مسلسلات رمضان

تبدأ المواجهة بين مشجعي ومعارضي المسلسلات الرمضانية كل عام مع اليوم الأول من الشهر. تتجه المعركة للهدوء عندما يتوسط الشهر, بل إن بعض المسلسلات تنجو من النقد بمجرد أن يبدأ بعض المصوتين في مدح المادة التي يقدمها المسلسل.
مسلسل عمر بن الخطاب واحد من المسلسلات التي هوجمت قبل الظهور على الشاشة, ثم تحول المنتقدون إلى التشجيع والمديح والمشاهدة بمجرد أن اكتشفوا أن المسلسل يسرد الوقائع التاريخية بطريقة علمية بعيدة عن الإسفاف والإساءة لهذا الرمز الكبير.
الغريب أن هذا التوجه توقف بعد عمر, وحفلت مسلسلات العام الجديد بنفس مختلف. يمكن أن نقول إن الإنتاج المكلف ليس ما يبحث عنه التلفزيون العربي هذه الأيام, فنحن نعود لمشاهدة مسلسلات بسيطة في الفكرة وتستخدم الإشكالات والخلافات نفسها التي شاهدناها في السابق, هذا التراجع أعتبره بعداً عن المهنية, ومسيئاً للدراما التي بدأت تخرج من النمطية التي تتعامل مع قضايا يتفق الجميع على خطرها أو انتشارها, لكنهم لا يفعلون شيئاً في سبيل إصلاحها.
الغريب أن بعض القضايا التي تعالجها المسلسلات تستفحل, فلا المسلسل قدم الحلول ولا الناس استفادوا من هذه التجربة في إصلاح الذات والمجتمع. بل إن المصيبة الأكبر أن بعض أبطال هذه المسلسلات قد يقعون في الأخطاء والمخالفات التي يحذر المسلسل منها, وتلك قضية أخرى قد لا أستطيع أن ألج داخلها بسب الحساسية المفرطة في المجتمع على تناولها أو تداولها.
أعود للمهنية, لأذكر أن المسلسل الذي يحكي حياة المجتمع في مدينة جدة قبل فترة زمنية لم يوضحها منتجو المسلسل, التي تأثرت في هذا المسلسل. بدءاً من خلط المراحل التاريخية حيث تجد مشاهد تمثل سنين لا تتجاوز الـ50 وأخرى عمرها أكثر من 100 سنة.
يضاف لهذا أن السلوكيات والموائد والأسواق لم تأخذ حقها من الترتيب التاريخي والمنطقي, كما أن جزئيات كثيرة من حياة جدة فقدت داخل النص. القول إن مسلسل حارة الشيخ هو نسخة من باب الحارة, هو من قبيل النظر إلى الأشكال بعيداً عن الدراما والمراحل التي يمثلها كل مسلسل, فالمسلسل الشامي استطاع أن يحافظ على مكونات المراحل التاريخية إلى حد كبير أمر لم يفلح كتاب حارة الشيخ في تحقيقه.
نعود في الغد لمزيد من هذا الكلام المباح.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي