أخبار اقتصادية- محلية

أعظم الإصلاح .. «رؤية» وإفصاح

أعظم الإصلاح .. «رؤية» وإفصاح

قيل "الفساد يهبط من أعلى إلى أدنى، والإصلاح يصعد من أدنى إلى أعلى" لذلك كان المسؤول معنيا دوما بالتخطيط والإعلان بالتوازي مع المحاسبة والإفصاح. وهذا ما دأبت عليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بتوجيه ومتابعة من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رئيس المجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية.
وفي وقت ظن فيه البعض أن شفافية المؤتمرات الصحافية المصاحبة لإعلان الميزانية المستحدثة قبل ثلاثة أعوام منذ إطلاق "رؤية السعودية 2030" ستخبو بعد حين. أو في أحسن الأحوال سيعاد تكرارها بروتينية معهودة لطالما أفسدت كثيرا من المشاريع الطموحة.
إلا أن الواقع الممهور بكثير من الاحترافية والفعالية في يومي الإعلان عن ميزانية 2019 أظهر تكاملا لافتا ومبشرا بين الوزارات المعنية بتنفيذ رؤية البلاد ونضجا غير مسبوق سواء كان ذلك من الناحية التنظيمية أو من ناحية الخبرات التراكمية لمجمل الوزارات المعنية التي بدا تأثيرها واضحا على طبيعة ما قدمه وزراء الحكومة من معلومات بنيت هذه المرة على ما أنجز واقعا وما سينجز في المستقبل القريب، ودائما على ضوء رؤية بعيدة المدى. كل المبشرات تشير إلى مضيها قدما وبخطى ثابتة نحو مستهدفاتها.
وزارة المالية المستضيفة، رأس قاطرة الرؤية والجهة المخولة بتنظيم هذا الحدث المفصلي، كانت على قدر الحدث بإشادة الجميع. أرقامها جاهزة وبرامجها واضحة لتعطي بدورها مثالا جيدا للوزارات الأخرى عن طبيعة الأداء المطلوب ونوعية القياس المرغوب. ليحضر وزيرها الجدعان متحدثا على مدار يومي الإعلان عن الميزانية في ظهورين مباشرين. الأول يتحدث عن موازنة الدولة بشكلها العام، والثاني إلى جانب وزراء آخرين مجيبا عما يتعلق بوزارة المالية بشكل خاص.
أربع جلسات متعاقبة ومعلنة، بحضور وكالات أنباء عالمية ومحطات عربية وأخرى محلية. أظهرت جهودا متناغمة وبارزة لوزارة الإعلام ممثلة في وزيرها العواد الذي بدا كمايسترو يضبط من وقت لآخر إيقاع الشفافية والاستجواب بين المسؤول من جهة، والمواطن والإعلامي من جهة أخرى. لتخرج الجلسات الطويلة بمعلوماتها الكثيفة على قدر من البساطة غير المخلة والرشاقة المشوقة.
فيما أعطيت فرصة إدارة الحوار في جميع الجلسات لمحاورين معروفين إعلاميا غير محسوبين على الحكومة. تناولوا بدورهم الشأن العام بكثير من السؤال والاستفسار، متجاوزين الأرقام الاقتصادية والمالية للموازنة التي قد لا يفهمها المواطن البسيط إلى حيثيات بسيطة تلامس هموم المواطن اليومية فكانت الإجابات شافية وكافية. بينما الأهم والمطمئن أنها كانت تؤشر بكثير من الجلاء إلى تمكن كل وزير وإلمامه بما أنجز وما لا يزال طور الإنجاز.
ويبقى أن كثيرا من تعليقات وتوضيحات الوزراء أكدت بالإحصائيات وشفافية الأرقام حقيقة ما أشار إليه وزير المالية الجدعان في اليوم الأول للإعلان من أن عام 2019 سينقل الرؤية بمبادراتها وبرامجها من واقع التخطيط إلى حيز التنفيذ. وهذا ما نرجوه جميعا قيادة وشعبا نحو اقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي ووطن طموح.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- محلية