الاعتزاز بهوية المملكة

مع اقتراب الاحتفال باليوم الوطني، من المهم أن نتحدث عن ملمح إيجابي لافت، بدأ يتشكل أخيرا. وأقصد بذلك الظهور الحقيقي للهوية الوطنية والاعتزاز بها. حتى أعوام غير بعيدة، كان هناك تيار يتسيد المشهد، وينظر بازدراء لكل مظاهر الانتماء الوطني، ويسعى هذا التيار إلى تهميش الوطنية، في مقابل رفع شعارات التمجيد لأيديلوجيات اتضحت مخاطرها لاحقا.
في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، كان هناك إغراق للجيل في تفاصيل حروب أفغانستان والشيشان والبوسنة والهرسك، وسواها، بشكل جعل الإعلام المؤدلج الموجه يستكثر حتى الاحتفاء بالوطن وذكرى وحدته، وكان هناك من يستخدم مصطلح الجهاد في سبيل الله، وسواه من المفاهيم التي شوهت خدمة لتيارات القتل والإرهاب.
كان هذا المشهد يوجه الرأي العام في دول الخليج وبقية الدول العربية. وبالتالي، عمل أولئك على دعم تراجع الانتماء الوطني في مقابل الانتماء الكوني للتيار ولأمير الجماعة ولقوى الإرهاب، التي أسرفت في رمي أبناء العرب في أتون حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
هذه القصة، أفرزت "القاعدة" و"داعش"، وسواها من تيارات الإرهاب التي وجهت حرابها إلى الجميع، ووصل الشذوذ الطاغي لديها إلى درجة أن الأخ يقتل أخاه أو قريبه.
اليوم، انحسرت كل هذه الأوهام، وعاد للوطن الجميل ألقه، وبدأت الوسطية تتحول إلى سلوك، أسهمت بقدر كبير في إعادة الأمور إلى نصابها، حيث اختفى تجار التحريض، وأصبحت الساحة لا تقبل سوى الأسوياء من أهل العلم. هذه الإشارة مهمة، بالنسبة إلى الأجيال التي لم تعاصر هذه الأحداث.
لقد جاءت رؤية المملكة 2030 حاملة بشائر التغيير في مناحي الحياة كلها، وأصبح الاستثمار في الإنسان أحد أعمدة هذه الرؤية، ونال الشباب والفتيات فرصا متكافئة. اليوم وكل يوم، نرفع الأكف بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولولي عهده الأمير محمد بن سلمان، على هذا الخير كله، الذي ننعم به.

المزيد من الرأي