«نبراس» ينير الطريق

تتكالب المخاطر على شبابنا وفتياتنا اليوم. أزمات ومغريات تدفع بهم في كل اتجاه. مع هذه المؤثرات المتكاثرة تظهر مبادرة مهمة تتعامل مع أحد أهم المخاطر التي تواجه مجتمعات العالم اليوم وهي المخدرات.
يبذل المسؤولون عن المشروع الوطني للتوعية بأضرار المخدرات "نبراس" جهودا حثيثة في سبيل التوعية والتوجيه والإرشاد لمن يستهدفهم الخطر الداهم. هذا المشروع الرائع يستحق الاهتمام والدعم من كل فئات المجتمع. المخدرات خطر على كل مكونات الدولة، وهي واحد من معاول الهدم التي يستخدمها أعداء الوطن في إضاعة جهود الدولة في مجالات التعليم والصحة والأمن.
تأثير المخدرات لا يتوقف عند حد، ولهذا فهي الوسيلة الأسهل والأسرع لإفساد المجتمع وتحويل مكوناته إلى أرقام لا أهمية لها، بل وقد تكون سالبة في كل مجالات الحياة. تدمير المخدرات ظاهر في كثير من الحالات التي شاهدناها، ونشاهدها سواء في الغرب أو الشرق. هذا الأثر يتجاوز كل حدود التوقع لأنه ينخر في المكون الأهم للوطن وهو أبناؤه الذين يؤمل عليهم لصناعة المستقبل.
هذا السبب جعل كثيرا من الأعداء يستخدمون هذه الوسيلة لحرب الأمم والدفع بها نحو دمار تحتاج إلى عقود للخروج منه. الفساد الأسري والاجتماعي والأمني والاقتصادي، مخاطر تجتمع لتدفع البلاد نحو الدمار الذي يريده لها الأعداء. هذا المؤثر الخطير هو أرخص وسيلة للتدمير، وتعيش دول فاشلة كثيرة على استخدامه لتدمير الأمم والشعوب.
من هنا يتضح لنا أهمية مكافحة هذه الآفة في مجتمعنا، ونحن نعلم أن أعداءنا يعملون وسيعملون في سبيل إفشال الجهود الرامية لتطوير المواطن والوطن، وأرخص وسيلة لذلك هي الحرب القذرة التي تعتمد على المخدرات وغيرها من الأساليب الرخيصة كوسائل لتحقيق الغرض الإجرامي الذي تبتغيه.
إن تضافر الجهود وحشد القوى في المواجهة الخطيرة التي نعيشها اليوم تستدعي أن نبدأ بدعم وتشجيع كل وسائل التوعية والتوجيه المجتمعي والتربوي للتعريف بأضرار المخدرات وبالتالي حماية الحاضر والمستقبل.
تأتي فكرة "نبراس" كواحدة من أهم وسائل الدعم النفسي والمجتمعي والأخلاقي والتوجيهي الذي يتعامل مع أكثر الشرائح استهدافا وهم الشباب، الذين يمكن أن ينجرفوا وراء المتعة الوقتية الزائفة التي قد تجلبها بعض هذه المواد، والتي تتحول إلى دمار تام ودائم لحياة ومستقبل الأبناء والبنات، والأمة التي تنتظر مساهماتهم الإيجابية في المستقبل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي