محمد الطويل من "مُعقّب" في إمارة الرياض إلى مشرف عام على تطوير وتدريب موظفي الدولة!

محمد الطويل من "مُعقّب" في إمارة الرياض إلى مشرف عام على تطوير وتدريب موظفي الدولة!

يُعدُ محمد الطويل المدير السابق لمعهد الإدارة العامة، واحداً من أبرز خبراء الإدارة، ليس على المستويين المحلي فحسب، بل يتعداه إلى المستوى القاري والدولي، فقد مارس العمل الإداري منذ يفاعته، موظفاً ودارساً للإدارة وباحثاً ومحاضراً ومدرباً ومشرفاً على أكبر مشروع لتدريب وتأهيل موظفي الدولة. توّج الطويل خبرته الإدارية بعضويته في عدد من المنظمات والجمعيات المحلية والعربية والدولية، فهو رئيس اللجنة التحضيرية للإصلاح الإداري في السعودية، ورئيس المنظمة العربية للعلوم الإدارية، وأول رئيس من خارج أمريكا وأوروبا للاتحاد الدولي للإدارة. كما عمل نائباً لرئيس الاتحاد الدولي للعلوم الإدارية ونائباً لرئيس اتحاد مدارس ومعاهد الإدارة على مستوى منطقة الشرق الأوسط. وطيلة هذه العقود الإدارية الخمسة، ظلّ الطويل صامتاً، عازفاً عن الإعلام، الأمر الذي حيَّر الكثيرين، الذين يودون معرفة شيء من سيرته ومسيرته، بما فيها من إنجازات وإخفاقات، فكان لـ "الاقتصادية" أن تنفرد بكتابة هذه السيرة. فإلى الحلقة الأولى من هذه السيرة.

شقراء وسنوات الطفولة:
متى أمرُّ على الشقراء معتسفاً خَلّ النّقا بمروْحٍ لحمُها زيَمُ
نحو الأُميلحِ أو سمنانَ مبتكراً بفتيةٍ فيهمُ المرّارُ والحكمُ
بيتان من قصيدة طويلة للقائد الأموي زياد بن منقذ، قالها وهو في صنعاء يتوجد على نجد! وقد ذكر بعضاً من معالم نجد، من بينها هذه "الشقراء" الفاتنة، التي تتوسط نجداً. فهي حاضرة إقليم الوشم وقاعدة حكمه، ومنها وفيها بَرَز واشتهر عدد من رجالات الدولة في مختلف المجالات. ومن بين الأسر الشقراوية الضاربة بعمق، أسرة الطويل، التي تُنمى إلى البواريد من قبيلة بني زيد.
عُرف أهل شقراء بالتديّن وبغيرتهم الشديدة ومحافظتهم الصارمة، الأمر الذي جعل الشاعر محمد بن حصيص يشترط كي يترك حُبّ معشوقته "سارة" في أن يترك أهل شقراء الصلاة! يقول:
ريق سارة مثل شكرٍ في غضارة أو حليب ابكارٍ عربٍ مسمناتي
حالفٍ ما أسلى ولا أنسى حب سارة كود أهل شقرء يخلّون الصلاتي!
غير أن أهل شقراء لم يأبهوا به ولا بحبه ولا بشرطه! فواروه الثرى وقلبه مُثقل بحب سارة.
في شقراء، وفي ظل هذه البيئة الدينية، شديدة المحافظة، ولد محمد الطويل عام 1942 من أب كان قد امتهن "الجمالة" وهي نقل المؤن والأطعمة من الأحساء إلى الرياض والقصيم. وفي باب العطيفة في حي الشوذبي، خَطَى محمد الطويل خطواته الأولى، وما أن تفتحت مداركه حتى ألحقه والده بـ "الكتاتيب" فدرس على يد المعلّم عبد العزيز بن حنطي، ثم التحق بالمدرسة السعودية الابتدائية، الوحيدة آنذاك، وكان من زملائه في المدرسة الابتدائية الدكتور عبد الرحمن الجماز، مستشار وزير الداخلية، والدكتور عمر العبد الكريم، وكيل سابق في وزارة المعارف.
يتذكر محمد الطويل معلميه في تلك المرحلة، فيصفهم بأنهم كوكبة من المشاهير، منهم الشيخ عبد الله بن منيع، عضو هيئة كبار العلماء، والشيخ عبد العزيز المقرن والشاعر عبد الرحمن العبد الكريم، مدير المدرسة آنذاك، والشيخ عمر آل مترك، المستشار في الديوان الملكي.

إلى الرياض

بعد أن أنهى محمد الطويل دراسته الابتدائية، غادر مدينته شقراء إلى الرياض، ومنذ أن غادرها لم يعد إليها إلا لماماً! سألته ونحن نحتسي قهوة أمريكية في مكتبه الواقع على طريق خريص، لماذا أنتَ غائب عن العمل الثقافي والاجتماعي في مدينة شقراء، فقال: (قد يكون السبب أني لم أعد إلى شقراء منذ المرحلة الابتدائية إلا قليلاً، حيثُ أصبحتُ رياضياً أكثر من أهل الرياض أنفسهم، كما أن مدينة الرياض هي المملكة، فهي لكل الفئات ولكل أطياف المجتمع، ولا تنس أن معظم عائلة الطويل انتقلوا إلى الرياض).
قلتُ له: هذا الكلام يقودني إلى اتهام يوجه دائماً لأهل شقراء، خاصة المثقفين والمتعلمين منهم، ويطالُ أيضاً أهل المجمعة، وهو عدم تواصل بعض أبناء هاتين المدينتين معهما، عكس ما يحدث من أبناء القصيم، خاصة عنيزة، وكذلك الزلفي، فأرجع محمد الطويل ذلك بأنه يعود إلى أن أهل شقراء بطبيعتهم أهل تجارة وأهل مد وتجواب وترحال، كما أنهم ينظرون إلى الوطن أكثر من نظرتهم إلى القرية، وبالتالي فإن أي منطقة يعيشون فيها هي وطنهم، لذلك تجدهم في الكويت منصهرين ككويتيين وفي الحجاز أصبحوا حجازيين، وفي الأحساء كذلك، الوطن عند أهالي شقراء يعلو فوق القرية.
رددتُ عليه بأن الإنسان مفطور على حب قريته ومسقط رأسه ومرتع صباه! فقال: (أعتقد أن هناك كثيرا من الأهالي يزورون شقراء، هناك الكثير من العائلات تجتمع سنوياً للتعارف، لكن لا بد أن نفرق بين النظرة التعصبية للقرية أو المدينة والتواصل الاجتماعي والعائلي مع المدينة. لننظر إلى الوطن ككل بدلاً من النظرة إلى القرية).
سألتُ محمد الطويل عمّا جدّ في السنوات الأخيرة، حيثُ برزت ظاهرة التجمعات الأسرية والصناديق العائلية، التي تواجه انتقاداً من قبل بعض المثقفين، بحجة أنها عودة إلى القبيلة، فقال: (هذا نتيجة طبيعية للنمو الحضري الذي حدث في المدن الكبيرة، حيث أصبح التواصل صعباً بين أفراد العائلة الواحدة. ويبدو أنه نمى شعور لدى البعض أن هناك حاجة لمعرفة أبناء العائلة القريبين، بعد أن وصلنا إلى مرحلة لم تعد تعرف فيها ابن عمك! خاصة لدى صغار السن). أما عن الصناديق العائلية، فقال: هي ظاهرة صحية، فهي تحقق ما يُسمّى التكافل الاجتماعي، ويجب أن نكون موضوعيين، فمجتمعنا في الحقيقة مجتمع عائلي، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، كانت العائلة هي كل شيء فيه، وكان الواحد يسكن مع أهله وأعمامه وحتى مع أولاد العم، في منزل واحد. ثم تطورت الأمور بحكم الثروة وبحكم التطور الاجتماعي، فبدأت العائلات بالاستقلال، ثم بدأ التنقل من القرية إلى المدن الكبرى، لذا أعتقد أنه ليس هناك عيب في أن يتعرف الواحد على أقاربه، بل هو واجب ولا يمثل بنظري عودة للقبيلة.

معهد الرياض العلمي

يوم أن وصل محمد الطويل إلى الرياض قادماً من شقراء، وجد نفسه في ردهات معهد الرياض العلمي، كأحد طلابه. هذا المعهد الذي لم يكن يمثل طموحه ورغباته وآماله، كما يقول! لكنه أرجع سبب انضمامه إلى هذا المعهد الديني، كونه صغير السن، إذ اعتقد آنذاك أن المعهد العلمي هو الأفضل نحو تأسيس مستقبله، ولا ينس الدور الذي لعبته المكافأة التي يتقاضها الطالب، والبالغة 300 ريال، فهي مغرية جداً. وحيثُ أنه وجد أن الدراسة في المعهد لن تحقق له طموحاته المستقبلية، فقد قرّر أن يدرس في الفترة المسائية في ثانوية اليمامة، إضافة إلى دراسته الصباحية في معهد الرياض العلمي، وبعد فترة، طوى صفحة المعهد، بعد أن أوقف دراسته فيه، وواصل في ثانوية اليمامة الليلية، التي حصل على شهادتها عام 1963.

مُبكراً نحو العمل الحكومي!

في مطلع الخمسينيات، انتقل الشيخ عبد الرحمن الطويل من مدينة شقراء إلى الرياض، بعد أن ترك مهنة الجمالة، ليعمل في شركة القصيبي لتموين المستشفيات العسكرية، ثم اتجه نحو العمل التجاري الحُر، ثم عاد للعمل في الحكومة من خلال عمله في وزارة المالية ثم في ديوان المظالم.
سألتُ محمد الطويل عن مدى تأثير والده في مسيرته التعليمية ثم الوظيفية، فقال: لا أعتقد أن للوالد أي تأثير في دراستي أو وظيفتي، فقد كان عندي استقلالية تامة.
نتيجةً لهذه الاستقلالية المُبكرة لدى محمد الطويل، انخرط في سن مبكرة في العمل الحكومي، حيثُ عمل وهو لم يبلغ سن الـ 16 عاماً، حينما قرأ إعلاناً عن وظيفة "مُعقّب" في إمارة منطقة الرياض، فتقدم مع مجموعة من المتقدمين، ونجح في أول وظيفة إدارية يتسنمها والتي ستقوده، لاحقاً، ليكون المسؤول الأول عن تدريب وتأهيل موظفي الدولة، بما فيهم أولئك الذين أجروا له امتحاناً على وظيفة "معقّب"!
يروي محمد الطويل قصة طريفة بشأن تعيينه وزملائه في إمارة الرياض، حيثُ تم تعيينهم على المرتبة الثامنة، المعادلة حالياً للثانية، وبعد أربعة أشهر، قيل لهم أن ثمّة خطأ في التعيين، وأن وظائفهم لن تكون على الثامنة بل على التاسعة! المعادلة للمرتبة الأولى. وبعد أن تم إنزالهم إلى المرتبة التاسعة، غادر محمد الطويل الإمارة إلى وزارة المالية والاقتصاد، بعد ستة أشهر من العمل، ثم انتقل إلى مصلحة الإحصاءات العامة، لينتقل بعد ذلك موظفاً في معهد الإدارة العامة، وهو لا يزالُ طالباً في الصف الثالث ثانوي! ومنذُ ذلك الحين، بدأت قصة محمد الطويل مع معهد الإدارة العامة، وهي قصة طويلة ومُثيرة، إذ نشأ في ردهات المعهد وتعلّم في إداراته وأقسامه، وواصل دراساته في الخارج مبتعثاً منه، وعاد إليه ليدير دفته، كما سيتضح لاحقاً.

جامعة الملك سعود

تخرج محمد الطويل في ثانوية اليمامة الليلية، وكان قد تخرج معه زميله في المعهد صالح العمير، نائب وزير المالية السابق، ولأنه يعمل في معهد الإدارة العامة، مساعداً لمدير الشؤون المالية، فقد قرّر الانتساب في كلية التجارة في جامعة الملك سعود.
يعود محمد الطويل بذاكرته إلى تلك الأيام الخوالي، أيام الجامعة وأيام فورة الشباب واندفاعه. الشباب الذي كان يقرأ في كل شيء ويستمع إلى الإذاعات، خاصة إذاعة "صوت العرب".
في تلك السنوات، كان محمد الطويل يقرأ كثيراً في كتب الأدب، للمنفلوطي والعقاد وطه حسين، كما كان يقرأ في كتب السياسة، فقد كانت تلك المرحلة، كما يقول، مرحلة المد القومي، فكان يقرأ كثيراً لعدد من الكتاب الذين امتلأت بهم الساحة، حيث لا يوجد وسائل ترفيهية تشغل الشاب إلا من خلال القراءة.
سألته: هل تأثرت بالفكر القومي ؟ قال: نعم تأثرت بالفكر القومي، وأضاف أن الجو في العالم العربي آنذاك، كان جواً سياسياً، فقد كانت إذاعة "صوت العرب" بمثابة التلفزيون، وكانت الصحف المصرية هي المسيطرة بشكل كبير واللبنانية أيضاً. فكان لها تأثيرها على الشاب العربي، الذي لم يكن يشغله آنذاك شيء غير القراءة والاستماع للإذاعة، ليعرف ماذا يجري خارج الحدود. لكن كنا نسمع صورة وردية عن الأوضاع لدى الدول الأخرى. كُنا نعيش كما يعيش الجمهور الرياضي، الذي يتعصب لفريق ضد آخر!
أنهى محمد الطويل دراسته الجامعية في كلية التجارة، متخصصاً في الاقتصاد والعلوم السياسية. وكان من أبرز الذين درس على أيديهم، الدكتور غازي القصيبي, الدكتور منصور التركي, الدكتور أسامة عبد الرحمن، والدكتور حسين السيّد، عميد الكلية الذي كان يدرس أغلب المواد!
يرى محمد الطويل أن طلبة الجامعة آنذاك، كانوا طلبة ناجحين، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، مختلفين عن شباب اليوم، كانوا أكثر جدية، كانوا يعيشون بمستوى معيشي متقارب، لم يكن هناك فروقات، لم تكن تجد حول الجامعة السيارات الفخمة، بل نادراً تجد سيارة. يقول: أتذكر أن صالح كامل، وكان طالباً في المرحلة المتقدمة في الجامعة، كان لديه جهاز استنسل، فيأخذ المذكرات من الأساتذة ويبيعها إلينا كطلاب.

الجامعة تغيّرت!

يعتقد محمد الطويل أن جامعة الملك سعود تغيّرت تماماً، فهو يرى أن مخرجات الجامعة في الستينيات والسبعينيات، كانت أفضل كثيراً من مخرجاتها حالياً، ويُرجع السبب إلى أن عدد الطلبة آنذاك كان محدوداً، كما أن الطلبة كانوا أكثر نضجاً وأكثر جدية من الطلبة اليوم، علماً أن المؤهلات الأكاديمية لأعضاء هيئة التدريس الآن أفضل مما كانت عليه سابقاً، "فالذين درَّسونا كانوا في الغالب من حملة الماجستير، لكن كان لديهم حرص أكثر على طلبتهم".

حرب الامتحانات وحرب 67

بينما كان الطالب/ الموظف محمد الطويل يؤدي الامتحانات النهائية في الجامعة، كانت حرب حزيران (يونيو) 67 تدور رحاها شرقي المتوسط! هذه الحرب التي أثّرت لاحقاً على نفسية المواطن العربي، الذي صُمّت أذناه وعُبئت نفسيته طويلاً عن النصر القادم في المعركة الفاصلة مع العدو! لكنه استفاق صبيحة تلك المعركة، ليجد أن ثمّة أراض عربية قد اغتصبتها يد العدو. يقول محمد الطويل إن أعضاء هيئة التدريس آنذاك كانوا مشغولين، فكل واحد منهم يحمل معه مذياعاً يتابع من خلاله أخبار الحرب، والتطورات على الجبهة.
سألته عن شعوره كشاب عربي مُني بتلك الهزيمة، فقال: (الهزيمة أثبتت أن كل ادعات الآخرين كذب في كذب. تصوراتنا كانت كالبالون المنفوخ! فخلال ساعات قليلة، فقدت الدول العربية أراضيها. في لحظتها كان هناك تعبئة دعائية ضخمة وكانت المحصلة إحباطا لدى كثير من الشباب، الذين كانوا يتوقعون أن العرب قادرين على الفوز في الحرب. فكانت ردة الفعل قوية ولها انعكاسات طويلة حتى الآن. أعتقد أن هزيمة 67 هي بداية اكتشف العرب من خلالها حقيقتهم، وهي أنهم شعب ضعيف، ولديهم قيادات كاذبة خادعة للشعوب، فلم يكن لديها أي اهتمام لا بتنمية الوطن ولا بتنمية الإنسان) .
سألته، أيضاً، على المستوى الشخصي، هل تغيَّرت نظرتك لعبد الناصر بعد الهزيمة، أو كنت من الذين يقولون: لعل له عذراً وأنت تلوم؟! فقال: (الحقيقة لم أكن أنظر لعبد الناصر بشكل مختلف، كنت أنظر إلية كغيره من القادة العرب، كما كنت أنظر للعالم العربي بحركاته المختلفة، وأقيمها بتقييم مختلف، ليس فقط عبد الناصر. أعتقد كل الحركات التي كانت تدَّعي أنها ستُغير الوجه العربي وستطور العالم العربي انكشفت في عام 67 . أصبح واضحاً أنه ليس هناك حركة سياسية جادة في العالم العربي، وإلا كيف دول عربية تنهزم من دولة صغيرة وبشكل مهين؟ أعتقد أن الانعكاسات المالية هي نتيجة حتمية لإحباطات المرحلة السابقة. فلم يعد المواطن العربي يثق في أي حركة سياسية، فقد جرب العسكر الذين قادوا العالم العربي إلى الهاوية، وأصبح المواطن العربي يقف مذهولاً محبطاً مهاناً، ولا يرى نفقاً مضيئاً يقوده إلى الحقيقة. وهذا أيضاً انعكس على حركات التطرف والتعصب الديني التي بدأنا نشاهدها اليوم، والإسلام بريء منه حيثُ ظهرت حركة معاكسة، أسوأ من التطرف السابق في الحركات القومية. هذا التطرف قادنا إلى الهزة الأخرى، إلى كارثة أيلول (سبتمبر)، التي قلبت العالم كله علينا، حيثُ أصبحنا أُناسا مشكوكا فيهم في كل مكان. فهل الوطن العربي بدأ في تقييم وضعه ومعالجة نقاط ضعفه؟ مع الأسف أن شيئاً من هذا لم يحدث، ومن المفترض أن تتحول كل الدول العربية والإسلامية إلى ورش عمل لتقييم الوضع الذي وصلنا إليه، وطرح الحلول الكفيلة بالخروج من هذا المأزق).

الأكثر قراءة