«رويترز»: أداء الشركات السعودية يتفوق على توقعات المراقبين
جاء أداء الشركات السعودية أفضل في زمن التقشف مما كان كثير من المستثمرين يخشونه، لكن هذه الشركات تواجه مزيدا من المتاعب في الأشهر المقبلة مع تزايد صعوبة تحقيق مكاسب من خفض التكاليف وجهود تحسين كفاءة العمل.
وتبين أرباح الربع الأول التي أعلنتها الشركات السعودية المدرجة خلال الأسابيع القليلة الماضية أن كثيرا منها استطاع تجنب حدوث انخفاض حاد في الأرباح.
وتوضح حسابات "رويترز" أن صافي الأرباح المجمعة لأكبر 50 شركة سعودية من حيث قيمة رأس المال - التي تمثل النسبة الأكبر من كل أرباح شركات سوق الأسهم - انخفضت بنسبة 3 في المائة فقط عما كانت عليه قبل عام لتصل إلى نحو 19.88 مليار ريال (5.4 مليار دولار).
وكان هذا أفضل كثيرا من توقعات كثير من المحللين الذي اعتقدوا أن الأرباح قد تهبط بالحدة التي هبطت بها الأرباح السنوية لعام 2015 التي بلغ انكماشها 13.9 في المائة.
ومع ذلك كانت هناك فروق كبيرة في أداء الربع الأول بين القطاعات وكانت أشد الصناعات تضررا هي الأكثر عرضة بشكل مباشر لطلب المستهلكين مثل تجارة التجزئة.
وعزت البيانات التي أصدرتها الشركات جانبا كبيرا من أرباحها التي جاءت أفضل من المتوقع إلى خفض التكاليف ومكاسب في كفاءة التشغيل.
وأغلب المصارف السعودية الـ 12 المدرجة في سوق الأسهم سجلت نتائج تفوق توقعات المحللين في الربع الأول إذ زادت أرباحها مجتمعة بنسبة 0.6 في المائة إلى 10.01 مليار ريال مقارنة بنموها 7.2 في المائة في العام الماضي كله.
ولم تكن مخصصات القروض المتعثرة بالضخامة التي كان المحللون يخشونها وذلك بالرغم من أنها جاءت عموما أكبر قليلا ما كانت عليه قبل عام. وقد انخفضت أرباح الشركات العشر الكبرى في قطاع البتروكيماويات بنسبة 8.9 في المائة في الربع الأول إلى 4.33 مليار ريال لكن هذا الانكماش جاء أفضل كثيرا منه في 2015 عندما أدى انخفاض أسعار المنتجات بسبب رخص النفط إلى تقليص الأرباح بنسبة 36.9 في المائة.
وأعلنت الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" إحدى أكبر شركات البتروكيماويات في العالم انخفاضا بنسبة 13.2 في المائة أرباح الربع الأول لتصل إلى 3.41 مليار ريال، لكن هذا الرقم جاء أعلى من متوسط توقعات المحللين الذي بلغ 2.84 مليار ريال.
وقال جاسم الجبران المحلل لدى الجزيرة كابيتال، إن الهوامش الإجمالية استطاعت أن تتفوق على التوقعات لأن المنتجين تمكنوا من السيطرة على التكاليف سواء التشغيلية أو العامة.
وأضاف أن أثر تخفيضات الدعم على هوامش شركات البتروكيماويات حتى الآن كان أقل ما توقعه المحللون بل الشركات نفسها. لكنه حذر من أن بعض الشركات مازالت تتمتع بأسعار مخفضة لمستلزمات الإنتاج وهذه الأسعار سترتفع في نهاية المطاف.
وبصعوبة استطاعت شركة فواز الحكير لتجارة التجزئة - التي تملك حقوق استغلال العلامات التجارية لشركات من بينها مانجو وزارا وبنانا ريبابليك - تحقيق التعادل بين الإيرادات والمصروفات في الربع الأول من العام وانخفض صافي أرباحها 98 في المائة.
وقال محمد الشماسي رئيس إدارة الأصول بشركة دراية المالية، إن الشركات السعودية التي يتركز نشاطها على السوق المحلي ستواجه ضغوطا أكبر على هوامشها مع تزايد حساسية المستهلكين للأسعار وعرض الشركات تخفيضات لجذب المشترين.