أخبار اقتصادية- محلية

رغم تراجعه عالميا .. السعودية تحقق ارتفاعا في الاستثمار الأجنبي المباشر خلال 2020

رغم تراجعه عالميا .. السعودية تحقق ارتفاعا في الاستثمار الأجنبي المباشر خلال 2020

حققت السعودية نتائج إيجابية في قيمة الاستثمار الأجنبي المباشر رغم جائحة كورونا.

رغم انهيار الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي في 2020 في أغلب المناطق الجغرافية في العالم بعد ان سجل انخفاضا 42 في المائة إلى ما يقدر بنحو 859 مليار دولار من 1.5 تريليون دولار في 2019، حققت السعودية نتائج إيجابية في 2020، بل تجاوزت، بقليل قيمة الاستثمار الذي حققته في 2019.
وأكدت نشرة "مرصد اتجاهات الاستثمار العالمي الـ38"، الصادرة عن الذراع التجارية لمنظمة الأمم المتحدة "أونكتاد"، أمس، أن الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي قد أنهى عام 2020 بما يزيد على 30 في المائة دون المستوى الذي كان عليه بعد الأزمة المالية العالمية 2008 - 2009، وأنه عاد إلى مستوى شوهد لأول مرة في التسعينيات.
وتركز انخفاض تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في البلدان المتقدمة، لتهبط 69 في المائة إلى ما يقدر بنحو 229 مليار دولار. وجفت التدفقات إلى أوروبا تماما، حيث انخفض الاستثمار بمعدل الثلثين إلى سالب أربعة مليارات دولار. وكانت هناك أيضا تدفقات سلبية كبيرة في عدة بلدان. كما سجل انخفاض حاد في الولايات المتحدة "- 49 في المائة" إلى 134 مليار دولار.
من بين الاقتصادات المتقدمة الأخرى، انخفضت التدفقات إلى أستراليا "- 46 في المائة إلى 22 مليار دولار"، لكنها زادت في اليابان "من 15 مليار دولار إلى 17 مليارا".
وعلى الرغم من ذلك، أخفى الأداء الإجمالي للاستثمار الأجنبي المباشر في أوروبا بعض النقاط المضيئة الإقليمية. فالسويد، على سبيل المثال، شهدت تدفقات مضاعفة من 12 مليار دولار إلى 29 مليارا. كما ارتفع الاستثمار إلى إسبانيا 52 في المائة، بفضل عديد من عمليات الاستحواذ.
وتواصل نشرة مرصد "أونكتاد"، تقديم أرقام كئيبة عن واقع الاستثمار في عام كوفيد - 19، حيث تم قياس الانخفاض في الاقتصادات النامية نسبيا بنسبة - 12 في المائة إلى ما يقدر بنحو 616 مليار دولار.
لكن على الرغم من ذلك، بلغت حصة الاقتصادات النامية في الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي 72 في المائة - وهي أعلى نسبة مسجلة. وتبوأت الصين أعلى مرتبة بين أكبر البلدان المتلقية للاستثمار الأجنبي المباشر.
وكان الانخفاض في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر عبر المناطق النامية متفاوتا: بلغ 37 في المائة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، و- 18 في المائة في إفريقيا، و- 4 في المائة في البلدان النامية في آسيا.
وكانت منطقة شرق آسيا أكبر منطقة مضيفة، حيث مثلت ثلث الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي في 2020. وانخفض الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الاقتصادات التي تمر بمرحلة انتقالية 77 في المائة إلى 13 مليار دولار.

الاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية
على الرغم من أن بيانات السعودية لـ"أونكتاد" حول تلقيها للاستثمار الأجنبي المباشر في 2020 تفتقر إلى معطيات الربع الأخير من 2020 - طبقا لما أبلغته "أونكتاد" لـ"الاقتصادية" - إلا أن قيمة الاستثمار المتحقق في الأرباع الثلاثة الأولى من العام الماضي تتجاوز من ناحية القيمة الأرباع الثلاثة النظيرة من 2019. كما تتعداها في المعدل على أساس ربع سنوي أيضا.
وفي الأرقام التي قدمها، أستريت سولستاروفا، رئيس قسم اتجاهات وبيانات الاستثمار في "أونكتاد" لـ"الاقتصادية": جذبت السعوية استثمارات أجنبية في 2019 بقيمة 4.562 مليار دولار، بواقع: 1.249 مليار في الربع الأول، و1122 مليارا في الربع الثاني، و1150 مليارا في الربع الثالث، و1042 مليارا في الربع الرابع.
في المقابل، تلقت السعودية خلال الأرباع الثلاثة الأولى من 2020 استثمارات أجنبية بقيمة 3.560 مليار دولار، وهو ما يتجاوز قيمة الأرباع الثلاثة الأولى من 2019 بمقدار 39 مليون دولار.
وبلغ معدل الاستثمار الذي جذبته السعودية في الأرباع الثلاثة الأولى من العام الماضي 1.187 مليار دولار. وعند حساب هذا المعدل كقيمة استثمارية، يفترض أن تكون المملكة قد حققتها في الربع الرابع من 2020، سيبلغ المجموع "المفترض" لقيمة الاستثمار في العام الماضي 4.747 مليار دولار، وهو رقم يتجاوز بمقدار 185 مليون دولار الرقم الذي حققته السعودية في 2019 "4.562 مليار دولار".

الاتجاهات في اقتصادات مختارة
حقق الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين، حيث تسببت المرحلة المبكرة من وباء كوفيد - 19 في انخفاض حاد في النفقات الرأسمالية زيادة طفيفة "+ 4 في المائة" إلى 163 مليار دولار.
وارتفع الاستثمار الأجنبي المباشر في الهند 13 في المائة، مدعوما بالاستثمارات في القطاع الرقمي.
وانخفض الاستثمار الأجنبي المباشر في رابطة دول جنوب شرق آسيا - التي كانت محركا لنمو الاستثمار الأجنبي المباشر طيلة العقد الماضي - 31 في المائة إلى 107 مليارات دولار.
ويعزى انخفاض تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الولايات المتحدة إلى النصف إلى انخفاض حاد في الاستثمار في المجالات الجديدة وعمليات الاندماج والشراء عبر الحدود.
والاستثمار الأجنبي المباشر في الاتحاد الأوروبي انخفض بمقدار الثلثين، مع حدوث انخفاضات كبيرة في جميع البلدان المتلقية الكبرى، وانخفضت التدفقات إلى بريطانيا إلى الصفر.

ضعف في 2021
في نظرتها إلى المستقبل، تتوقع "أونكتاد" أن يظل اتجاه الاستثمار الأجنبي المباشر ضعيفا في 2021. لكن على الرغم من ذلك، مؤشرات البيانات تقدم صورة مختلطة ونقطة في استمرار الضغط النزولي: تشير معطيات الاستثمار في مشاريع الحقول التأسيسية والميادين الجديدة إلى انخفاض حاد "- 35 في المائة في 2020". أما إمكانات التحول نحو القطاعات الصناعية، فلم تلح في الأفق بعد.
وبالنسبة إلى البلدان النامية، تقول "أونكتاد"، تشكل الاتجاهات السائدة في مجال إنشاء المشاريع والبيانات المتعلقة بتمويل المشاريع "مصدر قلق كبير"، إذ إنه على الرغم من أن إجمالي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في الاقتصادات النامية تبدو قادرة على الصمود نسبيا، إلا أن الاتجاه في الاستثمار انخفض في ميادين جديدة 46 في المائة "- 63 في المائة في إفريقيا، و- 51 في المائة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، و- 38 في المائة في آسيا"، وتمويل المشاريع الدولية انخفض 7 في المائة "- 40 في المائة في إفريقيا".
وعلى الرغم من التوقعات بأن الاقتصاد العالمي سيتعافى في 2021 "وإن كان مترددا وغير متكافئ"، حسب تعبير "أونكتاد"، إلا أن المنظمة تتوقع أن تظل تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر ضعيفة في العالم بسبب المخاطر المتصلة بموجة الوباء الأخيرة، ووتيرة بدء تنفيذ برامج التطعيم ومجموعات الدعم الاقتصادي، وحالات الاقتصاد الكلي الهشة في الأسواق الناشئة الرئيسة، وعدم اليقين بشأن بيئة السياسات العالمية للاستثمار، وأيضا عدم اليقين بشأن تطور وباء كوفيد - 19. وتقول، ستظل هذه العناصر تؤثر في الاستثمار الأجنبي المباشر في 2021.
لكن، كاترين سيبو - بينوت، المسؤولة في "أونكتاد" قالت لـ"الاقتصادية"، "إن آثار الوباء على الاستثمار ستستمر. ومن المرجح أن يظل المستثمرون حذرين في الالتزام برأس المال بأصول إنتاجية خارجية جديدة".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- محلية