"ميتا" .. عالم افتراضي يوازي الحقيقي ويحول مستقبل الإنترنت

"ميتا" .. عالم افتراضي  يوازي الحقيقي ويحول مستقبل الإنترنت
"الميتافيرس" تغير عالم التواصل الاجتماعي وتوجد بيئة جديدة للإنترنت.
"ميتا" .. عالم افتراضي  يوازي الحقيقي ويحول مستقبل الإنترنت

خلال الفترة الماضية لاقى مصطلح "ميتافيرس" انتشارا كبيرا واهتماما أكبر مما كان عليه في الماضي، خاصة بعد أن صرحت شركة Meta المعروفة باسم فيسبوك سابقا، برغبتها في التحول إلى شركة تعتمد على تقنية ميتافيرس التي تعتمد في المقام الأول على إيجاد عالم افتراضي يوازي العالم الحقيقي، يمكن أن يقوم المستخدم من خلاله بالتجول في هذا العالم والتفاعل مع الآخرين، وهو ما أعلنته الشركة التي عمدت إلى تغيير هويتها من Facebook لتصبح الشركة باسم Meta.
وخلال مؤتمر Connect التي عقدته الشركة الخميس، قال مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لشركة Meta، إن العالم الافتراضي الكامل Metaverse سيبدو كهجين بين التجارب الاجتماعية التي تحدث اليوم على الإنترنت، وقد تمتد أحيانا لتكون ثلاثية الأبعاد أو يتم إسقاطها على العالم الواقعي، ستسمح هذه التجربة للمستخدم بمشاركة تجارب فريدة مع الأشخاص الآخرين حتى عند عدم الوجود معا في الواقع، والقيام معا بأشياء لا يمكن القيام بها في العالم الواقعي. إنها مرحلة التطور التالية في مجال تقنية التواصل الاجتماعي الكبير، وتعد بداية فصل جديد في مسار شركتنا.
وتقول الشركة إن العالم الافتراضي الكامل Metaverse لا يزال بعيدا، إلا أن أجزاء منه موجودة بالفعل - بل هناك مزيد يلوح في الأفق، خلال الكلمة الرئيسة.
وبحسب المختصين، ففي المستقبل، بدلا من الجلوس أمام شاشة جهاز كمبيوتر، سيحتاج المستخدم إلى الاتصال بـ"ميتافيرس" من خلال أجهزة الواقع الافتراضي والمعزز عبر نظارة أو جهاز لكي يتمكن من دخول عالم افتراضي يربط بين مختلف أنواع البيئات الرقمية، وبخلاف الواقع الافتراضي الحالي، الذي يستخدم بالأساس في ألعاب الفيديو، فإن العالم الافتراضي الجديد قد يستخدم في أي شيء كالعمل واللعب والدراسة والالتقاء بالأصدقاء، من شأن هذه التقنية أن تغير بشكل كامل مشهد التواصل الاجتماعي والاجتماعات المرئية، حيث يمكن اعتمادها كبديل لمكاتب العمل أو للفصول الدراسية.
ويتوقع الخبراء أنه ضمن هذا العالم الجديد سيتم تحويل مواقع الإنترنت التقليدية إلى ساحات ثلاثية الأبعاد مع وجود نشاطات يمكن للزوار ممارستها، وذلك إلى جانب الرسوم ثلاثية الأبعاد والتصاميم المختلفة للشخصيات، وقد يسمح هذا العالم لكل مستخدم بإنشاء وتصميم عالمه الخاص بشكل مصغر، ولعل أول ما يمكننا استنتاجه هو أن الدخول لهذا العالم قد يتطلب منتجات وأجهزة مخصصة، مثل نظارات الواقع المعزز والافتراضي، وربما مستشعرات وأجهزة يتم تركيبها على اليد والقدم لمحاكاة الحركة.
من جانبه قال الخبير التقني عبدالله الغفيص، إن تقنية الـ"ميتافيرس" أشبه بمفهوم للجيل الجديد من الواقع الافتراضي ولكن مع دمج الواقع الحقيقي بشكل أكبر وتفاعل الشخص مع البيئة الجديدة ومكوناتها، وكذلك مع المستخدمين الآخرين، في عالم افتراضي يربط بين مختلف أنواع البيئات الرقمية، ومع كونها لا تزال في البدايات لكن يمكن أن يتم استخدامها في عديد من المجالات كاللعب والعمل والتعليم أو حتى الذهاب إلى أماكن أخرى، ومقابلة الأشخاص الآخرين، حيث من المتوقع في حال تطبيق هذه التقنية بمزاياها المتكاملة سيستطيع المستخدم الانتقال إلى عالم افتراضي في مكان آخر كالعمل مثلا وهو في المنزل، ويمكنه حضور اجتماع في دولة أخرى ويتفاعل مع الآخرين كأنه موجود في المكان ذاته.
وتابع الغفيص من المتوقع أيضا أن يتبنى عديد من المتاجر هذه التقنية لتتمكن من تغيير تجربة التسوق افتراضيا، حيث ستتمكن المتاجر الإلكترونية من بيع المنتجات داخل مراكز الترفيه والتسوق الافتراضي، وكأن المستخدم في العالم حقيقي، وهو ما تتسابق عليه الشركات التقنية حاليا في محاولة لتحقيق مبيعات وإيرادات من خلال الدخول المبكر في هذه التقنية، فمع تقنية "ميتافيرس" قد تصبح عالما افتراضيا يقدم لنا الإنترنت ولكن بشكل مختلف وبيئة مشابهة للعالم الحقيقي مع تجربة مختلفة في عرض المعلومات والتفاعل معها، حتى مواقع الإنترنت قد تتحول إلى شكل مختلف داخل هذا العالم الجديد، ولذلك ستحتاج هذه التقنية إلى تعاون مجموعة من الشركات لبناء العالم الافتراضي بشكله الجديد.
وقد تحولت هذه الفكرة في الأشهر الأخيرة إلى واحدة من أهم الأفكار المتداولة في المجتمع التقني، وقد ازدادت أهمية الأمر عندما أعلنت Meta سابقا تأسيس فريق عمل جديد داخل الشركة للعمل على بناء تقنية ميتافيرس، حيث تعمل على قيادة مستقبل ميتافيرس خلال فترة بسيطة، وتعمل الشركة على توظيف عشرة آلاف شخص خلال الأعوام الخمسة المقبلة للعمل على تطوير عالم الميتافيرس الرقمي الموازي التي تطمح الشركة لقيادة هذا التطور المستقبلي وزيادة التفاعلات البشرية عبر الإنترنت من خلال تحريرها من القيود المادية.
وعادة ما تثار ضجة كبيرة حول العالم قبل تبني أي تقنية جديدة من شأنها أن تكسر حاجزي الزمان والمكان، إلا أن هناك قدرا كبيرا من الإثارة والترقب لهذه التقنية في أوساط المستثمرين والتقنيين وشركات التكنولوجيا الضخمة.
ولا تسعى Meta إلى تصميم الميتافيرس وإنشائها، بل أن تكون جزءا منها، وكذلك هو الحال بالنسبة إلى عديد من الشركات مثل Epic Games، حيث يمكن وصف Meta بأنها ستكون جزيرة ضمن هذا العالم، وستوجد المئات من الجزر الأخرى لشركات أخرى، مع وجود جميع وسائل التواصل داخليا.

الأكثر قراءة