«منظمة الصحة»: مرحلة خطيرة من الجائحة مع بدء تخفيف قيود العزل والتنقل

«منظمة الصحة»: مرحلة خطيرة من الجائحة مع بدء تخفيف قيود العزل والتنقل
ممارسون صحيون ينقلون مصابا من جزيرة فقيرة إلى مدينة إكويتوس في بيرو. "الفرنسية"
«منظمة الصحة»: مرحلة خطيرة من الجائحة مع بدء تخفيف قيود العزل والتنقل
سياج متحرك لعزل سكان أحد الأحياء في العاصمة الصينية بكين. "الفرنسية"

فيما تجاوزت أعداد الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد، 454 ألف وفاة، وتجاوزت أعداد الإصابات 8.5 مليون إصابة، حذرت منظمة الصحة العالمية أمس من أن العالم دخل "مرحلة خطيرة" من جائحة كوفيد - 19، مع بدء الدول تخفيف قيود العزل والتنقل، بحسب «الفرنسية».
وأعلن تيدروس أدهانوم جيبريسوس مدير عام المنظمة، خلال مؤتمر صحافي افتراضي، أن العالم دخل مرحلة جديدة وخطيرة، وأن كثيرا من الناس تعبوا بالتأكيد من البقاء في بيوتهم، فيما ترغب الدول في إعادة فتح مجتمعاتها واقتصاداتها". وأضاف: "لكن الفيروس يواصل التفشي سريعا، ويبقى مميتا، ولا يزال أغلبية الناس عرضة له".
وأشار إلى أن المنظمة أحصت أمس الأول 150 ألف إصابة جديدة، وهو العدد الأعلى للإصابات خلال يوم واحد منذ بدء تفشي الوباء.
وأودى فيروس كورونا المستجد بحياة 454101 شخص، حول العالم، منذ ظهوره في الصين في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وفق تعداد لوكالة الأنباء الفرنسية، عصر أمس، استنادا إلى مصادر رسمية.
وسجلت رسميا 8504890 إصابة في 196 بلدا ومنطقة منذ بدء تفشي الوباء، تعافى منها 3927100 شخص.
وتعد الولايات المتحدة، التي سجلت أول وفاة بكوفيد - 19 مطلع شباط (فبراير) الماضي، هي البلد الأكثر تضررا من حيث عدد الوفيات والإصابات مع تسجيلها 118435 وفاة من أصل 2191200 إصابة. وشفي 599115 شخصا.
وبعد الولايات المتحدة، ضمن الدول الأكثر تضررا بالوباء، تأتي البرازيل مع 47748 وفاة من أصل 978142 إصابة، تليها المملكة المتحدة بتسجيلها 42288 وفاة من أصل 300469 إصابة، ثم إيطاليا مع 34514 وفاة من أصل 238159 إصابة، وفرنسا مع 29603 وفيات من أصل 195142 إصابة.
وأعلنت الصين، دون احتساب ماكاو وهونج كونج، رسميا، 4634 وفاة من أصل 83325 إصابة تعافى منها 78398 شخصا.
وأحصت أوروبا أمس 190576 وفاة من أصل 2482560 إصابة، فيما بلغ عدد الوفيات المعلنة في الولايات المتحدة وكندا 126787 من أصل 2291420 إصابة، وأمريكا اللاتينية والكاريبي 88988 وفاة من أصل 1880496 إصابة، وآسيا 27380 وفاة من أصل 955083 إصابة، والشرق الأوسط 12851 وفاة من أصل 609490 إصابة، وإفريقيا 7388 وفاة من أصل 277043 إصابة، وأوقيانيا 131 وفاة من أصل 8802 إصابة.
وأعلنت الصين، أمس، تسجيل 32 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في الوقت الذي دخلت فيه مزيد من إجراءات عزل بكين عن باقي البلاد حيز التنفيذ، حيث ضرب تفش جديد أكبر سوق زراعية في العاصمة وأصاب 183 شخصا الأسبوع الماضي. وتم أمس تعليق عمل جميع خطوط الحافلات بين المقاطعات التي تربط بكين بباقي البلاد. كما تم إلغاء المئات من الرحلات الجوية من مطارات بكين الدولية، مع حظر السفر غير الضروري كما أنه أصبح من المطلوب إثبات سلبية نتائج الفحوص الأخيرة المتعلقة بالحمض النووي من أجل مغادرة العاصمة. وتم تعليق الدراسة في جميع أنحاء المدينة في وقت سابق، ووجهت أوامر لكل حي بتنفيذ أنظمة "إدارة مغلقة" تشرف على تحركات السكان وتسيطر عليها.
وتتوقع شركة "كيورفاك" الألمانية للأدوية الحيوية ظهور النتائج الأولية لاختباراتها السريرية الخاصة بلقاح مرشح لأن يكون مضادا لفيروس كورونا المستجد في غضون شهرين.
وبدأت الشركة تجاربها السريرية على اللقاح في جامعة توبينجن أمس الأول، التي تشمل أكثر من 100 شخص، تراوح أعمارهم بين 18 و60 عاما، وتهدف الاختبارات إلى التحقق من تحمل الجسم البشري للقاح واستجابة الجهاز المناعي له.
وقال بيتر كريمزر العالم الرئيسي المشرف على التجارب السريرية، أمس، "الأمر سيتم بسرعة كبيرة".
وتعمل "كيورفاك" على مادة فاعلة يطلق عليها "إم آر إن إيه"، وهي نوع من الجزئيات الوسيطة التي تتضمن تعليمات إنتاج بروتينات. وقام باحثو كيورفاك بتزويد مادة "إم آر إن إيه" بتعليمات لإنتاج بروتين فيروس كورونا المستجد لاستخدامه في اللقاح المضاد للفيروس.
وبعد التطعيم، تشكل الخلايا البشرية هذا البروتين، الذي يتعرف عليه الجسم على أنه جسيم غريب، ليشكل الجسم أجساما مضادة وخلايا مناعية الأخرى ضده. وقالت الشركة على موقعها الإلكتروني أخيرا، إن الاختبارات الأولية اللازمة لإجراء دراسات سريرية كانت ناجحة.
وكانت وزارة الاقتصاد الألمانية قد أعلنت يوم الإثنين الماضي مشاركة الحكومة الاتحادية في شركة "كيورفاك" بـ300 مليون يورو، لتستحوذ بذلك على نحو 23 في المائة من أسهم الشركة، بغرض الحيلولة دون حدوث استحواذ محتمل من الخارج. ولا تعتزم الحكومة التدخل في القرارات التنفيذية للشركة.
وتصدرت محاولات الحكومة الأمريكية للاستحواذ على "كيورفاك" - التي لم يؤكدها البيت الأبيض رسميا مطلقا - عناوين الأخبار الدولية في آذار (مارس) الماضي، ما أثار رد فعل سياسي بالغ في ألمانيا.
وذكرت تقارير إعلامية أن الولايات المتحدة عرضت مليار دولار للحصول على الحقوق الحصرية للقاح الذي تطوره الشركة.
إلى ذلك، قال مسؤول أوروبي كبير في قطاع الصحة، إن حكومات أوروبية تعكف مع الولايات المتحدة على دراسة خطط لإصلاح منظمة الصحة العالمية، مشيرا إلى أن الأوروبيين لديهم بعض بواعث القلق التي دفعت واشنطن إلى إعلان عزمها الانسحاب من المنظمة.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه لأنه يناقش مبادرات لم تعلن بعد، أن بريطانيا وألمانيا وإيطاليا تبحث مع الولايات المتحدة على المستوى الفني إدخال إصلاحات على منظمة الصحة العالمية.
وتابع المسؤول أن الهدف من ذلك هو ضمان استقلال المنظمة، في إشارة واضحة للمزاعم بأن المنظمة كانت مقربة للغاية من الصين أثناء تعاملها الأولي مع أزمة تفشي فيروس كورونا أوائل العام الحالي.
وقال المسؤول: "نبحث سبلا لفصل آلية إدارة حالات الطوارئ عن أي نفوذ لدولة منفردة".
وتابع المسؤول أن الإصلاحات ستتضمن تغييرا في نظام تمويل منظمة الصحة العالمية حتى يكون التمويل طويل المدى بشكل أكبر.
وأضاف أن المنظمة تعمل حاليا على أساس ميزانية لسنتين، وهو أمر "قد يضر باستقلاليتها" إذا اضطرت لجمع أموال من دول مانحة في خضم وجود حالة طارئة. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد اتهم منظمة الصحة العالمية بأنها مقربة للغاية من الصين، وأعلن عزمه سحب تمويلها.
وتدعو الدول الأوروبية بين الحين والآخر إلى إصلاح منظمة الصحة العالمية، لكنها دافعت عنها في وجه الانتقادات الحادة التي وجهتها إليها واشنطن. وعادة ما كان الموقف الأوروبي المعلن يتمثل في أن أي إصلاح ينبغي أن يتم بعد تقييم تعامل المنظمة مع أزمة وباء كورونا. لكن مؤتمرا عبر دائرة تلفزيونية مغلقة لوزراء الصحة الأوروبيين عقد قبل أيام عدة اقترح أن تتخذ الدول الأوروبية موقفا أقوى، وأن تسعى إلى ممارسة مزيد من النفوذ داخل منظمة الصحة العالمية في المستقبل. وأبلغ الوزيران الألماني والفرنسي المؤتمر بأن "تقييم وإصلاح منظمة الصحة العالمية بات مطلوبا".

الأكثر قراءة