. ورغم نعومة هذا العام، إلا أن هناك دروسا من المهم ألا تفارق الرؤوس.
تظل المعاناة الاقتصادية هي الأكبر والأهم، ومع هذا هناك دول استطاعت أن تتجاوز الأزمة وتصل لمرحلة ما قبل التعافي. وهنا يأتي دور التنوع الاقتصادي وعدم الاعتماد على مصادر محددة، وقد نجحت بلادنا في تحقيق هذا الهدف، لأنه من الأساس رؤية 2030 كانت تعمل على ذلك، وهذا يحسب للرؤية في قراءة خريطة المستقبل.
وعلى صعيد العمل، فقد ظهر وبقوة مفهوم العمل من المنزل، وهذه الخطوة قد تمتد في الأعوام المقبلة حتى ولو زالت لعنة كورونا. والفائدة هنا تعود إلى الطرفين، فأصحاب المنشأة أو المؤسسة سيقللون مصاريف المبنى الكبير والأثاث ومواقف السيارات وغيرها من الاشتراطات والمتطلبات لوجود الموظفين. أما الموظف فسيرتاح من مشاوير الطريق ويصبح له مشوار آخر للمدارس، وإذا أحس بالجوع فالمطبخ قريب!
ولأن الأزمة ألزمتنا بيوتنا، فإن تصاميم المنازل في المستقبل القريب جدا جدا ستتغير لتكون بيوتا أكثر شراحة وبهجة وبنوافذ كبيرة على حساب مجالس وغرف الضيوف. شاهدنا أن المنفس شبه الوحيد كان "ملحق" البيت، أما المجالس فتحولت إلى مستودعات! هذا سيجعل المهندسين المعماريين أمام موجة تغيير سريعة مقارنة بالتصاميم الكلاسيكية وربما يسهم في تقليل تكلفة البناء.
كل أزمة تمر على العالم تقوى فيها الدول المرنة والمتهيئة لكل طارئ وجديد. بالمختصر دروس كورونا كانت مكثفة وعميقة جدا. أمنياتي لكم بعام جديد حافل بالسعادة وتحقيق الأهداف. أما عام 2021 فبلا رجعة.