أخبار اقتصادية- عالمية

خيبة أمل تحاصر قطاع الساعات السويسرية بسبب الجائحة .. تحديات أمام التحول الرقمي

خيبة أمل تحاصر قطاع الساعات السويسرية بسبب الجائحة .. تحديات أمام التحول الرقمي

تراجعت صادرات سويسرا من الساعات بنسبة 21.8 في المائة في 2020.

للإبقاء على معرض جنيف للساعات الفاخرة في موعده بعد إلغائه العام الماضي بسبب الجائحة، اختار منظمو الحدث السنوي البارز للإخصائيين في القطاع هذا العام حلا راديكاليا يتمثل في إقامة المعرض بنسخة افتراضية بالكامل.
ووفقا لـ"الفرنسية"، يزخر الحدث هذا العام بمنتجات لافتة، بينها ساعات "شانيل" بألوان زاهية مستوحاة من عالم الموسيقى الإلكترونية في التسعينيات، وساعة "رولكس" مع قرص مصنوع من حطام نيزك، وسوار مصنوع من مادة جديدة مؤلفة بنسبة 40 في المائة من مواد نباتية متأتية من بقايا التفاح المستخدم في الصناعات الغذائية في أحد الطرازات الكلاسيكية لدى "كارتييه" التي تخوض غمار اقتصاد التدوير.
ويمكن لمحبي الساعات الجميلة التسمر أمام شاشاتهم لمتابعة منصة "ووتشز آند ووندرز"، من أجل اكتشاف أحدث الابتكارات المقدمة من 38 ماركة عالمية مشاركة في الحدث، الذي يستمر حتى 13 نيسان (أبريل).
ويقول إدوار ميلان رئيس شركة "إتش موسر" السويسرية المصنعة للساعات، "إن هذه النسخة الافتراضية من المعرض تشكل مناسبة جيدة للتعلم".
ويتوقع أن يتعمم تنظيم الأحداث الافتراضية على نطاق واسع في المستقبل، حتى بعد طي صفحة الجائحة. ويقول "هذا لن يحل أبدا محل المعارض والعقود الموقعة شخصيا، لكنه يتماشى مع متطلبات العصر".
وعندما أدرك أن الأزمة الصحية ستطول، قرر هذا الأربعيني التركيز على الأدوات الرقمية، ليُدخل هذه الماركة العريقة التي أسسها عام 1828 هنريتش موسر مصنع الساعات السويسري، الذي حقق ثروة في سان بطرسبرج بالتحالف مع صائغ القياصرة "فابرجيه".
ويقول "اشترينا كاميرات وأنوارا وأقمنا استوديو في المصنع، مع ديكورات شبيهة بتلك المستخدمة في مواقع التصوير السينمائي"، ما يتيح إنتاج محتويات عالية الجودة لعرضها على "إنستجرام"، وتنظيم زيارات افتراضية للمصنع وحتى إقامة اجتماعات على "زووم".
وتتوجه هذه الماركة التجارية إلى هواة الجمع، وهي تنتج نحو 1500 ساعة تباع سنويا بمعدل 35 ألف فرنك سويسري "نحو 38 ألف دولار" للقطعة الواحدة. غير أن تنظيم الحدث بنسخة افتراضية بالكامل يفقده بعض رونقه، بحسب جيوم دو سين أحد مديري دار "هيرميس".
ويقول "الأمر يشكل بلا شك خيبة أمل خصوصا بعدما ألغي الحدث العام الماضي"، عادّا النسخة الافتراضية تبقى "نسقا غير مثالي"، إذ إن الدار الباريسية العريقة تحرص دائما في المعارض على أن "تدعم رسالة الابتكارات الجديدة بديكورات وإخراجات محددة" مع واجهات جميلة "تشكل إحدى نقاط القوة لدينا".
ويشيد جان دانيال باش رئيس اتحاد صناعة الساعات السويسرية بالقدرة على الاستمرار في المعرض رغم القيود الصحية، بعد عام صعب على قطاع صناعة الساعات. ففي العام الماضي، تراجعت صادرات سويسرا من الساعات بنسبة 21.8 في المائة، مقارنة بـ2019، مسجلة 17 مليار فرنك سويسري "18.3 مليار دولار"، وفق إحصائيات الاتحاد السويسري للساعات.
وتلقى قطاع الساعات، ثالث أكبر قطاعات التصدير في سويسرا، ضربة قوية جراء الأزمة الصحية التي فرضت إغلاق المتاجر خلال أشهر طويلة وعطلت الحركة السياحية التي يعتمد عليها بدرجة كبيرة قطاع المنتجات الفاخرة.
ويقول باش "إن التجارة الإلكترونية كانت تشهد طفرة كبيرة وأتت الجائحة لتسرّع هذا المنحى، لكن الأزمة تعزز فكرتنا بأن النمطين الافتراضي والحضوري سيتعايشان معا في المستقبل في قطاع يرغب زبائنه دائما في أن يلمسوا المنتجات ويجربوها، حتى لو أن صفقة الشراء يمكن أن تُنجز ببعض نقرات". ويؤكد "هذان عالمان سيستمران في التطور معا".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية