جامعة الملك عبد الله و"أرامكو" يكسبان الجولة

[email protected]

جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية هذا الصرح العالمي العملاق الذي يحق لنا أن نفخر بوجوده في بلادنا بعد اكتمال أعماله الإنشائية وتشغيل مرافق الجامعة، وفتح أبوابها والذي يتوقع أن يبدأ في سبتمبر 2009 بإذن الله تعالى، والجامعة من أفكار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله، والذي شهدت المملكة في عهده اهتماما كبيرا واستثمارا في جميع المجالات ومنها التعليم، وقد اختار حفظه الله معالي وزير البترول والثروة المعدنية بالمملكة العربية السعودية للإشراف على إنشاء الجامعة، والذي بدوره أوكل المهمة إلى أرامكو السعودية أكبر شركة نفط في العالم وقد أحسن الاختيار.
والجامعة تقع على مساحة 36 مليون متر مربع في "ثول" شمال محافظة جدة، منها 16 مليون متر مربع على اليابسة والباقي عبارة عن منظومة بيئية ومحمية بحرية طبيعية تخدم أغراض الجامعة، وسيتم تطبيق أفضل التقنيات العالمية في التنفيذ من خلال الاستخدام الكفء للمياه والكهرباء للحد من الآثار البيئية، وأكتفي بهذا القدر من اللمحة عن الجامعة ولن أتطرق لأغراضها وإنجازاتها التي تحققت في الحقل التعليمي والتحالف الدولي واستقطاب الكفاءات العالمية حتى الآن وقبل أن تفتح أبوابها رسميا.
مناسبة الحديث هو أن الجامعة قطعت شوطا كبيرا في تنفيذ المرحلة الأولى من أعمال الإنشاء والعمل يجري على قدم وساق دون توقف، وهنا مربط الفرس، حيث إن الالتزام بالتنفيذ والعمل الجاد للانتهاء من إنشاء مباني الجامعة والمساكن في الموعد المحدد يحدث إنجازا يجير لأرامكو السعودية، ويضاف لسلسلة إنجازاتها في جميع المجالات، وهذا ليس بغريب، وبنظرة سريعة إلى موقع الجامعة على الإنترنت تشاهد بالصور ما يحدث من تطور في سير العمل، وهذا ما يثلج الصدر.
ونحن نرى هذا الصرح ينفذ بشكل صحيح، كما هو مخطط له ولم يمض على الإعلان عنه والبدء في تنفيذه سوى سنة ونصف السنة ووتيرة العمل متسارعة، فإننا نرثي لحال الكثير من المشاريع والأفكار التي أعلن عنها منذ سنوات واعتمدت من الدولة ومازال بعضها يراوح مكانه بين مد وجزر ولجان فرعية ودراسات وتوصيات تدور في حلقات مفرغة برغم أنها سلمت إلى قطاعات خاصة أو شبه خاصة ولديها نوع من الاستقلالية والمرونة في القرار والدعم الكامل من الدولة.
هناك مشاريع حيوية واستراتيجية حكومية وخاصة أعلن عنها وطرح بعضها كمساهمة عامة ومازال العمل فيها يسير ببطء كبير، والجامعة أعلن عنها بعد الكثير من المشاريع ولكنها تفوقت، تحية وتقديرا للقائمين عليها وعلى رأسهم وزير البترول.. إنها فعلا البيئة الاحترافية وثقافة الإنجاز بعيدا عن البيروقراطية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي