المعلم يا قوم

صدمت -كما يحدث معي كل مرة- لخبر الاعتداء على معلم مدرسة ثانوية من قبل ملثمين، وسرقة جواله وأمواله أمام المدرسة التي يعمل فيها وبمرأى ومسمع من طلبته. الصدمة مصدرها مجموعة العوامل والملابسات التي تحيط بالحادثة. المكان هو المدرسة وهي مدرسة ثانوية يتعلم فيها أبناء في مرحلة عمرية مهمة تحفل بالتناقض والحماس والحيوية التي نعدها إيجابية، لكنها قد تنقلب لعكسها إن هي حدثت في بيئة غير صحية، أو استغلها من يحاولون الإساءة والإضرار بشبابنا. هذه المدرسة لم توثق الحادثة، بسبب عدم وجود تجهيزات إلكترونية ضرورية من الكاميرات وما في حكمها.
الواقع يستدعي أن تعمل الوزارة على تغطية كل مدارسها بالكاميرات ليس لهذا الغرض بالذات، بل لفوائد جمة من ضمنها مراقبة العمل والتعامل والأداء في المدارس والتأكد من دقة كل ما يصلها من معلومات.
هذا المطلب يجب أن يحصل على عناية فائقة من وزارة التعليم وهو أمر في غاية البساطة، وتكلفته منخفضة لدرجة أن أصحاب المنازل يقومون بتغطية بيوتهم بهذه الكاميرات رغم أن أهميتها للمدارس "مثلا" أكبر. لعل البلديات تنتبه لمثل هذا الأمر فتوثق المواقع العامة فيها، والشوارع التي تكون بحاجة إلى الرقابة سواء لجهة خدمات المدينة أو غيرها من الأنشطة الأمنية والبيئية.
ثم إن مشاهدة الطلبة لهذا السلوك الخطر، وبقاءهم بعيدين عن التصرف يمكن أن يفسر على السلب والإيجاب رغم أهمية أن يبقى الطلبة ضمن محددات مهمة على رأسها سلامتهم، وهو ما جعلني أتوقف عن لوم الطلبة حيث قد يكون الملثمون مسلحين وهو أمر لم يتضح في الخبر الذي قرأته. قد يعرف بعض الطلبة أحدا من المعتدين وهذا يجعل مسؤوليته مضاعفة، حيث لا بد أن يبلغ عمن يعرفه ليضمن العقاب المناسب.
يسوؤني أن أسمع بمثل هذا الأمر، فحتى لو كان تعامل المعلم غير مقبول، فليس من المقبول أن يعتدى عليه وهو ناشر المعرفة ومعين الأسرة الأول وصانع مجد الأمة إن هو أصلح النية وأدى الواجب بما يرضي الله. لهذا فلا بد من استعادة هيبة المعلم التي كان يتمتع بها رغم صعوبة الحال في السابق وعدم القناعة بأهمية العلم التي تنتشر اليوم لدى كل الأسر، لا بد من تنظيم برامج توعية للتعريف بالمعلم وحماية حقوقه وليس أقدر على ذلك من الوزارة المسؤولة عن العلم.

المزيد من الرأي