تنمية عميقة لمستقبل الأجيال
تمضي المشاريع التنموية الجديدة في المملكة برعاية مباشرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وهذه الرعاية في حد ذاتها تمثل مصدر قوة لهذه المشاريع، ودافعا فيه من المعايير ما يتمم هذه المشاريع على أكمل وجه ضمن المدة الزمنية المقررة لها. ومثل هذه المشاريع وغيرها، تدخل ضمن النطاق الأشمل لـ "رؤية المملكة 2030" وبرنامج التحول المصاحب لها، وهي خطة استراتيجية تنموية كبرى تمضي باقتصاد السعودية نحو آفاق أخرى جديدة، توائم التحولات والمتغيرات، وتصون المصالح والمكاسب للسعوديين كافة بكل شرائحهم. فخادم الحرمين الشريفين لا يوفر مناسبة إلا ويؤكد أن كل مواطن هو محل اهتمام شخصي من قبله، وأنه يطلب أيضا من أي سعودي أن يتقدم بملاحظاته على مسيرة التنمية، بما يفيد الحراك العام كله.
يضع الملك سلمان مصلحة البلاد والشعب فوق كل شيء، ولا يقبل بالحلول الوسط في ذلك، وهو يستهدف في الواقع المستقبل الذي يشمل حياة المواطن ومعيشة أبنائه وأحفاده. لماذا؟ لأن كل خطوة تنموية تتم اليوم على أرض المملكة، هي في الواقع بناء منيع لمستقبل الأجيال المقبلة. ومن هنا تحرص القيادة على كل التفاصيل. وهي حريصة أيضا على بناء اقتصاد ضمن الأطر الوطنية الخالصة، وتفتح المجال لكل من يرغب في المشاركة المباشرة فيه، ولا سيما تلك التي تسهم في دفع الحراك التنموي، وتقود نحو التحول الاقتصادي التاريخي الكبير في البلاد. فرسالة الملك سلمان واضحة عندما قال "أرجو من أي مواطن له ملاحظة أن يبلغني إياها". وهذا في حد ذاته أعلى درجات المشاركة الوطنية من جانب القيادة الأعلى في المملكة.
الجميع يخضع للمحاسبة والمكافأة في هذه المسيرة الوطنية الاقتصادية الكبرى. ولا محاباة لما يختص بالوطن، فكيف الحال بخطط ومشاريع تمضي في تأسيس اقتصاد جديد؟ تنفذ المملكة استراتيجية التنمية وهي تواجه سلسلة من التحديات، كما أنها تواصل بكل ما تملك من حكمة وقوة خدمة الدين الإسلامي الحنيف. وهي خدمة يفخر بها خادم الحرمين الشريفين، ويؤكد أنها ستبقى الأولوية في كل الظروف، وستكون امتدادا للخدمة السامية التي قام بها المؤسسون الأولون. أرض الحرمين مصانة ومحمية لا يجرؤ أحد على تدنيسها. والجميع يعلم ذلك، وفي مقدمتهم تلك الجهات التي لا تريد إلا شرا بالمملكة والعرب والمسلمين. وقد أثبتت السعودية قدرتها ليس فقط على الحفاظ على الأمن وأمان المواطن، بل تكريس هذا الأمن على المدى البعيد.
وفي كل الأحوال، المسيرة تمضي قدما على كل الساحات (بل لنقل الجبهات). فالتحدي الاقتصادي نفسه يمثل جبهة ستنتصر فيها المملكة بإذن الله تعالى، من خلال إصرارها ورعاية المقام السامي المباشرة. والزيارة المهمة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين للمنطقة الشرقية، وما أنتجته تؤكد مجددا عمق العمل التنموي في البلاد كلها، كما تعزز الحراك الوطني على كل الساحات الاقتصادية والمعيشية والأمنية (و"الأمانية" إن جاز التعبير). فكل شبر من أرض المملكة، تشمله المخططات التنموية الكبرى، وكل قطاع بات جزءا من هذه الخطط بصورة تلقائية. لا مجال للتراخي، لأن ما يتم الآن هو ببساطة مرتبط بمصير الأجيال المقبلة. ومن هنا يمكن تأكيد أن المملكة لا تقوم بإصلاحات، بل ببناء صرح اقتصادي تنموي وطني، قادر على مواجهة المتغيرات والتحولات والمفاجآت أيضا.