بعد تحقيق واختفاء طويل .. ظهور مفاجئ لمؤسس "علي بابا" يقفز بأسهم الشركة 8 %

بعد تحقيق واختفاء طويل .. ظهور مفاجئ لمؤسس "علي بابا" يقفز بأسهم الشركة 8 %
جاك ما، أحد أغنى أغنياء آسيا بثروة تقدر بحوالى 58 مليار دولار.

ارتفعت أسهم مجموعة "علي بابا" العملاقة للبيع بالتجزئة على الإنترنت، أكثر من 8 في المائة أمس، بعد ظهور مؤسسها الملياردير جاك ما لأول مرة منذ تشرين الثاني (نوفمبر).
ووفقا لـ"الفرنسية"، أنهى ذلك الظهور المفاجئ أسابيع من التكهنات حول مكان وجوده خصوصا مع فتح السلطات الصينية تحقيقا حول الشركة. واختفى جاك ما، أحد أغنى أغنياء آسيا بثروة تقدر بنحو 58 مليار دولار، عن الأنظار في أعقاب خطاب ألقاه في تشرين الأول (أكتوبر) انتقد فيه النظام المالي الصيني.
وبعد ذلك بفترة وجيزة، تم رفع الاكتتاب العام الأولي لمجموعته المالية "آنت" الذي بلغ 37 مليار دولار في اللحظة الأخيرة من قبل مسؤولي البر الرئيسي في خطوة صادمة عدها البعض بمنزلة انتقام لصراحة ما.
ومذاك، أمرت السلطات المالية الصينية شركة "آنت" بتغيير نموذج أعمالها واخترقت خدمات الإقراض والتأمين وإدارة الثروات الخاصة بها، بينما تخضع "علي بابا" أيضا لتحقيق بخصوص مكافحة الاحتكار.
وأدى اختفاء ما عن الأنظار إلى إثارة التكهنات حول مصيره، لكن مقطع فيديو نشرته وسائل الإعلام المالية الصينية أمس، أظهره في تسجيل وهو يلقي كلمة أمام معلمي الريف كجزء من حفل توزيع جوائز نظمته مؤسسته الخيرية.
وقفزت أسهم علي بابا 8.5 في المائة، إلى 265 دولار هونج كونج في بورصة هونج كونج. وفي الخطاب، أشاد ما بجهود الصين لتخفيف الفقر، وهو هدف رئيس للقيادة الشيوعية للبلاد، وتعهد بتكريس مزيد من الجهود لمساعدة المعلمين في الريف.
وقال في نص خطابه الذي نشره موقع "تيانمو نيوز" الإخباري "أنا وزملائي، مصممون أكثر على تكريس أنفسنا للتعليم والمصلحة العامة، مضيفا "دخلت الصين مرحلة جديدة من التنمية، وتتجه نحو الازدهار العام".
وأكد متحدث باسم مؤسسة جاك ما، ذراعه الخيرية، أن الملياردير الصيني "شارك عبر الإنترنت في الاحتفال السنوي لمبادرة المعلم الريفي".
وقالت شركتا "آنت" و"علي بابا"، "إنهما ستتعاونان مع طلبات الجهات التنظيمية". وتقاعد الأستاذ السابق للغة الانجليزية رسميا من مجموعة "علي بابا" العملاقة للبيع بالتجزئة على الإنترنت في 2019.
لكنه جذب الانتباه منذ فترة طويلة بسبب صراحته وغرائبه، حيث كان يؤدي دور نجم موسيقى الروك في مؤتمرات شركته، ويعد الضغط المستمر على واحدة من أكثر الشركات نفوذا في الصين إشارة قوية على أن القيادة الشيوعية مستعدة لقمع طموحات شركات التكنولوجيا الكبرى في قطاع الإنترنت الجامح.
وتشعر السلطات بالقلق بشأن نفوذ المجموعات التكنولوجية خصوصا تدخلها في قطاع الإقراض عبر الإنترنت بعيدا عن القواعد الاحترازية المفروضة على البنوك العامة.
ونقلت وسائل الإعلام الصينية هذه المخاوف محذرة من مخاطر حدوث اضطرابات مالية مرتبطة بـ"علي بابا" وبمنافستها الرئيسة "تينسينت".
والشهر الماضي، كتبت صحيفة الشعب اليومية الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني أن "التحقيق ضد "علي بابا" يشكل خطوة مهمة لدولتنا لتعزيز الرقابة المناهضة للاحتكار في قطاع الإنترنت وتعزيز التنمية السليمة على الأمد الطويل للاقتصاد الرقمي". والعام الماضي، حُكم على رن تشيتشيانج قطب العقارات الناقد الصريح بالسجن 18 عاما لإدانته باتهامات فساد، بعد أشهر من كتابة مقال ينتقد الحزب الشيوعي.
يذكر أن الأشهر القليلة الماضية، شهدت غياب "جاك ما" عن الظهور في الأماكن العامة، أو حتى كمحكم في برنامج المواهب التلفزيوني الذي ابتكره، كما اعتاد الظهور فيه، لتثار الشكوك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بأن السياسة هي كلمة السر وراء اختفائه.
ورغم أن "جاك ما" كان حريصا طوال الوقت على تجنب إغضاب الحزب الشيوعي الحاكم، لكن يبدو أن رؤيته تغيرت، ففي 24 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، ألقى "جاك ما" خطابا في شنغهاي، أثناء مؤتمر أعمال، دعا من خلاله إلى الإصلاح الاقتصادي، وانتقد سياسات النظام المالي الذي تتبعه السلطات الصينية.
وأغضبت كلمات "جاك" الهيئة المنظمة، خاصة أنه وجه اتهامات إليها بعرقلة الابتكار، وكان من بين الحضور وانج كيشان نائب الرئيس الصيني، ومنذ ذلك الحين توقف عن الظهور بشكل علني، لتبدأ التكهنات حول مكان ومصير أكبر شخصية تجارية عالمية في الصين، والسبب وراء اختفائه.

الأكثر قراءة