أخبار اقتصادية- عالمية

الضبابية تكتنف آفاق النمو في أكبر اقتصادات أوروبا .. ترقب لتشديد القيود مجددا

الضبابية تكتنف آفاق النمو في أكبر اقتصادات أوروبا .. ترقب لتشديد القيود مجددا

ارتفع مؤشر مديري المشتريات في قطاع البناء إلى 47.5 في مارس.

ارتفعت الطلبيات الصناعية الألمانية للشهر الثاني على التوالي في شباط (فبراير) مدفوعة بطلب محلي قوي، في مؤشر آخر على أن المصنعين بصدد تخفيف أثر الانخفاض المرتبط بالجائحة للإنتاج بصفة عامة في الربع الأول، بحسب ما أظهرته بيانات أمس.
لكن آفاق نمو أكبر اقتصاد في أوروبا ما زالت تكتنفها الضبابية بفعل سلالات الفيروس الأشد عدوى والارتفاع السريع للإصابات بكوفيد-19، ما قد يجبر السلطات على تشديد القيود مجددا في الأسابيع المقبلة.
ووفقا لـ"رويترز"، تكشف البيانات، التي نشرها مكتب الإحصاءات الاتحادي أن الطلبيات على السلع المصنعة في ألمانيا زادت على أساس معدل في ضوء العوامل الموسمية 1.2 في المائة، على أساس شهري، بما يتماشى مع توقعات "رويترز".
وتأتي الزيادة القوية في شباط (فبراير) بعد ارتفاع عدل نزولا إلى 0.8 في المائة، في كانون الثاني (يناير).
وقفزت الطلبيات المحلية 4 في المائة، على أساس شهري في شباط (فبراير)، بينما انخفضت الطلبيات الخارجية 0.5 في المائة، لكن الطلبيات من دول منطقة اليورو زادت 2.7 في المائة.
إلى ذلك، واصل قطاع البناء في ألمانيا الانكماش في آذار (مارس)، إلا أن وتيرة الانخفاض تباطأت عن شباط (فبراير)، وفقا لبيانات أظهرها مسح لمؤسسة "آي إتش إس ماركت" أمس.
وارتفع مؤشر مديري المشتريات في قطاع البناء إلى 47.5 في آذار (مارس) مقابل 41.5 في شباط (فبراير)، وتشير أي قراءة دون الـ50 إلى انكماش في القطاع.
ووفقا لـ"الألمانية"، فإن القراءة الأخيرة هي ثاني أعلى قراءة منذ بداية جائحة فيروس كورونا بعد قراءة أغسطس (آب) الماضي.
وأرجع المشاركون في المسح الانكماش إلى سوء الأحوال الجوية في آذار (مارس)، إلى جانب التأخيرات الناجمة عن فترات الانتظار الطويلة لتصاريح التخطيط، والطلب الضعيف.
من جهة أخرى، حققت حملة التطعيم ضد كورونا في ألمانيا قفزة كبيرة في عدد الجرعات المعطاة مع بدء مشاركة عيادات الأطباء في هذه الحملة. وأفادت الإحصائيات اليومية الصادرة عن معهد روبرت كوخ لأبحاث الفيروسات بأن عدد الجرعات المضادة لكورونا، التي تم إعطاؤها أمس الأول، وصل إلى نحو 656 ألف جرعة بارتفاع 290 ألف جرعة، مقارنة بعددها الثلاثاء.
وعيادات الأطباء في أغلب الولايات الألمانية (35 ألف عيادة) بدأت أمس الأول، في الحملة إلى جانب مراكز التطعيم.
وكانت أعلى حصيلة يومية لعدد جرعات كورونا، التي تم إعطاؤها قد وصل إلى 367 ألف جرعة حتى الآن، فيما جرت العادة أن تقل الحصيلة اليومية عن هذا العدد بصورة ملحوظة.
ووصل إجمالي الجرعات، التي تم إعطاؤها منذ بدء الحملة في كانون أول (ديسمبر) الماضي إلى 16.26 مليون جرعة ليصل نسبة من تم تطعيمهم في ألمانيا بالجرعة الأولى على الأقل إلى 13.8 في المائة، من إجمالي السكان أمس مقابل 13 في المائة، الثلاثاء، ووصلت نسبة من حصلوا على التطعيم بالكامل (الجرعتين) إلى 5.7 في المائة.
وهناك تفاوت كبير بين الولايات في نسب الملقحين، وكانت أعلى نسبة لمن حصلوا على الجرعة الأولى على الأقل 16.5 في المائة، في ولاية بريمن وأقل نسبة في ولاية مكلنبورج- فوربومرن بـ 12.5 في المائة.
وحصلت العيادات في أول أسبوع على 940 ألف جرعة لقاح بما يعادل حسابيا أكثر من 26 جرعة لكل عيادة، ومن المنتظر زيادة هذه الجرعة بدءا من الـ26 من الشهر الجاري، حيث من المتوقع أن يرتفع عدد الجرعات المخصصة للعيادات لتصل إلى أكثر من ثلاثة ملايين جرعة.
وأعلنت ألمانيا أمس، أنها ستبحث مع روسيا إمكانية شراء لقاح سبوتنيك- في المضاد لكوفيد-19 دون انتظار موافقة الاتحاد الأوروبي، وفي حين ما زال اللقاح الروسي المضاد لكوفيد يثير جدلا.
وقال ينس شبان وزير الصحة الألماني لإذاعة محلية "لقد شرحت باسم ألمانيا لمجلس وزراء الصحة في الاتحاد الأوروبي أننا سنجري مباحثات بشكل ثنائي مع روسيا، أولا لمعرفة متى وأي كميات يمكن أن تسلم لنا".
وبرر قراره بالقول إن المفوضية الأوروبية أعلنت أنها لن تتفاوض نيابة عن الدول الـ27 على شراء لقاح سبوتنيك- في خلافا لما فعلته مع اللقاحات الأخرى.
وتثير مسألة استخدام لقاح سبوتنيك جدلا في أوروبا، فقد اتهم جان ايف لودريان وزير الخارجية الفرنسي روسيا أخيرا باستخدام اللقاحات كأداة للدعاية.
وكان تييري بريتون المفوض الأوروبي المسؤول عن إدارة اللقاحات في الاتحاد الأوروبي أبدى تحفظا شديدا حيال فائدة حصول الاتحاد الأوروبي من وجهة نظر صناعية على اللقاحات الصينية أو الروسية. وقال "هل ستساعدنا على تحقيق هدفنا المتمثل في تحقيق المناعة الجماعية في صيف 2021؟ أخشى أن الإجابة هي لا".
وتقول برلين إن تسليم جرعات سبوتنيك يظل مشروطا بضوء أخضر من هيئة تنظيم الأدوية الأوروبية. وعليه قال شبان: "لهذا، يجب على روسيا تقديم بيانات مثل جميع (المختبرات) الأخرى وطالما لم يتم توفير هذه البيانات لا يمكن أن يكون هناك ترخيص".
وقال ينس شبان الذي يواجه انتقادات بسبب بطء حملة التلقيح إن "عمليات التسليم (الروسية) يفترض أن تتم خلال شهرين إلى أربعة أو خمسة أشهر لإحداث تغيير حقيقي في وضعنا الحالي وإذا لم يحدث ذلك ستتوافر لدينا بشكل أو بآخر كميات من اللقاحات أكثر من كافية".
وأشار تييري بريتون إلى أن "أي شركة ترغب في بدء إنتاج لقاح جديد تحتاج إلى عشرة أشهر على الأقل ولهذا السبب يجب أن نركز على جهود الإنتاج الصناعي الأوروبي للقاحات، التي تم الترخيص لها أو التي توشك أن تصبح مرخصة".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية