إنشاء مدينة جامعية للبنات في الدرعية.."احتفالية أخرى"
اليوم الوطني ذكرى ليومٍ خالد أعلن فيه المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – توحيد المملكة العربية السعودية، وكان ذلك في يوم 23 من أيلول (سبتمبر) من عام 1932م. 78 سنة من وحدة الصف والكلمة والقلوب. إنها ذكري يعتز بها كل مواطن، فقبل هذا اليوم ببضع سنين كانت الفوضى والتناحر تعم جميع أرجاء البلاد. ولكن بعد التوحيد تحقق لها الرخاء، و الأمن والاستقرار ولّم الشمل. فقد قضى على مظاهر الفوضى والغزو والسلب والنهب والقتل. فبعد أن كانت هناك مئات الرايات والأعلام للقبائل والبطون والفخوذ والأسر، أصبحت هناك راية واحدة هي راية الإسلام والتوحيد.
عمت الإنجازات جميع مناحي الحياة ومنها على سبيل المثال: الحياة الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية، التعليمية، الصحية، التقنية، الصناعية، والعمرانية. وبما أني أعمل في مجال التعليم (التعليم العالي)، سأتطرق إلى هذا الجانب الحيوي لعرض بعض المنجزات باختصار شديد.
شهد التعليم في المملكة قفزات هائلة ومتتالية، وخصوصاً خلال السنوات الأربع الماضية. فقد ارتفع عدد الجامعات من 8 ليصبح لدينا 20 جامعة حكومية تشمل جميع التخصصات العلمية، ويستفيد منها أكثر من 72 محافظة في جميع أرجاء الوطن. روعي في إنشاء هذه الجامعات تطبيق المعايير الدولية من جودة التعليم وتعزيز المعرفة لدى الفرد والاهتمام بالتخصصات النادرة، وحرص المسؤولون في التعليم العالي على تطبيق المعايير الأكاديمية التي تؤدي إلى الاعتماد الأكاديمي. فقد أبرم عددا من اتفاقيات التعاون مع معظم الجامعات العالمية المرموقة مثل: جامعة MIT، وجامعة أن أربر، وجامعة أوستن، والجامعة السنغافورية، وجامعات فرنسية وألمانية وبريطانية. كما فتح مجال الابتعاث الخارجي في جميع التخصصات الحيوية التي يحتاج إليها سوق العمل في المملكة. كذلك تم دعم البحث العلمي في الجامعات ومراكز الأبحاث المختلفة بملايين الريالات، وتم استقطاب أعضاء هيئة تدريس وباحثين متميزين لتحقيق التنافس والريادة على مستوى العالم.
كغيرها من الجامعات، حظيت جامعة الملك سعود منذ إنشائها باهتمام ودعم ولاة الأمر. وفي هذا العهد الميمون خصص لها مبالغ مالية هائلة لدعم البنية التحتية، ولدعم البحث العلمي، وإنشاء مبان وكليات جديدة . في منتصف هذا الشهر المبارك صدرت موافقة المقام السامي الكريم بتخصيص مبلغ عشرة مليارات وثلاثمائة مليون ريال لإنشاء مدينة جامعية للبنات في الدرعية تشتمل على عدد كبير من الكليات ومنها: الكليات الصحية (الطب، طب الأسنان، الصيدلة، العلوم الطبية التطبيقية، التمريض)، والكليات العلمية (العلوم، علوم الأغذية والزراعة، الحاسب والمعلومات)، وكليات العلوم الإنسانية (الآداب، التربية، اللغات والترجمة، إدارة الأعمال، الأنظمة). إضافة إلى إنشاء مباني الإدارة والخدمات المساندة ومراكز الأنشطة غير الصفية. كذلك ستكون هناك مشاريع أخرى من ضمنها توسعة خدمات المدينة الطبية الجامعية لخدمة منسوبي ومنسوبات الجامعة، وتوسعة مركز الملك فهد لأبحاث وجراحة القلب، وتوسعة كلية الطب، توسعة مستشفى الملك خالد الجامعي، توسعة كلية طب الأسنان. ومن ضمن هذه المشاريع الكبيرة التي حظيت بها جامعة الملك سعود، استكمال كليات البنين والعمادات المساندة، وإنشاء مواقف متعددة الأدوار، وإنشاء وحدات سكنية جديدة، ومركز ترفيهي لمنسوبي ومنسوبات الجامعة. وإنشاء البنية التحتية لوادي الرياض للتقنية.
وبهذه المناسبة الغالية على قلب كل سعودي ندعو الله أن يسكن مؤسس هذا الكيان فسيح جناته وأن يحفظ لنا أمن واستقرار وطننا الحبيب في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وأن يوفقهما لمواصلة مسيرة الخير والعطاء والتنمية التي يعيشها كل مواطن.