«سيتي جروب»: 80 دولارا للبرميل سعر واقعي للنفط .. وبلوغ ال 100 وارد

«سيتي جروب»: 80 دولارا للبرميل سعر واقعي للنفط .. وبلوغ ال 100 وارد

توقعت مجموعة "سيتي جروب" المصرفية أن تستأنف أسعار النفط الخام مسيرة الارتفاعات في وقت قريب، مبررة ذلك بارتفاع الطلب من المصافي خلال الشهرين الأخيرين من كل عام. وقال تقرير حديث للمجموعة إن متوسط سعر 80 دولارًا للبرميل لهذا الربع هو أمر "واقعي" مع احتمال ارتفاع الأسعار إلى 90 دولارا أو حتى 100 دولار في حالة حدوث اضطرابات جيوسياسية أخرى تؤدي إلى تفاقم أزمة العرض في مقابل ارتفاع الطلب لتزايد الاستهلاك.
وذكر التقرير أن سعر خام برنت تجاوز مستوى قياسيا بلغ 85 دولارا للبرميل في أوائل شهر أكتوبر الماضي، بسبب القلق من أن العقوبات الأمريكية على إيران ستحدث نقصا حادا في المعروض، وهو ما كان بعيدا عن الواقع، حيث على العكس انخفضت الأسعار مرة أخرى. وأشار التقرير إلى أن السوق تتلقى إشارات مختلطة تربكها نسبيا وتعمق حالة عدم اليقين بها، حيث تعتزم روسيا رفع مستوى الإنتاج إلى رقم قياسي، بينما تتحدث منظمة أوبك عن أن المجموعة قد تضغط على العرض مرة أخرى في عام 2019.
ورجح التقرير أن تستمر مبيعات إيران بنحو مليون برميل يوميا، مضيفا أن التنازلات لا تسمح بمشتريات غير محدودة من هذه الدول الثماني، كما توقع حدوث اضطرابات في الإمدادات في أماكن أخرى بما في ذلك دول "أوبك" مثل نيجيريا وليبيا وفنزويلا، متوقعا أن حجم الاضطرابات يبلغ في المتوسط نحو نصف مليون برميل يوميا.
وتوقع التقرير أن يشهد العام المقبل تغيرا في صورة الطلب على النفط الخام عالميا مع احتمال حدوث تباطؤ في النمو الاقتصادي، ما يؤثر في حجم استخدام الطاقة، لافتا إلى احتمال أن يكون الطلب أقل بنحو 500 ألف برميل يوميا مقارنة بالعام الحالي.
وفي سياق متصل، مالت أسعار النفط الخام إلى التراجع على الرغم من بدء سريان العقوبات الأمريكية على إيران، وذلك بعد إعلان الولايات المتحدة منح بعض الاستثناءات لمستوردي النفط الإيراني إلى جانب استمرار القلق من تباطؤ النمو الاقتصادي.
ويواصل المنتجون في "أوبك" وخارجها ضخ مزيد من الإمدادات النفطية لتعويض المعروض النفطي عن نقص محتمل، وهو ما عزز القناعة باحتمال حدوث تخمة في المعروض خلال العام المقبل.
وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية" دان بوسكا كبير المحللين في بنك "يوني كريديت" البريطاني، إن السوق شهدت تحولات عكسية قوية من حالة المخاوف من ندرة المعروض مع بدء الإعلان عن العقوبات الأمريكية على إيران إلى حالة وفرة الإمدادات الحالية الناجمة عن زيادة الإنتاج وتحجيم تداعيات العقوبات خاصة مع منح الإعفاءات الجديدة لثماني دول. وأشار إلى أن مستوى المخزونات الأمريكية مازال مرتفعا، ولكن مع المضي قدما في تطبيق العقوبات قد تتراجع المخزونات مرة أخرى وتعاود الأسعار الارتفاع إلى مستوى 80 دولارا للبرميل مرة أخرى بعد أن خاضت موجة تراجع استمرت على مدار أكثر من شهر.
من جانبه، أوضح لـ"الاقتصادية" أرتوراس فيفراس مدير الاستثمار في فكتوريا بنك بدولة مولدوفا، أن روسيا تركز على زيادة الإنتاج وتعزيز الإمدادات وأن الشراكة الجديدة المتوقعة مع "أوبك" التي ستعلن الشهر المقبل من المؤكد أنها ستعزز العمل المشترك وتدفع الصناعة إلى مزيد من الانتعاش والرواج.
ولفت إلى أن الفترة المقبلة ستشهد الانحسار من تداعيات العقوبات على إيران مع استمرار "أوبك" وحلفائها في ضخ مزيد من الإمدادات في مقابل استمرار التأثيرات السلبية للحرب التجارية الصينية الأمريكية على معدلات النمو ومستويات الطلب على الطاقة.
من ناحيته، قال لـ"الاقتصادية" ماثيو جونسون المحلل في مجموعة "أوكسيرا" للاستشارات، إن التنازلات التي منحتها الولايات المتحدة للدول المشترية للنفط الإيراني محدودة ومشروطة بتخفيضات متتالية بهدف الوصول إلى مستوى الصفر لصادرات النفط الإيرانية وهو الأمر الذي يحتاج إلى تأمين مسبق من كبار المنتجين لإمدادات النفط.
وأشار إلى تمهل كبار المنتجين في زيادة الإنتاج بهدف عدم التسرع في استنزاف الطاقة الاحتياطية، خاصة أن احتياجات المستهلكين يتم توفيرها حاليا بشكل ملائم، كما أن الأسعار عادت إلى التراجع بما يهدئ مخاوف المستهلكين، إضافة إلى استعداد السوق لفترة ضعف الطلب الموسمي بسبب صيانة المصافي في الربع الأول.
وفيما يخص الأسعار، تراجعت أسعار النفط أمس، تحت وطأة استثناءات من العقوبات منحتها واشنطن للسماح لأكبر مشتري الخام الإيراني بمواصلة الاستيراد من طهران فضلا عن بواعث القلق من تباطؤ اقتصادي قد يكبح نمو الطلب على الوقود.
وفي الساعة 0653 بتوقيت جرينتش كانت العقود الآجلة للخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط عند 62.90 دولار للبرميل منخفضة 20 سنتا بما يعادل 0.3 في المائة عن التسوية السابقة.
وانخفضت عقود خام القياس العالمي برنت 47 سنتا أو 0.6 في المائة إلى 72.70 دولار للبرميل.
وقال المحللون إن توقعات حدوث تباطؤ اقتصادي في الأشهر المقبلة تؤثر سلبا في تقديرات الطلب على الوقود، بينما انحسرت المخاوف على صعيد المعروض، بعد أن منحت واشنطن إعفاءات لثمانية مستوردين للنفط الإيراني بما يسمح لهم بمواصلة الشراء.
وفقد الخام الأمريكي عند تسوية أمس الأول، نسبة 0.4 في المائة، في سادس خسارة يومية على التوالي، مسجلا أدنى مستوى في سبعة أشهر 62.51 دولار للبرميل، في المقابل صعدت عقود برنت بنسبة 0.25 في المائة، ضمن عمليات التعافي من أدنى مستوى في شهرين ونصف عند 72.15 دولار للبرميل المسجل في وقت سابق من تعاملات الجمعة الماضي.
وعلى مدار الأسبوع الماضي، فقدت أسعار النفط العالمية متوسط 7 في المائة، في رابع خسارة أسبوعية على التوالي، ضمن أطول سلسلة خسائر أسبوعية منذ أيار (مايو) الماضي، وبأكبر خسارة أسبوعية منذ أوائل شباط (فبراير) الماضي.
ومع دخول العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران حيز التنفيذ الفعلي بداية من يوم الأحد الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر)، أعطت الولايات المتحدة استثناءات لمدة 180 يوما لثمانية مستوردين للنفط الإيراني.
والدول هي الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان وإيطاليا واليونان وتايوان وتركيا، وهي بالفعل أكبر مشتري النفط الإيراني، الأمر الذي يعني استمرار تصدير إيران للخام خلال تلك الفترة.
وفي روسيا ارتفع الإنتاج إلى مستوى قياسي جديد بلغ 11.41 مليون برميل يوميا في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وسجل الإنتاج الروسي مستوى 11.36 مليون برميل يوميا في أيلول (سبتمبر) الماضي.
وعززت منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" إنتاجها في تشرين الأول (أكتوبر) إلى 33.31 مليون برميل يوميا، على حسب بيانات لوكالة رويترز، بزيادة قدرها 390 ألف برميل عن متوسط الإنتاج في أيلول (سبتمبر)، وهو أعلى مستوى لإنتاج المنظمة العالمية منذ كانون الأول (ديسمبر) 2016.
وفي الولايات المتحدة، أعلنت وكالة الطاقة الأمريكية الأسبوع الماضي عن زيادة إنتاج النفط في البلاد بمقدار 300 ألف برميل في الأسبوع المنتهي 26 تشرين الأول (أكتوبر) إلى إجمالي 11.2 مليون برميل يوميا، وهو أعلى مستوى للإنتاج الأمريكي على الإطلاق.
وارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 71.45 دولار للبرميل أمس الأول، مقابل 71.35 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 15 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق أول ارتفاع عقب عدة انخفاضات متتالية، كما أن السلة خسرت نحو خمسة دولارات، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 76.07 دولار للبرميل.