"أهل مكة أدرى بشعابها"

[email protected]

مكة المكرمة هذه المدينة الأولى إسلاميا التي تعد "نقطة الارتكاز" لكل العالم هل هناك مدينة أقدس منها وأفضل منها وأكرم منها وأغلى منها؟ نعم هناك شقيقتها المدينة المنورة ومسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام وبيت المقدس الذي ندعو الله أن يفك أسره إنه القادر على ذلك. فمكة المكرمة هي محور اهتمام حكومتنا الرشيدة وهي التي لا تقارن بغيرها حيث لا منافس لها إلا توأمها المسجد النبوي. تزخر بطفرة عمرانية كبيرة لسد احتياجها لأكبر عدد من المساكن لاستيعاب الحجاج والمعتمرين اللذين يملأونها صيفا وشتاء فلا تكاد ترى "المسجد الحرام" فارغا في أي ساعة من النهار ناهيك عن احتياج ضيوف الرحمن لمشاريع أخرى تلبي احتياجات كل الشرائع فقيرها وغنيها أضف إلى ذلك الاحتياج الشديد.
لتوفير فرص العمل الكبرى التي تستوعب أكبر كم من العاطلين عن العمل من أبنائنا الخريجين من الجنسين وليس هناك أفضل من إنشاء "مناطق صناعية" حديثة تستوعب كل احتياجات مكة المكرمة وأهلها وضيوفها خاصة تلك الصناعات "الغذائية المختلفة" والألبان والمياه والعصائر ومصانع "الإحرام" للجنسين ناهيك عن توطين الصناعة بأيدي أبناء مكة المكرمة وحتى تكتفي أم القرى بمنتجاتها الخاصة التي تحمل "علامتها الفارقة" إنها مكة المكرمة التي تحتاج لأنواع جديدة من الاستثمار ليس العقاري فقط بل إن هناك أمورا كثيرة تحتاج إليها مكة، إنها تحتاج إلى مستشفيات ذات تخصصات جديدة مثل أمراض الشيخوخة حيث يكون أغلب الحجاج مع الأسف من الشيوخ والعجائز "الفقراء" الذين يحتاجون لرعاية خاصة ذات قدرات متخصصة "طبية وتمريضية" وكلنا نعرف كثيرا من الخريجين الوطنيين من هذه التخصصات المهمة لا يجدون وظائف بالقرب من منازلهم أو مدينتهم فيظلون كما نعرف عاطلين عن العمل مما يسبب خسائر في المال والبدن والوقت. وكم نحن بحاجة لهؤلاء "المتخصصين" ليؤدوا واجبهم تجاه هؤلاء الشيوخ "من فقراء المسلمين" كما أن المنشآت العقارية لا تواكب احتياجاتهم وقدراتهم التي هي أقرب لقدرات الأطفال فهل هناك استثمار للمال والوقت فيما يفيد الناس عامة والمسلمين خاصة؟ أعتقد أن لا أحد يعارض هذا الطرح خاصة أولئك الذين قاموا بتجربة الاستثمار العقاري وإلا لما اشتروا هذه الأراضي بمليارات الريالات حتى الإخوة في دول الخليج والدول العربية والأجنبية يستميتون في الحصول على أرباع الفرص في "بلاد الحرمين الشريفين" لقدسية المكان أولا وللأرباح الباهظة ثانيا وللجدوى الاقتصادية ثالثا. إنها مكة المكرمة أشرف بقاع الدنيا التي تهوي إليها أفئدة المسلمين من كل بقاع الدنيا فهل لنا أن "ننوع" مشاريعنا ونوسع دائرة الاستثمار بما ينفع البلاد والعباد فمثلا هل هناك أفضل من أبناء مكة المكرمة وأنسبهم لخدمة ضيوفها في كل المجالات؟ سيقول قائل ينقصهم الكثير من التدريب والتأهيل لاستثمارهم ضمن كوادر هذه الشركات المتكالبة على الاستثمار فيها ولم لا؟ أليس هؤلاء الشباب من الجنسين أضف إلى ذلك أبناء مكة المكرمة والمجاورين للحرمين هم الأولى في تصحيح أوضاعهم وإدخالهم في دورات تدريبية ثم توظيفهم في كل المشاريع المعمارية والفندقية والصحية والخدمية والمواصلاتية؟ أليس هذا بأفضل من استقدام عمالة تزيد عدد السكان وتسبب ازدحاما لمنطقة صغيرة وضيقة وهذا يعود على الوطن عامة وأهل مكة والمدينة بالخير الوفير. إنها دعوة لإعادة تنظيم الأمور والالتفات لنقاط مهمة جدا بالرغم من معرفتنا بالمثل القائل:
وقفة .. "أهل مكة أدرى بشعابها!".

كاتبة وسيدة أعمال سعودية

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي