أخبار اقتصادية- عالمية

وزير المالية: إجماع في «العشرين» على إصلاح النظام الضريبي العالمي .. قديم عمره 100 عام

وزير المالية: إجماع في «العشرين» على إصلاح النظام الضريبي العالمي .. قديم عمره 100 عام

أكد لـ"الاقتصادية" محمد الجدعان وزير المالية، أن وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لدول مجموعة العشرين، ناقشوا الإصلاحات الضريبية على مستوى العالم، وذلك ضمن أجندة السعودية خلال رئاستها المجموعة، مبينا أن هذا النقاش استمرار لمحادثات مستمرة منذ أعوام. وأشار خلال المؤتمر الصحافي الختامي للاجتماع الوزاري الأول لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لدول مجموعة العشرين أمس في الرياض، إلى أن قادة مجموعة العشرين قرروا في عام 2018 الانتهاء من اتفاقية سياسات الضريبة الدولية بشكل عام في 2020.
في حين أوضح الدكتور أحمد الخليفي محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما"، ردا على سؤال "الاقتصادية"، أنه لا يرى صراعات على السطح بين عملات مجموعة العشرين، حيث إنه في حال هناك مخاطر في هذا الجانب فستطرح وتناقش كما تمت مناقشتها في الماضي.
ولفت إلى أن التطورات التجارية إيجابية، خصوصا بعد توقيع أمريكا والصين اتفاقية أولية في هذا الشأن، حيث من المأمول أن يكون التعاون أكبر نحو مزيد من التحرك للتبادل التجاري.
وبالعودة إلى وزير المالية، الذي أكد أن السعودية رئيس الدورة الحالية لمجموعة العشرين حريصة على أن يكون موضوع الإصلاحات الضريبية على أجندتها، الذي أتى فيه إجماع بين دول المجموعة دون استثناء على أهمية الإصلاحات الضريبية، والاتفاق على التعديلات الضرورية، وبالذات الضريبة على الاقتصاد الرقمي، مبينا أن النظام الضريبي الحالي قديم بعمر وصل نحو 100 عام.
وأضاف: التحديث الكبير في اقتصادات العالم واستخدام التكنولوجيا أدى إلى تسارع ومعالجة التحديات، وهناك إجماع بين الدول للوصول إلى حل، حيث إنه في المؤتمر الذي عقد نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي، كان هناك اتفاق على المعالم الأساسية للنظام الجديد، إذ هناك مساع للوصول إلى توافق بخصوص الضريبة سواء في مؤتمر برلين أو اجتماع وزراء المالية في جدة.
وأوضح الجدعان، أن أحد العوامل الرئيسة التي تمت مناقشتها في الاجتماع الوزاري لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية، المخاطر على الاقتصاد العالمي الذي هو ضمن أجندة رئاسة السعودية، عادا هذا العنصر مهما وذلك لتحسين آليات التقارير التي تصدر من المؤسسات المالية الدولية فيما يتعلق بالتوقعات الاقتصادية والمخاطر على الاقتصاد العالمي.
ولفت الجدعان إلى تكليف المؤسسات الدولية بتحسين هذه الآليات فيما يتعلق بالتوقعات الاقتصادية العالمية والمخاطر، مبينا أنه من ضمن المخاطر التي تمت مناقشتها هي التي ما زالت مستمرة من المنافسة التجارية والإجراءات الحادة من حرية التجارة على مستوى العالم، وأيضا مخاطر تتعلق بالسياسات وعدم التأكد من السياسات المستقبلية للدول.
ولم ينس الوزراء ومحافظو البنوك المركزية تفشي فيروس كورنا في الصين وبعض الدول، إذ قال الجدعان "تمت أيضا مناقشة تفشي فيروس كورونا سواء في الصين أو دول أخرى، واتفقت الدول مجتمعة على أن تكون مستعدة للتدخل بالسياسات اللازمة التي تتعلق بهذه المخاطر، والاستمرار في مراجعتها والتشاور مع كل الأطراف، بما فيها صندوق النقد الدولي ومنظمة الصحة العالمية وغيرها لمراقبة هذه المخاطر والاستعداد للتدخل في السياسات اللازمة للحد منها".
وأشار الجدعان إلى أنه بشكل عام فإن الاقتصاد الرقمي أصبح عنصرا أساسيا مؤثرا في النمو العالمي، وكذلك في تغيرات السياسات الدولية، فضلا عن أثره بشكل كبير في نظرة الدول فيما يتعلق بالضريبة والحاجة إلى تحديث النظام الضريبي العالمي.
وحول إصلاحات منظمة التجارية الدولية، أوضح الجدعان، أن منظمة التجارة العالمية وإصلاحاتها عنصر أساسي في مسار "الشربا" وليس المسار المالي، نافيا عدم التطرق إلى هذا الموضوع تحديدا في الاجتماع.
وبين الجدعان، أن المملكة تعمل على أن تكون الضريبة مشجعة على الاستثمار وجاذبة للاستثمارات سواء كانت محلية أو دولية، ولدى دول مجموعة العشرين تعاون وتنسيق فيما بينهم وهذا أحد أهم الموضوعات التي تمت مناقشتها في الاجتماع.
وذكر أن التنسيق لا يقتصر على الدول المتقدمة فقط بل النامية منها؛ فالعمل في مجال الضرائب يجب أن يكون شاملا، مع الأخذ بعين الاعتبار الدول النامية في هذا الخصوص، خاصة أن بعضها بحاجة إلى دعم فني ومساعدة بشكل عام للاستفادة من تطبيقها إذ تقوم المنظمات العالمية بهذه المساعدة.
وأضاف الجدعان "مجموعة العشرين تعمل على فرص وتحديات القرن الـ21 منها على سبيل المثال الاقتصاد الرقمي، كما أن الاجتماعات غطت كثيرا من الموضوعات المهمة وكانت إيجابية بشكل كبير، إضافة إلى البحث عن المخاطر الجيوسياسية.
ولفت إلى أن اجتماع وزراء المالية في "العشرين" ناقشوا خمسة موضوعات في خمس جلسات منها أثر فيروس كورونا في الاقتصاد العالمي، وتحديات القطاع المالي على الاقتصاد العالمي وغيرها من النقاشات.
وقال "منذ أن تسلمت السعودية رئاسة قمة العشرين نظرنا إلى الجهود الجبارة التي قامت بها الدول التي استضافت القمم السابقة، وقمنا بإعادة ترتيب الأولويات والملفات التي لم يتم التوصل لها إلى حل حيث نتعامل معها ليقوم أعضاء مجموعة العشرين للتوصل إلى حلول لأهم التحديات الموجودة".
وفي رد على "الاقتصادية" حول الاتفاقيات والمباحثات التي تمت وتذليل الصعوبات التي قد تواجه أعضاء مجموعة العشرين خاصة في مجال التغير المناخي، أوضح الجدعان أنه تم التباحث بشكل كبير في موضوع التغير المناخي حيث كان هناك عوامل إيجابية كبيرة من الأعضاء، مشيرا إلى أنه لا توجد دولة في مجموعة العشرين أو خارجها لا تؤمن بأهمية المحافظة على البيئة وأهمية اتخاذ خطوات مهمة في سبيل المحافظة عليها لتجنب ومعالجة التغير المناخي. وعن دعم الدول والمجتمع الدولي للبنان في أزمته الاقتصادية، ذكر الجدعان أن لبنان دولة عربية مهمة والمملكة كانت داعمة رئيسة لها وللشعب اللبناني، حيث يتم التشاور مع الدول الصديقة والجمعيات والمنظمات الدولية للتأكد من أن يكون أي تدخل منسقا ومبنيا على خطط اقتصادية إصلاحية مستدامة تعود بالنفع على لبنان.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية