جماهير النصر وشاعر المليون

[email protected]
 
  حدثان كان لهما نصيب الأسد من الاهتمام الشعبي طيلة الأسابيع الماضية، أولهما حصول نادي النصر على كأس مسابقة الأمير فيصل بن فهد رحمه الله، والآخر ترقب الحلقة الأخيرة من "مسلسل شاعر المليون"، ونقطة التقاطع بين هذين الحدثين هو السيّد "الجمهور" الذي رصدته عن قرب لأكتشف ما حاول أن يمارسه من دور تجاه انتمائه، حيث كان في النصر يصفق وكأنه يصنع للمدى إيقاعا ويحاول أن يعيد صياغة الأخضر ويرتب طوابير الفرحة التي تزاحمت أمام فوزه على الهلال، وعاند سنين الجفاف بدمع وعرق، أما جمهور شاعر المليون فقد حضر كي يملأ فراغ الكراسي، ويرسخ "التشجيع" الفردي، في منظر يؤكد حكاية "مع الخيل يا شقرا" حيث وقع في فخ تشويه المحكية السعودية من خلال النماذج التي قدمها "على الأغلب"، ومن الواضح أن جمهور كهذا ينقاد بسهولة من خلال أدوات تحرك مشاعره دون "تفكير"، وكأننا به "يشجع فريقا من أجل لاعب دون الكيان ككل"، وعلى العكس نجد جمهور النصر الذي استمتع بنتاج جميع الشعراء ليلتقط قصيدة جميلة لم يكن يعرفها عنوانها "ريان بلال".
والغريب في الأمر أن التجمهر الكروي بات أكثر قدرة على الانطلاق من أساس "عاطفي/عقلي" في صورة تكثف زحام الانتماء المخلص لمن يستحق، أما التجمهر الشعري ينطلق من "فزعة" وإجابة "لاستجداء شاعر" يبحث عن "تصويت" دون النظر للشعر كأساس للتجمعّ، رغم كل التقارب بينهما حيث الأخضر والإيقاع والمساحات التي تبحث عن ركض وانتصار للفكرة.
وطالما أن الأكثرية "الشعبية" ركزت اهتماماتها على كرة القدم والشعر المحكي كان من الواجب التعامل مع هذين اللونين كأدوات لتسخير الطاقات ومزجها بما ينفع المجتمع والمشهد الحياتي  تمهيدا لتعزيز حضورها كصوت منظم و"محترم"ومفيد.
أعود لأقول: جمهور النصر أفضل من يجيد قراءة القصائد وأفضل من يسهم في إعادة مرحلة الشعر للشعر!
أما جمهور شاعر المليون قد أضاع هدفه وهو يبحث عن لاعب اختار المدرب قبل بدء المباراة عدم إشراكه!
لذا سيظل جمهور النصر قادرا على إدهاش الشعر أما "شاعر المليون" فلن يستطيع إدهاش جمهور كجمهور النصر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي