محمد عبده .. "ليتك تثقل"!

[email protected]

لم ألتق محمد عبده، ولم أعرفه على المستوى الشخصي أو حتى من خلال التواصل المهني، كل ما أعرفه عن هذا الرجل أنه من فئة المبدعين المميزين، من أولئك الذين استطاعوا أن يجعلوا للفن الطربي قيمة مضافة، بل وساهم في منح فنه الاحترام الذي يستحقه، ولا أخال من أطلقوا عليه فنان العرب إلا معبرين عن حقيقة ما يقدمه هذا الرجل .. لكن!
وآه من هذه الـ "لكن".. فـ "الزين" لم يكن له أن يكتمل بجماله وإبداعه ففناننا الكبير بات مكروراً جداً إلى درجة أن مشاهدته أصبحت مملة وظهوره بات مزعجاً، حتى أصبح التساؤل قائماً: هل أصبح فنان العرب مقاولاً طربياً، همه الظهور ولو على حساب المضمون والقبول!
فما إن تشاهد أي قناة تلفزيونية إلا وتجد محمد عبده ماثلاً أمامك، ولا مهرجاناً غنائياً إلا يكون حاضراً من خلاله.
محمد عبده الذي عرفناه كان بعيداً كل البعد عن سماجة الحضور المتكرر، ورزيناً في رسائله الطربية، لكن ما يحدث الآن لهذا المبدع أنه أصبح كالأفلام المصرية القديمة، الكل يعرضها لكن قلة من يشاهدونها!
محمد عبده وإن كان قد باع حقوق فنه لإحدى المحطات الغنائية فإنه بذلك بدا وكأنه يعرض بضاعته على طريقة المقاول.
هنا نحن نعلم أن للظهور والشهرة وللمال أيضاً سطوة على النفس البشرية ، فعبده الذي لم ينجح كممثل سينمائي وتلفزيوني في السابق تجاوز حب الظهور لديه حتى بات معنياً بلقاءات خلال العامين المنصرمين تساوي مجموع ما أجراه طوال تاريخه.. فهو أراد من خلال حواراته المتلفزة أن يكون صاحب الرأي الذي لا يراجع فكانت إحدى كلماته غير مقبولة أبدأً، (وكم من كلمة قالت لصاحبها دعني).. بل وأصبح يذهب إلى مناح أخرى فذلك المطرب لا يعجبه، وآخر ليس مؤهلاً للغناء، وثالث غير جدير .. فهل أخذت النرجسية من محمد عبده هذا المأخذ حتى أصبح فيلسوف الطرب ومقرر أدواته وأعضائه؟
لن نوغل في الكلام عن محمد عبده "ما بعد عام 2005"، لأنه غير محمد عبده الذي سبق التاريخ المذكور، وعرفناه من خلاله أنموذجاً مشرفاً ليس للطرب المحلي بل للعرب أيضا، لكن الآن! لا فرق بينه وبين بائعي البضاعة الطربية الرديئة من أولئك المنتشرين على الفضائيات الغنائية بكل سماجة بضاعتهم الكلمات الهابطة، وعنوانهم حب الظهور ولا شيء غيره، لأنهم جميعاً أحبوا الظهور على حساب المضمون .
أعود للقراء الكرام وأقول أستميحكم عذراً فلست بالمتخصص في النقد الفني بجميع أوجهه، لكن هي ملاحظات المحب لهذا البلبل الصداح الذي من فرط تكرار صوته في كل مكان كاد يكون نشازاً.. ونقول "أثقل قليلاً" يابن عبده لأنك مازلت الأول، ونحسب أن في جعبتك كثيرا من الإبداع والتألق .. لكن كلا الشأنين ستفسدهما كثرة الظهور والحوارات الخائبة معنى ومضمونا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي