FINANCIAL TIMES

للعام الخامس .. محصول وفير من الذرة وفول الصويا

للعام الخامس .. محصول وفير من الذرة وفول الصويا

جراند آيلاند في ولاية نبراسكا الأمريكية استقبلت نوعين من السياح يوم الإثنين الماضي. الأول كان يحدق في السماء لرؤية كسوف شمسي كامل. والآخر للوقوف على وضع الحقول المنتشرة في المنطقة.
هذه المدينة الصغيرة التي كانت في مسار الكسوف مباشرة كانت أيضا محطة الجولة السنوية لـ "فارم جيرنال ميدويست كروب"، وهي موكب من المزارعين، ومديري صناديق التحوط، والسماسرة، والمحللين الذين يتجولون في قلب المنطقة الرائدة لزراعة الذرة وحبوب الصويا في العالم، لقياس حجم عرانيس الذرة وقرون الحبوب بهدف تقدير المحصول الأمريكي.
إذا كانت أسواق العقود الآجلة في شيكاغو بمنزلة مؤشر، فإن المحاصيل ستكون كبيرة للعالم الخامس على التوالي. في الشهر الماضي الذرة التي ستسلم في كانون الأول (ديسمبر) انخفضت 8.5 في المائة إلى 3.60 دولار للبوشل، وتراجع القمح تسليم كانون الأول (ديسمبر) 18 في المائة إلى 4.29 دولار للبوشل، وحبوب الصويا تسليم تشرين الثاني (نوفمبر) انخفضت 8.3 في المائة إلى 9.37½ دولار للبوشل.
هذه الخسائر تلقي بثقلها على العوائد لمستثمري السلع الأساسية. مؤشر بلومبيرج للسلع، وهو سلة من العقود الآجلة، انخفض 5 في المائة في عام 2017 ويتجه نحو تراجعه السنوي السادس خلال سبعة أعوام.
وجد مكتشفو المحاصيل في الجولة حتى الآن مزيجا متفاوتا من الحقول. يقول كريس نارايانان، من "جي آيه كابيتال"، وهي مجموعة للخدمات المصرفية الاستثمارية الزراعية، أثناء رحلته في إنديانا على الطريق الشرقي للجولة: "من رأيي أنها لائقة بشكل عام لكنها ليست مذهلة".
على الجانب الغربي، يقول جارود كريد، المستشار الذي وصل إلى جراند آيلاند بعد مشاهدة الكسوف من أحد حقول الذرة إن "إنتاج المحاصيل في ولاية نبراسكا ليس رديئا جدا في الوقت الحالي".
موسم زراعة الذرة وحبوب الصويا الأمريكي كان غير قابل للتنبؤ، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار. وأدى الطقس الرطب إلى تأخر بعض الزراعة، لكن فصل الصيف في تموز (يوليو) أدى إلى جفاف بعض الجيوب في حزام الذرة الغربي. وتسبب أيضا في تدمير محصول القمع الأحمر القاسي الذي يزرع في الربيع: ثلاثة أرباع حقول داكوتا الجنوبية صنفت على أنها ضعيفة، أو ضعيفة جدا من قبل وزارة الزراعة.
يقول سكوت إيروين، خبير الاقتصاد الزراعي في جامعة إيلينوي والمدير في شركة يليدكاست لتوقع المحاصيل: "أرى أن هذا العام تجنب للتو كارثة محاصيل. لقد كان موسم زراعة متغيرا جدا منذ البداية".
هذا قد يؤدي إلى عدم يقين أكثر من المعتاد بشأن حجم الحصاد الأمريكي، ما قد يؤدي إلى تراجع الأسعار في الأشهر المقبلة.
لكن يبدو أن السوق تعتقد أن الحصاد والمخزون المتبقي سيكونا كافيين لتلبية الطلب. وتتوقع وزارة الزراعة أن يسجل إنتاج حبوب الصويا الأمريكي رقما قياسيا يبلغ 4.38 مليار بوشل (119 مليون طن)، بسبب ارتفاع الغلة إلى ثاني أعلى متوسط على الإطلاق. من المتوقع أن يبلغ محصول الذرة 14.3 مليار بوشل (360 مليون طن)، وهو حجم كبير، مع ثالث أفضل غلة على الإطلاق. أسعار العقود الآجلة لقمح الربيع انخفضت 20 في المائة من ذروة بلغتها في حزيران (يونيو).
وتأتي المحاصيل الأمريكية الوفيرة في الوقت الذي تبدو فيه الإمدادات جيدة في المناطق المهمة الأخرى لزراعة الحبوب. فقد تم تحديث محاصيل القمح في روسيا وكازاخستان، على الرغم من أنها قد لا تكون بالجودة نفسها في الوقت الذي يخسر فيه قمح الربيع الأمريكي والكندي بسبب الجفاف، كما تقول وزارة الزراعة الأمريكية.
البرازيل، المنافس الرئيسي للولايات المتحدة في صادرات الذرة وحبوب الصويا، حصدت أخيرا محاصيل قياسية في كلا السلعتين. في مجمع صوامع في ولاية ماتو جروسو وسط غرب البرازيل هذا الأسبوع، تقبع بذور الذرة في تلال صفراء في العراء.
يقول جواو مانويل سيلفا، مدير مجمع الصوامع: "هناك ذرة في كل مكان: كما ترى لا توجد مساحة كافية لتخزين جميع الحبوب". ومن المرجح أن تبقى حبوب الصويا مخزنة حتى العام المقبل بسبب انتظار المنتجين انتعاش الأسعار.
في مرحلة ما، أعوام الأسعار المنخفضة قد تجبر المزارعين على تقليص المساحة المزروعة لتجنب خسارة المال. رودريجو بوزوبون، مندوب المؤسسة الزراعية التعاونية "آبروزوجا" في ماتو جروسو، يقول إن مجموعته تطلب من المزارعين عدم الزراعة في المناطق الأقل إنتاجية في الموسم المقبل من أجل تقليل العرض.
لكن طلب تقييد الإنتاج أسهل من تنفيذه. في البرازيل في الأعوام الأخيرة، العملة المحلية الضعيفة أدت جزئيا إلى تقليل آثار انخفاض أسعار الحبوب الدولية المقومة بالدولار.
في الولايات المتحدة، لدى المزارع تكاليف ثابتة ثقيلة مثل الأراضي والمعدات، ما يوجد حافزا لزراعة شيء ما بدلا من تركها بورا. في الوقت نفسه، بعض التكاليف المتغيرة، مثل وقود الديزل، أرخص مما كانت عليه في الأعوام الماضية، ما يعوض آثار انخفاض أسعار الحبوب. يقول البروفيسور إيروين: "إنها المعضلة الكلاسيكية في زراعة المحاصيل ذات التكاليف الثابتة العالية بالنسبة للتكاليف المتغيرة".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES