صعود قد لا يدوم طويلا .. وول ستريت بين تفاؤل المستثمرين ومخاوف المحللين

صعود قد لا يدوم طويلا .. وول ستريت بين تفاؤل المستثمرين ومخاوف المحللين

صعود قد لا يدوم طويلا .. وول ستريت بين تفاؤل المستثمرين ومخاوف المحللين

تشهد الأسواق المالية الأمريكية حالة من التفاؤل اللافت مع تسجيل الأسهم مستويات قياسية وتراجع أسعار الفائدة واستمرار قوة نمو الأرباح، في وقت يتسابق فيه المحللون لرفع توقعاتهم لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بدعم من التخفيضات الضريبية وزخم الشركات. غير أن هذا الانتعاش يثير قلق بعض خبراء وول ستريت من أن تكون المكاسب الحالية مؤقتة أو "محمومة"، خاصة مع حلول شهر أكتوبر الذي غالبًا ما يشهد تقلبات حادة.

وبحسب تقرير وول ستريت جورنال، ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 13% منذ بداية العام، فيما كسب مؤشر داو جونز الصناعي 9% وناسداك المركب 17%، إلى جانب صعود مؤشر "راسل 2000" للأسهم الصغيرة لأعلى مستوى منذ 2021. كما ساهمت توقعات خفض الفائدة في تعزيز سوق السندات، إذ انخفض عائد سندات الخزانة لأجل عشر سنوات إلى 4.14%، في حين تقلص الفارق مع عوائد السندات الشركات إلى أدنى مستوياته منذ عقود.

لكن هذا الصعود السريع ترافق مع مؤشرات "تفاؤل مفرط"، أبرزها عودة المضاربات في أسهم الميم، وارتفاعات هائلة لأسهم مثل "أوبن دورز تكنولوجيز" التي قفزت 413% هذا العام. كما عاد نشاط شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة (SPACs) ليسجل أعلى وتيرة منذ 2021 بجمع نحو 20 مليار دولار، بينما ارتفعت أسهم الطروحات الجديدة بمعدل 34% في أول يوم تداول، وهي النسبة الأعلى منذ عام 2000.

ويثير صعود أسهم الذكاء الاصطناعي أيضًا مخاوف من فقاعة، بعدما استحوذت سبع شركات تكنولوجية كبرى (منها ألفابت، آبل، مايكروسوفت، وإنفيديا) على 37% من القيمة السوقية لمؤشر ستاندرد آند بورز 500، وهي الحصة الأعلى تاريخيًا.

ورغم متانة الاقتصاد الأمريكي وتماسك سوق العمل، يرى محللون أن الرسوم الجمركية قد تعيد إشعال التضخم وتحد من تخفيضات الفائدة، ما قد يؤدي إلى تراجع السوق بنسب تصل إلى 10% وفق تقديرات بعض بيوت الاستثمار. وقد انعكس ذلك بالفعل على مؤشر داو جونز للنقل الذي انخفض 0.8% هذا العام، ما يعكس توقعات بضعف الطلب على السلع والسفر.

وفي المقابل، تتجه المعادن الثمينة لتحقيق أفضل أداء منذ عقود، إذ ارتفعت عقود الذهب والفضة بنسب قياسية كملاذ آمن في مواجهة التضخم والمخاطر، فيما يفضل بعض المستثمرين التحول نحو قطاعات أقل سعراً مثل القطاع المالي الذي يتميز بتدفقات نقدية قوية وقيم أسهم منخفضة نسبياً.

وبين التفاؤل المفرط والمخاوف من فقاعة، تظل الأسواق الأمريكية في مفترق طرق حاسم، حيث يراهن المستثمرون على استمرار الزخم، بينما يحذر المحللون من انعكاس محتمل يعيد التوازن إلى مستويات الأسعار.

الأكثر قراءة