Author

نجاة الركاب

|

توقعت أن يلقى نبأ نجاة طائرة الخطوط السعودية وركابها وخروجهم بسلام، بعد أن تعطلت أنظمة الهبوط في الرحلة، التي كانت متجهة من المدينة المنورة إلى كراتشي، مزيدا من الاهتمام من مواقع التواصل والنقاشات العامة التي تسيطر عليها في كثير من الأحيان أمور أهميتها لا تستحق ذلك. ظهر الخبر واختفى بكل سرعة، وهذا أمر مؤسف؛ لأن نجاح قائد الطائرة وتمكنه من الهبوط، ونجاح فريق الطوارئ في مطار الملك عبدالعزيز يستحقان الإشادة والتقدير. كانت العملية اختبارا مهما لمجموعة من الإجراءات المعقدة، التي تميز عالم الطيران، وهذا يجعلها أكثر أهمية واستحقاقا للنقاش والإشادة. في هذا الشأن ـــ بالذات ـــ نحتاج إلى مراجعة كثير مما يوجه الرأي العام، من تقليص مساحة العناية بالنجاحات الوطنية، ومن ذلك ما يحققه أبناء الوطن وبناته في الداخل والخارج. العناية بالعلاقات العامة والنشر والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي تركز على النجاحات المحققة في كثير من المجالات، ذلك أن إظهار العيوب سهل، ويمكن أن يفعله أي شخص بحكم أن كل من يعمل سيخطئ في الغالب. أما النجاحات التي يمكن رصدها فتبدو كالنجوم التي تحتاج رؤيتها إلى وسائل كشف ورقابة وتركيز. وهنا أذكر أن الحالات التي نشاهدها يوميا تمر مرور الكرام من أمام الجوائز التي تمنح من قبل مختلف المحافل، كما أن الجهات التي تنظم هذه المحافل وتحتفي بالنجاحات تخسر كثيرا من الاهتمام كلما ركزت على فئات أو أعمال أقل تأثيرا في العالم اليوم. من هنا أجد أن كثيرا من الجهد لا بد أن يبذل في سبيل إبراز النجاح وتشجيعه لأسباب كثيرة، من أهمها تحفيز روح الإبداع في الوطن بمختلف مكوناته وأعماله واهتماماته، ثم كشف المواهب المبتعدة أو المختفية لأسباب مرتبطة بعدم الاهتمام أو عدم توقع أي فوائد من الاستمرار. كل هذه النقاط يمكن أن تكون في الحد الأدنى من الأهمية حين نراجع أنفسنا، ونكتشف أن ما يبرع فيه أبناؤنا وبناتنا، وما يمكن أن يبرعوا فيه لا حدود له. من هنا أدعو إلى عملية مراجعة شاملة، تقوم بها كل الوزارات والهيئات والجمعيات والمؤسسات لبرامج العلاقات العامة التي تنفذها، والدور الذي تسهم به في كشف ودعم المبدعين في مجالاتها، ثم البحث في كيفية الإفادة منها؛ لتكوين منظومة متكاملة من النجاحات والتنافس في كل مجال.

إنشرها