علاجك في الفضاء

إذا كنت قصير القامة أو ممن يبحثون عن زيادة أطوالهم فلن تكون في حاجة بعد اليوم إلى عمليات أو أدوية تساعدك على ذلك، فبدل من أن تخضع لمشرط جرّاح أو دواء قد لا تحمد عواقبه ما عليك سوى حجز مقعدك في رحلة إلى الفضاء الخارجي بشرط أن تكون لفترات طويلة نسبيا!
فمع وصول رائد الفضاء الأمريكي سكوت كيلي، من رحلته الإستثنائية التي انتهت قبل أيام بعد مكوثه في الفضاء عاما كاملا هو وزميله الروسي، صَدم كيلي، الباحثين بأول مفاجأة حين لاحظوا التغير الحقيقي في طوله بنحو ٥ سم، وقارنوا ما حدث له بأخيه التوأم وهو رائد فضاء أيضا لكنه بقي على الأرض لكي يتمكن الباحثون من مقارنة تأثير المكوث في الفضاء طويلا على جسم الإنسان والتغيرات التي من الممكن أن يحدثها!
فكيف حدث ذلك؟
فسرت "ناسا" استطالة سكوت ورواد الفضاء الذين يعيشون لفترات طويلة بأن فقرات الظهر تبدأ بالتباعد عن بعض بسبب انعدام الجاذبية الأرضية وشبهوها بعمل الزنبرك أو السوستة المعلق بها ثقل يحاكي دور الجاذبية الأرضية فتنضغط أجزاؤها وتقصر وعند تحريرها منه تتمدد مرة أخرى! وتصل نسبة التمدد في العمود الفقري في الفضاء إلى 3 في المائة أي نحو 7.6 سم!
وعلى الرغم من كثرة الرحلات المكوكية للفضاء الخارجي والتجارب التي أجريت على الإنسان والحيوان حتى النبات إلا أنه لايزال هناك الكثير من الأمور والألغاز التي تحتاج إلى حل!
لذا قامت وكالة الفضاء الألمانية بتأسيس مركز "إينفي-هاب" للأبحاث الطبية لمحاكاة أجواء الفضاء، وبمجرد دخولك من بوابته ستشعر بأنك في عالم آخر، وستفقد كل صلة لك في الزمان وفي المكان، فلن تفرق بين ليل أو نهار، ولن تحس بالوقت نفسه، كل شيء تحت السيطرة الصوت، الضوء، درجة الحرارة، وخليط الغازات الذي تتنفسه!!
وأول تجربة سيقوم بها المركز هي دراسة تأثير انعدام الجاذبية الذي يتعرض له رواد الفضاء لفترات طويلة في تحدٍ غير مسبوق، حيث يستلقي المشاركون على ظهورهم في الفراش مع إمالة رؤوسهم ست درجات للأسفل لمدة شهرين متواصلين دون حراك! وبذلك سيتمكنون من إجراء تجاربهم على أعداد كبيرة من المشاركين بدل واحد وبالكثير اثنان من رواد الفضاء الحقيقيين، في رحلات واقعية هذا غير فائدتها للمرضى الذين تجبرهم ظروف المرض على ملازمة أسرتهم لشهور.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي