تاكسي .. ليموزين

[email protected]

عندما تقرر السفر إلى مكان ما سواء داخل المملكة أو خارجها فهناك عدة أمور تضعها نصب عينيك، وتحرص على توافرها في المكان الذي تقصده، أولها وبلا منازع عنصر الأمن والأمان وهذا ما تتميز به المملكة العربية السعودية ولله الحمد، ومجرد إحساسك بالأمن فأنت تتحرك وتتنقل أينما وكيفا شئت بلا خوف على نفسك أو مالك أو عائلتك.
السفر بمثابة الهروب والابتعاد عن الضغوط والبحث عن الراحة النفسية والمتعة للفرد والعائلة في المكان الذي ستقصده والبحث عن أماكن تتوافر لها نوعية من الامتيازات ووسائل الجذب التي تميزها عن غيرها، وهناك دول تعتمد في دخلها القومي وبشكل كبير على السياحة وتعمل بجهد لجذب السياح من مختلف دول العالم لزيارتها.
ومن محفزات السفر والسياحة توفر البنية التحتية المتينة مثل الفنادق ووسائل النقل ووسائل الاتصال والخدمات والأسواق والمجمعات التجارية ووسائل الترفيه، إضافة إلى الابتسامة التي يحرص عليها مستقبلوك أينما كنت والتي تؤهل البلد لاستقطاب السياح والزائرين.
وعند سفرك فأنت لا تريد خطوط طيران مستوى خدمتها ضعيف وكثيرا ما تتأخر رحلاتها وتتعطل طائراتها وكاونترات الخدمة التي تنتظر أمامها طويلا تخلو من الموظفين، ويغلب على خدمتهم طابع اللامبالاة مع وجود المحسوبيات والمجاملات.
لا ترغب أن ترى منغصات السفر عند نزولك المطار وبمجرد دخولك الصالة تستقبلك الروائح الكريهة وتراكم العفش أمام المسافرين وتكدس الركاب أمام كاونترات الجوازات وبطء الإجراءات.
ومن المنغصات أيضا عند خروجك من المطار تجد الفوضى تعم المكان والمستقبلين غالبيتهم من عينة - تكسي يا ولد، سيارة يا أخ، ليموزين يالحبيب، وبالمناسبة هي سيارات خاصة وغير مرخصة أصحابها يسرحون ويمرحون في المطار ويشوهون المنظر الحضاري للمدينة والدولة.
بعد دخولك المدينة تخشى مواجهة من الظواهر التي لا ترغب في رؤيتها مثل حافلات خط البلدة التي تجوب الشوارع ولا تتوافر فيها أي من مواصفات السلامة، الباعة المتجولين ووجودهم بكثرة عند إشارات المرور إضافة إلى ظاهرة التسول والشحاذة عند الإشارات والأسواق والمجمعات التجارية وخصوصا في المواسم، والمشكلة أن أعدادهم في تزايد وغالبيتهم من مخالفي نظام الإقامة وامتهنوا هذه المهنة بدون رادع.
ضعف الرقابة على الفنادق والأسواق والمجمعات التجارية ومدى التزامها بلائحة الأسعار ومستوى تقديم الخدمة الجيدة ومدى مواكبتها للجهود التي تبذلها الجهات الحكومية لجذب السياح على اختلاف رغباتهم.
وعند استخدام الطرق البرية للسفر تتمنى أن تشاهد على الطرق السريعة التي انفقت عليها الدولة مليارات الريالات أو الدولارات ترغب أن ترى خدمات توازي هذه الطرق مثل محطات البنزين والاستراحات والمطاعم ذات الخدمات المميزة وليست محطات تفتقد إلى أبسط الخدمات ناهيك عن دورات المياه القذرة والمطاعم غير الصحية، ومواد غذائية تباع في المحطات تفتقد إلى التخزين الجيد وبعضها منتهي الصلاحية.
والحديث يطول حول هذا الموضوع ولكن ما يغبنك أن الدولة قد بذلت الغالي والنفيس لتوفير هذه البنى التحتية واستثمرت المليارات في بناء الطرق السريعة على مدى عقود وفي النهاية تجد الإساءة لكل هذه المكتسبات بسبب أفراد لم يلتزموا بأخلاقيات المهنة وآخرين حملوا الأمانة ومسؤولية الرقابة على هذه المكتسبات ولكنهم تقاعسوا عن أداء مهامهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي