أخبار اقتصادية- محلية

وزير الطاقة: لا نرغب في أسعار نفط مرتفعة أو منخفضة .. بل استقرار واستدامة

وزير الطاقة: لا نرغب في أسعار نفط مرتفعة أو منخفضة .. بل استقرار واستدامة

قال الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة، إن ما يهم السعودية بصفتها منتجا للنفط على المدى البعيد، إيجاد أسواق مستقرة ومستدامة تمكنها من تعزيز دخلها على المدى الطويل، مشيرا إلى أن استقرار السوق هو استمرار العرض والطلب وألا تتعرض الأسواق إلى تذبذبات كبيرة بين حين وآخر.
وأضاف، أن "استقرار الأسعار مهمة كل وزير نفط سعودي، وليست هناك رغبة في أسعار مرتفعة أو منخفضة، حيث لا يعنينا ارتفاع الأسعار المؤقت، ولا نفرح بها كثيرا، كما أن انخفاض أسعار النفط يعد عائقا كبيرا أمام شركات النفط ويلحق ضررا مستمرا بالقطاع".
جاء ذلك خلال افتتاح الأمير عبدالعزيز بن سلمان نيابة عن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، أعمال الدورة الـ12 للمؤتمر الدولي لتقنية البترول IPTC 2020، الذي تستضيفه "أرامكو السعودية" على مدى ثلاثة أيام، في مركز معارض الظهران الدولية "إكسبو".
ويسلط المؤتمر والمعرض الدولي، الذي يعقد للمرة الأولى في السعودية بعد مرور 12 عاما على انطلاقته، بحضور أكثر من ثمانية آلاف مشارك، من وزراء الطاقة والبترول والرؤساء التنفيذيين والمهندسين والمختصين والفنيين والمهتمين من مختلف دول العالم، على تخصصات النفط والغاز.
وأكد الأمير عبدالعزيز، أن المملكة اتخذت إجراءاتها الاحترازية لضمان سلامة المنشآت النفطية بعد التطورات الأخيرة في المنطقة، كما تعمل أيضا على ضمان استدامة تلبية احتياجاتها من الطاقة من خلال تبني برنامج كفاءة الطاقة وزيادة كفاءة المصانع وتغيير مزيج الطاقة المحلي للاتجاه إلى وقود أكثر نظافة.
وأشار إلى أن المملكة أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، ستعمل على تحقيق الاستقرار في أسواق النفط في ظل تنامي التوترات في المنطقة، مؤكدا أن المملكة تلعب دورا مهما في سوق الطاقة العالمية وواحدة من أعمدتها الأساسية للاستقرار.
وأكد أنه لا يوجد مصدر أكثر موثوقية ومسؤولية للطاقة من السعودية، مبينا أنه عندما تعرضت المعامل النفطية في المملكة للهجوم قبل أشهر قليلة، تم الحفاظ على إمدادات النفط لتلبية الطلب وحماية الاقتصاد العالمي، وهو ما أظهر المقاومة العالية لقطاع الطاقة السعودي.
وتابع، أن "الوضع الآن في المنطقة مستقر، وهذا ما نسعى إليه جميعا، ولا يوجد أي تخوف، والأمور مستقرة، فالأسواق مستقرة والإمدادات لم تتأثر، فمنذ أحداث سبتمبر (أيلول) والسعودية تحافظ على طاقة إنتاجية فائضة".
ولفت الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إلى أن قطاع النفط يواجه تحديات مهمة لتقليل الأثر البيئي للكربون في القطاع ومنتجاته كجزء مهم من مستقبل مستدام لقطاع النفط والغاز، مبينا أن التكنولوجيا والتقنية ستكونان من المتغيرات المهمة في القطاع مستقبلا.
وقال الوزير، إنه من المبكر الحديث حول قرار مجموعة "أوبك" وحلفائها بشأن تخفيض إنتاج النفط في اجتماع مارس المقبل، مبينا أنه تتم مراجعة الاتفاق بالنظر إلى ما ستكون عليه الأمور حينها من حيث مستوى المخزونات.
وذكر أن المملكة التزمت في اجتماع "أوبك" الأخير بإنتاج 9.744 مليون برميل، ما يعني أن لدى السعودية طاقة فائضة تصل إلى 2.256 مليون برميل طاقة إنتاجية غير مستغلة، و"نأمل أن تنتهي الظروف ونحن لم نستخدم هذا الفائض".
وعن خسارة السعودية جزءا من حصتها السوقية لمصلحة النفط الصخري، قال الأمير عبدالعزيز بن سلمان، "إذا كانت السعودية قلقة حول خسارة جزء من حصتها السوقية لما وقعت على اتفاق "أوبك +"، مؤكدا أن الولايات المتحدة شريك استراتيجي للمملكة ولها دور كبير في الأمن العالمي.
وأشار الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إلى أن أعمال مؤتمر تقنية البترول الدولي 2020 تنسجم مع رؤية ولي العهد، المتمثلة في رؤية المملكة 2030.
ويرعى المؤتمر والمعرض الدولي أربع منظمات وجمعيات صناعية تتمثل في الجمعية الأمريكية لجيولوجيي البترول AAPG، والرابطة الأوروبية لعلماء الجيولوجيا والمهندسين EAGE، وجمعية الجيوفيزيائيين الاستكشافيين SEG، وجمعية مهندسي البترول SPE.
ويأتي موضوع مؤتمر هذا العام بعنوان "نحو رؤية مزدهرة.. عصر جديد للطاقة"، وهو انعكاس لرؤية المملكة 2030، حيث يستعرض الجهود المستمرة في صناعة النفط لجعل رؤية الطاقة العالمية ورؤية المملكة حقيقة واقعية، حيث تتمتع المملكة بأكبر احتياطيات للبترول في العالم، كما تحتل موقعا فريدا يلتقي عند النقطة التجارية والثقافية لأوروبا وإفريقيا وآسيا، ما يجعل المملكة موقعا مهما ومناسبا لواحد من أكبر المؤتمرات الدولية وأكثرها شهرة في هندسة البترول.
وعد عدد من المختصين في قطاع البترول والغاز على نطاق واسع، هذا المؤتمر الدولي في تكنولوجيا البترول 2020، فرصة فريدة لنشر التقنية في هذا المجال وتبادل المعرفة على نطاق عالمي بطريقة متكاملة.
بدوره، رحب ياسر الرميان رئيس مجلس إدارة "أرامكو"، بانطلاق أعمال المؤتمر لأول مرة في المملكة وتستضيفه "أرامكو"، مؤكدا أن مؤتمر تقنية البترول الدولي 2020 يسلط الضوء على صناعة الطاقة والجوانب العلمية في هذا الجانب.
ونوه الرميان في كلمته بأهمية انطلاق هذا المؤتمر الذي يعكس هذه الصناعة في المملكة، مشددا على أهمية الحفاظ على مصادر الطاقة وتأمين تصديرها على المستوى العالمي بشكل آمن. من جانبه، قال المهندس أمين الناصر رئيس "أرامكو السعودية" وكبير إدارييها التنفيذيين، في معرض التأكيد على ضرورة الانتقال إلى مزيج الطاقة ذي الكربون المنخفض، وإبراز الدور الذي لعبته صناعة الطاقة في توفير الازدهار الاقتصادي الذي يتمتع به العالم اليوم، "من خلال المؤتمر الدولي لتقنية البترول 2020، أصبحت لدينا منصة مثالية لإثبات أن صناعتنا يمكن أن تكون وستكون جزءا من الحل طويل الأجل للتحديات العالمية".
وأضاف الناصر، "كجزء من التحول الذي يكتنفه المشهد العالمي للطاقة، سيستمر النفط والغاز في الاضطلاع بدور مهم لفترة طويلة مقبلة، ونحن ندخل عصرا جديدا للطاقة، ولدينا القدرات التي تؤهلنا لنتولى زمام القيادة، فيما يتعلق بتلبية الطلب المتزايد على الطاقة إلى جانب الحرص على تقليل الانبعاثات. وأنا على ثقة بأن لدينا المواهب الشابة والعقول التي تبدع وتبتكر وتطور، فقد أصبح الابتكار ضرورة من أجل إيجاد أفضل الحلول العملية بما يحقق استدامة الطاقة وتوافرها بكميات موثوقة ومعايير بيئية لتحقيق جودة الحياة والازدهار لمليارات الناس حول الأرض".
وشارك المهندس أمين الناصر في جلسة عامة مع عدد من كبار الرؤساء التنفيذيين في صناعة الطاقة لمناقشة موضوع مؤتمر هذا العام، "نحو رؤية مزدهرة: عصر جديد للطاقة". كما سيتضمن جدول أعمال المؤتمر مشاركات قياديين في "أرامكو السعودية"، وهم المهندس محمد يحيى القحطاني النائب الأعلى للرئيس للتنقيب والإنتاج، والمهندس نبيل النعيم كبير مسؤولي التقنيات الرقمية، والمهندس ناصر النعيمي نائب الرئيس لهندسة البترول والتطوير. من جانبه، كشف الشيخ محمد آل خليفة وزير النفط البحريني، على هامش مشاركته في المؤتمر، عن وجود دراسة لربط الغاز بين مجلس التعاون الخليجي، مؤكدا أن الدراسة وصلت إلى مراحل متقدمة في الأمانة العامة لمجلس التعاون، في حين لم يحدد السقف الزمني للانتهاء منها، إلا أنه أكد أنها تهدف إلى الوصول إلى الآليات المناسبة لتفعيل الربط الخليجي في مجال الغاز على غرار مشروع الربط الكهربائي القائم حاليا بين دول مجلس التعاون.
وقال إن عام 2020 سيشهد مزيدا من المشاريع في قطاعي النفط والغاز في مملكة البحرين، حيث أنجز 35 في المائة من تجديد مصفاة البحرين للوصول إلى طاقة إنتاجية تصل إلى 400 ألف برميل في اليوم، وكذلك تطوير حقل البحرين في مجالي النفط والغاز، والاستكشافات في القواطع البحرية، مشيرا إلى أن شركة "إيني"، ستحفر أول بئر استكشافية بعد نحو شهرين.
وشدد الوزير البحريني على أن بلاده تستهدف رفع إنتاجها من النفط والغاز، لزيادة الموارد وإثبات جدواها الاقتصادية وبعد ذلك وضع الآلية لاستثمارها، وقلل من المخاطر البيئية للنفط الصخري، في حين قال إن التكلفة أعلى، لكنها تخضع للجدوى الاقتصادية.
وأضاف أن البحرين تسعى إلى رفع إنتاجها من النفط والغاز لمواجهة الطلب المحلي، مضيفا أنه في عام 2019، وصلت البحرين إلى أعلى طاقة إنتاجية للغاز بنحو 2.2 مليار قدم مكعب من الغاز، فيما تستهدف الوصول إلى 2.5 مليار قدم مكعب من الغاز خلال الفترة المقبلة.
وقال إن الاتفاق مع روسيا لاستيراد الغاز ضمن الخطط البحرينية للاستيراد، لكنه لم يفعل لعدم وجود الحاجة إليه حاليا، وأشار إلى الانتهاء من بناء المرفأ في الفترة الحالية لتعزيز قدرات البحرين في حال استيراد الغاز.
وتطرق الوزير البحريني خلال مشاركته في الجلسة الوزارية النقاشية إلى أهمية تطبيق التكنولوجيا الحديثة في قطاع الطاقة لتأمين الطاقة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها العالم، من تأثيرات جيوسياسية واقتصادية وتنافسية شديدة تتطلب العمل معا لتذليل جميع الصعوبات وإيجاد الحلول المناسبة بطرق ابتكارية وإبداعية تستطيع التنافس في الأسواق النفطية العالمية.
وأوضح أن أسعار النفط في تذبذب وغير مستقرة وصعب التكهن في ظل التغيرات العالمية السريعة، إلا أن هناك عديدا من المشاريع النفطية الطموحة الرامية إلى تطوير وتحسين المنتوجات النفطية المتطابقة مع المواصفات العالمية، منها مشروع تحديث مصفاة البحرين ومشروع المصنع الثالث لشركة بناغاز ومشروع مرفأ الغاز المسال وغيرها من المشاريع الحيوية في البحرين.
وأكد الوزير ضرورة استخدام التكنولوجيا الحديثة في التصدي لظاهرة التغيرات المناخية التي تعد موضوع الساعة في الوقت الراهن؛ الذي يستحوذ على الاهتمام الأكبر في مناقشات الرؤساء والوزراء في المحافل والاجتماعات الدولية التي توصي بتنفيذ مشاريع تنموية مستدامة للتقليل من الآثار الناجمة عن تلوث المناخ.
يذكر أنه على هامش المؤتمر، افتتح الأمير عبدالعزيز بن سلمان المعرض المصاحب الذي شاركت فيه شركات سعودية وخليجية وعالمية، واطلع على عديد من المنتجات والمعلومات المتعلقة بالطاقة وأحدث ما توصلت إليه التقنيات الحديثة في هذا المجال الحيوي والمهم.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- محلية