الصين تقصم ظهر العملات المشفرة .. أفقدتها نصف قيمتها خلال أيام

الصين تقصم ظهر العملات المشفرة .. أفقدتها نصف قيمتها خلال أيام

فقدت أشهر العملات المشفرة أكثر من نصف قيمتها خلال أيام قليلة، نتيجة رفض الصين تسعير الأصول بها وتصريحات للملياردير الأمريكي إيلون ماسك بشأن تراجع شركته "تسلا" للسيارات الكهربائية عن بيع سياراتها بالـ"بيتكوين".
ووفقا لتحليل وحدة التقارير في صحيفة "الاقتصادية"، دفع ذلك أكبر عملة مشفرة كقيمة سوقية "بيتكوين" للتراجع 53 في المائة خلال 35 يوما، لتهبط من قمتها البالغة 64778 دولارا للوحدة في 14 نيسان (أبريل) الماضي، لتهوي إلى 30262 دولارا في 19 أيار (مايو) الجاري، قبل أن تتحسن قليلا أمس لتتداول بين 35 و40 ألف دولار.
كما هوت ثاني أكبر عملة مشفرة كقيمة سوقية "إيثيريم" 50 في المائة خلال ثماني جلسات، لتهبط من قمتها البالغة 4366 دولارا للوحدة في 12 أيار (مايو) الجاري، لتصل إلى 2163 دولارا في 20 أيار (مايو) الجاري.
جاءت شرارة هبوط للعملات المشفرة بعد تراجع شركة "تسلا" بقيادة الملياردير إيلون ماسك عن قرار بيع السيارات مقابل "بيتكوين"، نتيجة المخاوف البيئية المرتبطة بعملية تعدين العملة الرقمية، قبل أن يعلن بنك الشعب الصيني، أنه لا يجب ولا يمكن استخدام العملات المشفرة كوسيلة للتبادل، لأنها ليست عملات حقيقية، مؤكدا عدم السماح للمؤسسات المالية وشركات الدفع بتسعير منتجاتها أو خدماتها بهذه الأصول الافتراضية، ما أطاح بتلك العملات بشكل كبير خلال تداولات الأربعاء والخميس.
وكانت سيدة العملات المشفرة "بيتكوين" قد سجلت في نهاية عام 2020 أعلى إغلاق سنوي في تاريخها على الإطلاق عند 28949 دولارا للوحدة، مرتفعة 302 في المائة، بما يعادل 21737 دولارا، حيث كانت قد أغلقت عام 2019 عند مستوى 7196 دولارا.
وأصبح المستثمرون يهتمون بالعملات المشفرة، خاصة "بيتكوين"، ويخصصون لها جزءا من محافظهم الاستثمارية، ما يرجح أن السوق الصاعدة ستسيطر على العملة، كما أن الاعتقاد المتزايد بأن عملة بيتكوين ستكون بمنزلة تحوط فاعل ضد الارتفاع المحتمل للتضخم يدعم سعرها.
ويأتي ذلك خاصة أن الحكومات في دول العالم تزيد من معدلات الإنفاق بتريليونات الدولارات في غضون أسابيع، لتمويل برامجها التحفيزية، التي تهدف إلى تخفيف الضرر الاقتصادي الناجم عن جائحة كورونا.
والعملات الافتراضية المشفرة لا تملك رقما متسلسلا ولا تخضع لسيطرة الحكومات والبنوك المركزية، كالعملات التقليدية، بل يتم التعامل بها فقط عبر شبكة الإنترنت، دون وجود فيزيائي لها.
وكان غموض سوق العملات المشفرة يثني بعض المستثمرين، مثل صناديق التحوط والحسابات العائلية، لكن تشديد الرقابة ساعد على تهدئة تلك المخاوف.
وجعلت الجائحة العملات المشفرة تبدو أبعد من كونها دعاية رقمية خالصة، حيث اشترى كثير من الأشخاص عملة بيتكوين بكميات كبيرة، خوفا من أن تخفض البنوك المركزية، التي يقودها "الاحتياطي الفيدرالي" الأمريكي، قيمة عملاتها، وزاد سعرها أكثر من خمسة أضعاف منذ آذار (مارس)، ما يجعلها أحد أهم الاستثمارات في 2020.
واستجابة لعمليات الإغلاق بسبب كوفيد - 19، كان المسؤولون الأمريكيون واثقين بأنه يمكنهم طباعة الدولار بكميات غير محدودة دون تقويض وضع العملة الاحتياطية، ما يسمح للبلاد بالاستمرار في إدارة العجز الضخم دون عواقب واضحة.
ومنذ إطلاقها في 2009، سعى مخترعو عملة بيتكوين إلى ترسيخها، لتكون "ذهبا رقميا"، ومخزن قيمة موثوقا به يوفر ملاذا آمنا في الأوقات العصيبة، لكن المتشككين يجدون صعوبة في الشعور بالأمان في الاستثمار في أحد الأصول شديدة التقلب، حيث انفجرت آخر فقاعة "بيتكوين" منذ أقل من ثلاثة أعوام.
والمتشككون خصوصا بين الذين لم يكبروا مع التكنولوجيا الرقمية، يجدون أنهم يميلون إلى تفضيل الذهب الذي ظل الناس لمئات الأعوام يشترونه على أنه حماية من تراجع العملات القياسية.

وحدة التقارير الاقتصادية

الأكثر قراءة