بعد أسبوع من المضاربات والتذبذبات العالية.. ما المتغيرات المقبلة؟

حافظ المؤشر العام على مستوياته الصاعدة مع أنه لم يتبق إلا يوم واحد على نهاية العام وهو السبت المقبل, الذي بنهاية تداوله يكون قد انتهت سنة مالية حافلة بالمتغيرات من كل الجوانب الاقتصادية، خاصة سوق الأسهم السعودية. مع نهاية العام يكون المؤشر العام قد حقق ارتفاعا بمقدار 104.63 في المائة وبنقاط وصل مستوى ارتفاعها إلى 8586.91 نقطة, ومقارنة بالأسبوع الماضي نجد المؤشر العام قد انخفض بصورة طفيفة وبمقدار 43.19 نقطة، أي ما يعادل 0.25 في المائة.
كانت سمة الأسبوع الماضي هي المضاربة الكاملة والتذبذبات العالية, والثبات شبه المستقر للأسهم القيادية بتذبذبات متوسطة, ما بين ارتفاع وهبوط, ثم مع إغلاق السوق نجد سهم الشركة أغلق قريبا من الافتتاح, وتركز التداول على الشركات المتوسطة والصغيرة, سواء في القطاع الزراعي أو الصناعي أو الخدمات والأسمنتات, ولم تكن السوق تحفل بأي إعلانات استثنائية أو مؤثرة بصورة كبيرة عدى مشاركة "صافولا" بـ 250 مليون ريال مع "إعمار" العقارية, وإقرار رفع رأسمال شركة جازان للتنمية, ولا حظنا سهم "بيشة" الزراعي يتخطى الألف ريال متجاوزا سهم الاتصالات السعودية"، "سامبا"، و"بنك الرياض" بتحقيق النسب العليا أيام السبت، الأحد، الإثنين، والثلاثاء (40 في المائة في أربعة أيام!؟) وطبعا لا يوجد أي إعلان أو خبر استثنائي على سهم "بيشة الزراعية". وكان هناك تركيز كبير على الأسهم المتوسطة والصغيرة, وهي السمة التي طغت بصورة كبيرة على السوق, وتواصل الأسبوع بالتذبذب المتوسط, وكان يوم السبت الماضي عالي التذبذب ما بين أعلى نقطة وأدنى نقطة للمؤشر وهي تقارب 300 نقطة, ولكن أغلق منخفضا 88 نقطة, وأيضا يوم الأحد مستوى التذبذب للمؤشر 306 نقاط ما بين أعلى وأدنى نقطة. ويوم الإثنين مستوى التذبذب كذلك 118 نقطة, وهذه تعطي دلالات تحليلية للسوق والمؤشر العام بوجوب الحذر من هذا الرفع ثم الانخفاض, ويحتمل أن يعطي تمهيدا لما سيأتي من خلال هذه المتغيرات للمؤشر, فالبيع لا يتم بالانخفاض، بل في حالة الصعود بصورة مستمرة, ثم يحدث التراجع, وهذا لا ينطبق على كل شركات السوق, فهي متباينة, ولكن ما أركز عليه هو المؤشر العام ككل, ويجب الاهتمام بتوافر السيولة بصورة مستمرة لإيجاد المرونة الكافية للتعامل مع متغيرات السوق المستمرة.

الأسبوع المقبل

بنهاية تداول الخميس الماضي يكون قد انتهى الاكتتاب في شركة ينساب التي حظيت بتغطية كبيرة ليس كمبالغ لتقدير المكتتبين أن التخصيص سيكون محدودا, ولكن كأعداد تجاوز بها سبعة ملايين مكتتب ولم تنته الإحصائيات النهائية, هذه النهاية لاكتتاب "ينساب" تعني أن السوق والمتداولين سيضعان تقديرا في حساباتهما أن الشركة ستطرح خلال شهر أو نحوه في السوق, وأنها ستوجد فرصة استثمارية جيدة وكبيرة, وأيضا للمضاربين, لعدم القدرة على تقدير الأسعار كم سيتم التداول بها, وهذا سيحتاج إلى سيولة جيدة لمواجهة شركة ينساب ولن يكون التقدير وتفاعل السوق مباشرة, بل سيكون بهدوء لتوفير السيولة الكافية, وأيضا ما سيتبع بعد عيد الأضحى المبارك من توقع طرح شركة الدريس في 21 من كانون الثاني (يناير), هذه ستكون من العوامل المؤثرة في السوق من حيث الإحجام والترقب, كذلك انتهاء المحفزات للشركات والإعلانات الجوهرية, ولم يعد باقيا سوى سهمي "الاتصالات السعودية" و"الكهرباء", الذي في تقديري لم يحمل الكثير من المفاجآت, والسوق لكي تستمر بقوة وزخم معقول يجب أن تتوافر لديها المحفزات الجوهرية في السوق ولا أتوقع طبقا للقراءة الأساسية والفنية للسوق أن يكون هناك تسجيل أرقام كبيرة في المؤشر العام خلال الأسبوع المقبل, بل ستكون السمة الهدوء وجني الأرباح مع كل ارتفاع, وهي ستكون عملية تدوير للأعلى للبيع أكثر وأكثر, وستكون البنوك مهتمة جدا بإعادة حساباتها وتسوياتها في المحافظ, بمعنى بقاء يوم السبت متماسكا, والتغيير سيكون بدءا من يوم الأحد وتدريجيا سيكون مع بداية عام جديد 2006 ميلادية.
يجب ألا نغفل عن أهمية الاستفادة من الشركات الاستثمارية التي ستوزع منحا وتوزيعات لم تستحق حتى الآن, كالبنوك وبعض الشركات الصناعية أو الخدمة, فهي ستظل أسهما مهمة للمستقبل القريب بحيث إنها تملك المحفزات لكن في وقتها، والمستثمرون المبكرون سيكونون هم أكثر الرابحين مع كل منحة أو توزيعات تتم, متى كان الاختيار دقيقا ومركزا وبدراسة شاملة لتحديد أفضل الخيارات في الأسهم.

التحليل الفني
مسار السوق أخذ مسارا أفقيا الآن, ولكن واضح الاتجاه, وأنه أصبح بين نقطتي دعم أولى هي 16530 نقطة ومقاومة عند 16886 نقطة, ولم يخرج من هذا المسار طوال الأسبوع, وهو بحالة اختبار لنقطة الدعم أكثر من المقاومة التي تعتبر بعيدة نسبيا, و كل اختبار يتم على نقاط الدعم , ونقطة الدعم الثاني هي 16254 نقطة, والمؤشر الآن متجاوز المتوسط المتحرك لتسعة أيام وهي إيجابية لكن غير كافية, مع ملاحظة أن مؤشر SAR يعطي دلالة سلبية نسبيا للمؤشر العام بالانخفاض وأن التوجه وبيع أكثر من الشراء, وهذا لا يعني عدم حدوث ارتفاعات أو تذبذبات، بل ستكون موجودة ومستمرة, ولكن التركيز على المؤشر والشركات المؤثرة في المؤشر العام.
مؤشر RSI يوضح أن القوة النسبية للسوق هي بين دعم 4786 ومقاومة 5968, ولم يخرج من فترة عن هذا المستوى, ومن المهم مراقبة مستوى الدعم, فمتى كسرها فهي إشارة على انخفاض القوة للسوق والاتجاه إلى الرغبة في الشراء أكثر من البيع عند مستويات معينة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي